الجمعة، مارس ١١، ٢٠٠٥

عن التدليس و تهريب الآثار.......


كنت أتحدث مع عدد من الاصدقاء منذ فترة عن الوصمة التي تلاحق من يبدو
عليه الارتباط بالولايات المتحدة ، و هو المأزق الذي وقع فيه أيمن نور ،
و الذي يوشك أن يتحول الى سعد الدين ابراهيم آخر ( جاسوس و عميل رسمي
عند معظم المصريين ) و سمعت عددا مختلفا من الآراء فمن قال أنه يثق في الشيطان و لا يثق في الولايات المتحدة و يفضل الموت على ان يقترب منها ،و من قال أنه يجب على
الاصلاحيين أن يتجنبوا التعامل مع الولايات المتحدة لأن هدفهم يجب أن
يكون التواصل مع جماهير أوطانهم لا مع الحكومات الغربية ، و من قال أنه
يجب عليهم تجنب ذلك التعامل لأن الوصمة ستقضي على مستقبلهم السياسي ، و
من قال أن رموز الوطنية المصرية القديمة مثل مصطفى كامل و سعد زغلول
قاموا بالفعل بالعمل على التحرر من خلال التعاون مع الغرب ، و من قال أنه
يرى بقوة تأثير تلك الوصمة على كل القضايا التي تؤيدها الولايات المتحدة
، فمهما كانت عادلة ، فان رأي الشارع العربي يكون مضادا لها مباشرة ـ
لدرجة أنه قال ساخرا أته بدأ يشك أن الولايات المتحدة تختار عن قصد
القضايا التي تفيد العرب و تؤيدها ليرفضها العرب في تشنج...

و قد يكون مفيدا أيضا هنا التحدث عن آراش سيجارشي المعتقل في ايران و الذي
قامت لجنة حماية المدونين بتنظيم حملة تضامن للافراج عنه ، الا ان "ن" في
" يللا اكتب" كشفت النقاب عن جانب آخر من اعتقاله ، اذ أن راديو فردا "
النسخة الايرانية من راديو سوا العربي" أذاعت لقاء معه متفقة معه على
الحفاظ على سرية اسمه ، الا أنه فوجئ بالاذاعة تذيع اسمه كاملا ، و حكى
آراش تلك القصة ملقيا جانبا كبيرا من المسؤلية عن ما يمر به - 14 عاما
بتهمة التخابر - على راديو فردا ....

منذ عدة أيام نشر في مجلة ذي نيو ريبابليك مقال عن تغير الأجواء في
العالم العربي ، و الأثر الذي يحدثه الانترنت فيه....
حظيت المدونات العربية بجانب لا بأس به من المقال و كان نصيب مدونتي ما
يقارب الفقرة....

دعك من أنني لا أحب مجلة نيو ريبابليك و لا اتجاهاتها المحافظة اليمينية ، و أن الكاتب
قدم اسمه مرتبطا بتعبيري "العراق الجديد" و "اعادة الاعمار" مما كان
كافيا ليتسبب في تقلص في معدتي كا د يدفع الحمض منه...
و دعك من أن الكاتب قدم ترجمة مغايرة لما كان موجودا في المدونة.. اما
عن جهل بالعامية المصرية كما أتمنى .....أو عن سوء نية لزيادة الاثارة في
المقال دون اهتمام بأن الصيغة التي قدمها يعاقب عليها اي قانون في أي
مكان....

و لكن بما أنني اكتب في مساحة مفتوحة هي الانترنت فلا يمكنني أن أختار من
يقرأ او يعلق على ما أكتبه أو بأي صورة يعلق ، الا أنه يمكنني أن اعترض
على استغلال ما أكتبه ....

أكثر ما ضايقني هو أن الكاتب يدلس حقيقة بتجميع ما يراه ظواهر و علامات
لتخدم صورة مسبقة لديه عن الربيع الديموقراطي الذي ينبثق في العالم
العربي نتيجة الغزوات الامريكية المباركة بقيادة آية الله بوش .... اذ انطلقت موجة تفاؤل
أمريكية عمت وسائل الاعلام الأمريكية بتغير الأجواء في العالم العربي ، فبحث الأخ ليخرج كتابة قديمة
من هنا و أخرى أحدث من هناك ، و هو لا يعرف شيئا عن أبعادها و لا
خلفياتها و لا أهدافها و لا كيقية تطورها و لا مدى انتشارها الحقيقي ، و
مفوتا في الحقيقة ظواهر أخرى اكثر أهمية يمكنه الاستدلال بها ، ليخرج
بمقاله عن الأجواء المتغيرة.....

بعد بحث قصير على الانترنت عن الكاتب اكتشفت أن رجال الجمارك اكتشفوا في
حقيبة جوزيف برود - منظر اعادة الاعمار- بعد عودته من رحلة الى العراق
آثارا عراقية مهربة ، و أنه اعترف بجريمته ليحصل على صفقة تخفف الحكم عنه
و الذي كان من الممكن أن يصل الى 16 عاما الى ستة أشهر من الاقامة
الجبرية في منزله اضافة الى عامين من المراقبة....

الشرق الأوسط و ساكنوه بالنسبة الى شخص بهذه العقلية ليس سوى رقعة شطرنج
يجرب فيها نظرياته الكبيرة عن اصلاح الكون .... و ان فشل .... أوبس...
خسارة... و ان نجح....ررررائع... ألم أخبركم؟.... و سكانه ينقسمون الى مجموعة من المتخلفين الذين لا يمكنهم التفكير بأنفسهم اذا عارضوا نظرياته ، أو قلة مميزة يطاردها مجتمعها المتخلف اذا وافقوا على رؤيته للعالم... و كمنتصر مظفر يمكنه الحصول على ما يريد من الغنائم التي لم يكن ليقدرها هؤلاء البرابرة على كل حال...

عزيزي جوزيف برود اللص و مهرب الآثار المدان و المحكوم ، لا أحب أن أراك
تسجل نقاطا مستغلا اياي..... نصيحتي : ابحث عن عربي يميني مؤيد لأمريكا
في ساحة البلوج و تعاونوا سوية....

آه.. و شاهد فيلم ماريا فول أوف جريس .... الذي قد يمنحك افكارا افضل عن
كيفية تهريب الممنوعات....

*الصورة لجوزيف برود من موقع سي بي اس نيوز

ليست هناك تعليقات: