الخميس، نوفمبر ٢٤، ٢٠٠٥

البلطجة هي الحل - 2

يتعرف محمود على شابين في القسم فنجلس جميعا على مقهى بجوار القسم. نتبادل حديثا عاما و إن شاركونا بعض تفاصيل تجربتهم الانتخابية. أميل إلى تصديق ما قالوه رغم عدم قدرتي على التأكد منه ، لأنني سمعته من كثير من المصادر. تحدثوا عن شراء الأصوات و الذي يتم التأكد فيه من تصويت الناخب للمرشح الراشي بحلف المواطن على المصحف ( قرأت أمرا مماثلا في المصري اليوم ، و سمعت من مدير حملة مرشح الجبهة في باب شرق أنه قد قالت له سيدة من المشحونات جماعة عندما حاول ابعادها عن المرشح الراشي : يا بني مقدرش ، متحمليش ذنب الحلفان عالمصحف ) . و تحدث أحدهما عن إغلاق باب مدرسة ببلطجية يحملون السيوف في رأس التين ( و هو مماثل لما شاهدته بعيني في الجمرك) و أن البلطجي قال أن الحكومة هي التي جلبته هنا ( أمر مماثل لاعتراف البلطجي لهيثم في الجمرك ، و لاتهام سأسمعه لاحقا من الكثير من أهالي كرموز) و أنه سيصدر له أمر اعتقال ان لم يقم بما يقوم به. و قال أحد الشابين أن الإخوان مظلومون و أن الحكومة تمنعهم لأنهم " ناس نضيفة" و هي لا تريد سوى اللصوص. و قال أن بعض من يأخذون 100 جنيه يدخلون و يعلموا على " الإسلام هو الحق" . يقول أن الناس التي تاخد النقود لا تفكر سوى في يومها ، أما الناس التي تنظر للمستقبل فترى حال الفقر و عدم توفر فرص عمل و المعاملة في الميري فتختار من سيصلح حال البلد.


نعود إلى نقابة المحامين و نسلمهم ما حصلنا عليه من معلومات و نستمع لتفاصيل أخبار الساعات الماضية : أستاذ جامعي مراقب تم الإعتداء عليه و هو الآن محاصر داخل اللجنة عاجز عن الخروج ، حوادث في مجمع التدريب المهني بالساعة ، مجمع المدارس بالرمل ، مدرسة الفلوجة ، قيد جماعي ، نظام التعارف ، صندوق تحطم ، اعتداءات ...الخ
وسط ضجيج المتحدثين في الهواتف لم تتردد سوى كلمات : طعن ، اطلاق نار ، مصاب ، ضرب ، قتيل ، اعتقال مندوبين ، بلطجة ، نقل لمستشفى.
قلت لمحمود : أحس أن هذه تغطية حرب و ليست تغطية انتخابات.
آخر المعلومات المتوفرة لديهم أنه في الوقت الحالي فإن الهدوء عاد لدوائر الرمل و باب شرق و المنتزه و تستمر العملية الانتخابية بعد أن تراجع البلطجية. كرموز لا زالت تشهد أحداث عنف.

نغادر و نتجه إلى كرموز.ننزل عند كوبري كرموز الذي يمر فوق ترعة المحمودية. لا نعرف أين نتجه بالضبط ، فنتصل بمرشح الغد في كرموز و الذي يحضر لاصطحابنا إلى مقره القريب. بمجرد وصولنا و معرفة الناس أن بيننا صحفيين حتى أحاط بنا جمع كبير يحكي و يشير و يكشف عن أذرعه و أقدامه الجريحة و يرفع أوراقا.

حكوا عن المرشح المستقل سيف القباري الذي تعرض للطعن . جاء قريب أحد مرشحي الفئات المستقلين ( شبارة) ليروي أن أخاه تعرض لإطلاق نار في قدمه ، إذ قام أحد البلطجية بضرب مناصر للإخوان فسقط على الأرض فاقترب منه البلطجي بسلاح ناري فتدخل الأخ لإنقاذه و اشتبك مع البلطجي فانطلقت رصاصة استقرت في ساقه. رجل أراني توكيلا عاما عن مرشح الغد يسمح له بدخول أي لجنة و يقول أنه لم يتمكن من دخول أي لجنة. رجل يكشف عن ساقه الجريحة و يقول أنه تعرض للضرب من البلطجية. يحكون عن هجوم كاسح للبلطجية منذ الصباح استهدف منع الناخبين و إرهابهم و عن امتناع الأمن عن التدخل و رددوا بغضب كبير اسم رئيس مباحث كرموز مدحت عوض محملينه مسؤولية احضار البلطجية و سمعت منهم و من غيرهم في مختلف أنحاء كرموز مقولة - لا يمكن التأكد منها و إن كانت متواترة -أن الأمن جمع المسجلين خطر من قبل يوم الإنتخاب و قام بإعطائهم نقودا و أطلقهم صباح يوم الإنتخابات. شاب يرينا كدمة في وجهه. يروي الكثير من الناس أن الأمن كان يقف بجوار البلطجية دون أن يتحرك و يرفض الإستجابة للمستنجدين بهم. يقول شاب من الغد أنه التقط مجموعة من الصور للبلطجية فأوصيه بأن يحرص على كاميرته. يروي لي الشاب نفسه أنه شاهد مجموعة من مرتدي ملابس مدنية ( يرجح أنهم أمن دولة) يمسكون بشابين من الإخوان و لكن عبرت عربة للتلفزيون فتركوهما و انطلقوا هاربين ، يضحك و يقول أنهم ظنوها الجزيرة و لكن اتضح أنها عربة للقناة الخامسة.

يطلب مرشح مستقل آخر مقابلتنا و يروي لنا نفس التفاصيل : البلطجية و الاعتداءات و اتهام للأمن ليس باللامبالاة فقط بل بجمع و إطلاق البلطجية. الناس مشتعلة غضبا ضد مرشح الوطني فئات محمد البلشي الذي كان كل هذا الترويع لصالحه. يحكون عن قريب لمحمود عطية مرشح الإخوان فئات تعرض لإصابة جسيمة. كان التعاطف مع الإخوان كبيرا جدا " يعني أنا لو ماشي في الشارع و لقيت ناس بلطجية ملمومين على واحد غلبان و بيضربوه هعمل ايه يعني؟ هما فاكرين انهم هينجحوا كده؟ ده بعدهم ، كل الناس بقى صوتت للإخوان و محدش صوت للبلشي" . أما موضوع رد الإخوان على العنف فيبدو مما سمعته منهم أن الإخوان دافعوا عن انفسهم ما أمكنهم و رفض كل من حدثتهم بقوة أن يكون الإخوان بلطجية و قال البعض أن الإخوان حملوا السلاح فقط ليردوا به ضربات البلطجية ، و قال آخرون أن بعض الاهالي و بعض من يحتفظون بسلاح تدخلوا حاملين السلاح تعاطفا مع مناصري الإخوان.

نعود لمقر الغد و أتناول مع محمود غداء من عربة تقف بجواره فيقترب مني شخص و يحكي لي أنه بينما كان يمشي في الشارع منذ شهور أمسك به ضابط و نقله للقسم و خلع ملابسه و انهالوا ضربا على قدمه بالشوم ثم أدخلوا عصا في " حتة و لا مؤاخذة". أذهل. يضيف هذا إلى شعوري بالسوريالية في كرموز حيث " تتكعبل" في حالات التعذيب. "هل لهذا علاقة بنشاطك السياسي؟" يقول أنه لم يكن قد انضم للغد يومها و لم يكن له أي نشاط سياسي. أسأله عما فعل فلا يبدو أنه فعل شيئا. يقول أن " الموضوع ده مأثر على نفسيتي و بتعالج في المستشفى دلوقتي" . أعطيه رقم أحد محامي حقوق الإنسان و أوصيه بمكالمته.

هيثم و سكوت ينطلقان لمشاهدة المدارس التي يقف أمامها البلطجية. يريد محمود مقابلة أبو العز الحريري ( مرشح عمال الجبهة / تجمع) فيقرر رجل و شاب من أهالي المنطقة و أعضاء بالغد مصاحبتنا لأن المنطقة خطرة هناك. نركب عربة ميكروباص صغيرة و عندما نقترب من شارع النيل حيث مقر أبو العز و قسم شرطة كرموز و متفرع منه شارع حيث مدرسة يغلقها البلطجية حتى ذلك الوقت ، تقول لنا سيدة مسنة " يا ولادي متدخلوش هناك ، الدنيا متدغدغة . دي مش انتخابات دي صياعة و قلة أدب" . نترجل و نمشي باتجاه ذلك الشارع . عربة نصف نقل بزجاج محطم. ندخل الشارع فيواجهنا القسم و حوله أعداد كبيرة من رجال الشرطة و الرتب و الجنود و عربات الشرطة واقفين في أماكنهم . نمشي من أمامه و بعده بامتار تواجهنا مسيرة من أشخاص يتقدمهم حاملو السيوف و يليهم حاملو العصي و الشوم متجهة نحو القسم. أترك الشارع و أقف على الرصيف مذهولا و خائفا بينما يعبرون أمامي . يتجهون نحو القسم. أحاول أن أفهم من هم هؤلاء فيقول البعض أن الشرطة قبضت على فتى لا علاقة له بالبلطجة و أن هؤلاء ذاهبون للقسم للمطالبة بالإفراج عنه. في شارع جانبي على بعد أمتار من القسم مدرسة ابراهيم نجيب حيث يحيط تجمع كبير من الناس بالمدرسة و بعض الأسلحة البيضاء مرفوعة في الهواء . يبدأ جمع كبير في الإحاطة بمحمود بمجرد معرفة أنه صحفي و يروون حكاياتهم المماثلة لما سمعناه من قبل. شخص يمسكه و يطلب منه الذهاب معه للمنزل. لا أشعر بالاطمئنان من هذا التجمع الملفت للنظر وسط كل هذه الأسلحة. يقول لي الرجل الذي يصطحبنا " هات محمود ، كده مينفعش". أمسك بذراع محمود و أجذبه. نتوقف عند مقر أبو العز. ليس موجودا الآن. تجمع جديد و الناس تحكي عن البلطجية و الأسلحة. " عمر ما في ناس شايلة السيوف تمشي كده في وسط الشارع و تروح القسم. ده حمل السلاح الأبيض ياخد عقوبة لحد 3 سنين" و " أنا شاهد ، مستعد أشهد ان الصبح واحد كان ماسك سيفين ، رحت للضابط اللي واقف قلتله : يا باشا اعمل حاجة. قاللي: امشي من هنا ياد ، انت مش شايف انه مجنون؟". " ما هوا يطلق البلطجية و في الآخر يقولك ، ده الشعب بياكل في بعضه ، خلليهم ياكلوا في بعض . و هما يقفوا يتفرجوا". الرجل الذي يصطحبنا يعيد التأكيد على قلقه فأقول لمحمود أن وراءنا موعدا - وهميا- و أضطر لسحبه. نغادر الشارع أخيرا بصعوبة.

طوال الطريق يقابلنا أشخاص يحكون عن البلطجة و العنف و يتهمون الشرطة إما بعدم التدخل فقط أو بأنها هي من جمعت البلطجية و أطلقتهم. نتصل بأبو العز و نقابله عند كوبري كرموز. يجري معه محمود حوارا تقليديا عن المعارضة و النظام و الانتخابات و الإرادة الشعبية. بينما نتحدث معه عند طرف من الكوبري يشير أحد المتجمعين حولنا و يقول : "أهم البلطجية عالناحية التانية يا ريس" . أكاد أن أضحك و أقول look over your shoulder . مسيرة تعبر الشارع على الجانب الآخر من الكوبري. يغادر أبو العز و كالعادة يحيط بنا أهالي غاضبون يروون ما شاهدوه من بلطجة و عنف. يهاجم آخر الصحافة التي لم تأت للاستماع للناس أو تهتم بتصوير ما حدث .

يأتي هيثم و سكوت. سكوت مصفر الوجه. يروي هيثم أنه أمام مدرسة على ترعة المحمودية شاهد مجموعة من الناخبين معظمهم من النساء مرتديات الخمار مما يرجح أنهن من الإخوان بينما يقف أمامهم مجموعة من البلطجية المسلحين مانعينهم من الدخول. فقاموا بدفع البلطجية محاولين الدخول و نجحت محموعة من السيدات في الدخول بالفعل ،و هنا بدأ الضرب و جاءت مجموعة أخرى من البلطجية لتطارد النسوة الواقفين بالخارج بينما بدأ البلطجية في ضرب النسوة بالداخل بالعصي و بظهر السيف ( و ليس بحده) فقامت النسوة بالدفاع عن أنفسهن و رد الضرب بأيديهن و أرجلهن و خمشا و ركلا ما استطاعوا. شاهد هيثم سيدة تصاب بجرح قطعي في رقبتها.

نجلس على مقهى لوقت قليل و نمشي مسافة ثم نركب تاكسي. أتنفس الصعداء أخيرا. كرموز كانت منطقة غاب فيها القانون . رُوِّع أهلها بصورة إجرامية. أحمد الله على أننا خرجنا منها سليمين. أتذكر ما قاله لي الكثيرون ممن تحدثوا معنا : " هتنقلوا اللي قلناه؟" " الناس برة هتعرف اللي حصل؟". " دي أمانة في رقبتكم قدام ربنا انكم تقولوا اللي شفتوه"

نتجه بعدها إلى مقر حملة عادل عيد مرشح الجبهة فئات / مستقل باب شرق . تمطر السماء فأقول لهيثم اكليشيها مبتذلا : " السماء تبكي على ما حدث" و نضحك. نسمع من العاملين بالمقر عن تفاصيل شراء أصوات علني ، و عن مقاه تبيع الأصوات ، دخل إحداها المستشار عادل عيد أثناء تجواله بالدائرة و قال لمن فيها ساخرا : " فين الخمسين جنيه بقى عشان أنتخب مصيلحي". و على ما يبدو فإن حوادث البلطجة و التخويف بباب شرق انحصرت بفترة الصباح ثم هدأت الامور بعدها بينما استمر بيع الأصوات حتى نهاية الانتخابات. يقول أحد المندوبين أنه اضطر للإحتماء بمبنى المدرسة هربا من البلطجية ثم اتصل بصديق له ، و الذي أرسل العاملين عنده لإنقاذه و تهريبه خارج مبنى المدرسة.

بينما نجلس في المقر ، يقول مراسل التلفزيون المصري بالإسكندرية مبتسما و لامعا أن العملية الانتخابية شهدت بعض الاشتباكات بين أنصار المرشحين نتج عنها إصابات طفيفة و قام الأمن بفض الإشتباكات و السيطرة على الموقف. أفقد التحكم في اعصابي و أصرخ : " كداب يا ابن ال..."

نحاول الإلتقاء بعادل عيد و لكن كان قد حان موعد الفرز. يحصل محمود على لقاء سريع معه. نفترق أنا و سكوت و محمود.

من مرشح الغد في اللبان و العطارين أعرف في اليوم التالي أنه طرد و بقية المرشحين من لجنة الفرز لمدة ساعة. و أسمع منه و من أعضاء حملته حكايات عن إطلاق نار و بلطجة و " مية نار" و قيد جماعي و صندوق محطم ، و عن أوراق مسودة لصالح خالد خيري ( فئات وطني) و كمال أحمد ( عمال مستقل - معارض افتراضا) و أنهم أثبتوها في محضر اللجنة.

أبقى طوال الليل أمام لجنة الفرز في باب شرق. و لكن هذه حكاية أخرى كما هي حكايتي المتأخرة التي لم أروها عن مشاركتي في حملة انتخابية.

أعود للمنزل و أنام.

الثلاثاء، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٥

البلطجة هي الحل

الثامنة صباحا يرن المنبه. أطفئه و أحاول أن أنام دقائق اضافية. في الخلفية أصوات الميكروفونات تصرخ بالدعاية الانتخابية. أستيقظ و أتحدث مع محمود توفيق. نتفق على التقابل. يحدثني صديق صحفي و يخبرني أنه سمع بوجود " قلق" في الجمرك أمام باب عشرة. أخبره أنني سأقابله هناك. أتوجه مبكرا لمقر انتخابي و أتجاهل موزعي أوراق الدعاية ( وطني و مستقلين و شابان من الاخوان . سيكتسح البلطجية ما هو أمام هذه اللجنة بعد ساعات ). أدخل رأسا إلى لجنتي و أقدم لرئيس اللجنة بطاقتي الشخصية و الانتخابية. يتعامل معي بسماجة غير مبررة. ألاحظ أن كل الاجراءات صحيحة فلا أهتم بسماجته. أدلي بصوتي خلف الستار و أثني الورقة و أضعها في الصندوق الشفاف و أستعيد بطاقتي. كل اللجان مغمورة بمناصري مرشح الوطني. أقلق و لكن أتذكر ما قاله أحد الأهالي يوما لعادل عيد مرشح الجبهة أثناء جولة انتخابية : " و لا يهمك من كل الدوشة دي يا أستاذ ، اللي في القلب ، في القلب" . في محل بينما أشتري سجائر ، كان عصام العريان يتحدث في التلفزيون و تحته خبر عن اعتقال 300 من الاخوان. أغادر لأصطحب محمود و نتجه إلى الجمرك. ننزل أمام باب عشرة ، لجنة بالشركة المصرية للملاحة البحرية. زحام و تجمهر أمام الباب . و بجوار باب الشركة شادر يحمل اسم المحاسب أحمد عزت مرشح الوطني عمال رمز الجمل. تتضح الرؤية شيئا فشيئا : صف من الرجال يمنعون أي شخص من الدخول بينما يقف أمامهم - بعد مسافة مناسبة- مجموعة من مناصري المرشحين ( خاصة الاخوان المسلمين) في بؤس و عجز. فجأة ألمح سكينا مهولة الحجم في يد أحد الواقفين على الباب. أصاب بصدمة " ايه الفُجر ده!". على بعد أمتار من اللجنة تتوقف الميكروباصات حاملة السيدات ليُقَدن عبر شادر أحمد عزت و خلال صف البلطجية. بسبب صفة محمود الصحفية و كوننا من غير ناخبي الجمرك ، نستطيع الدخول عبر صف البلطجية و نصعد لمقابلة رئيس اللجنة. وكيل مرشح مستقل يصرخ و هو يقول لرئيس اللجنة عما يحدث ، فيرد عليه في عنف : اتكلم بصوت واطي. انت عارف القانون ، أنا حدود سلطاتي المقر الانتخابي. يقول الوكيل: يا باشا أنا بستنجد بيك. فيرد رئيس اللجنة في غضب : مش سلطتي ، روح لرئيس اللجنة العليا .

في الدور الأرضي و خلف البلطجية بنصف متر تقريبا يقف رجال الشرطة في هدوء و معهم رجال أمن الشركة. سألهم محمود عن دورهم فقال كل منهم أن حدوده هي اللجنة / الشركة على الترتيب. و هكذا وقفوا مسترخين على بعد أقل من متر من بلطجية مسلحين. بدأ عدد من الاخوان في التوافد و بدؤوا في تبادل الصراخ مع البلطجية طالبين السماح لهم بالدخول كما يسمح لحاملي بطاقات الوطني بالدخول. هددهم واحد من البلطجية " يللا امشوا من هنا لا تحصل مجزرة". أخرج عبر صف البلطجية بينما كان البلطجي حامل السكينة يسأل ناخبا : "ايه ، عايز ايه؟"
" أنتخب"
" مفيش انتخابات"
و آخر يقول :" متدخلش حد من الاسلام هو الحل"

ثم فتحوا اللجنة لوقت قصير و صاح البلطجية في تسامح أن اللجنة مفتوحة لمن يريد الدخول و لكن معظم الناخبين ممن شاهدوا الأسلحة البيضاء انصرفوا بالفعل. يعيدون الغلق بعد خمس دقائق.

أتلقى تليفونا من واحدة مصرية تخبرني فيها بحادثة بلطجة في عبد السلام عارف - باب شرق. فجأة يتعالى الضجيج فيرفع كل البلطجية الواقفين على الباب أسلحتهم : الأسلحة البيضاء و الشوم. يركض الواقفون بعيدا . يسرع شابان من الإخوان إلى عربة نصف نقل و يحملان عصيا خشبية بائسة تستخدم لرفع أوراق الدعاية. وقفوا على مسافة آمنة من البلطجية رافعين العصي الخشبية. تعاطفت معهم بشدة ، إذ بدوا ضعفاء لا يقنعون أحدا بامتلاكهم قوة مماثلة لمجموعة من البلطجية المسلحين أو حتى قوة كافية للدفاع عن أنفسهم ، و لكنهم ثبتوا في موقعهم طيلة الوقت. هدأ الموقف و أنزل البلطجية أسلحتهم و إن أبقوا باب اللجنة مغلقا في وجه أي شخص من غير ناخبي أحمد عزت.

يصل صديقي الصحفي و معه صحفي آحر. يحكي لي أنه بعد أن أدلى بصوته في المندرة و خرج من اللجنة ، شاهد عربات تحمل رجالا مسلحين بسيوف يرفعونها في الهواء تدور في المنطقة. اتصل على الفور بقريب له من الاخوان يقف عند احدى اللجان محذرا اياه من البلطجية القادمين و طالبا منه الانصراف. فرد الآخر مؤكدا الثبات على المبدأ و الموقف. اتصل به بعد قليل ففتح الموبايل نتيجة التدافع و سمع هو صوت صراخ و سباب و تدافع و عويل. لم يصب قريبه بأذى و الحمد لله. يشير الصحفي الآخر إلى لافتة متعدد المواهب أحمد عزت . كتب عليها أنه إمام و خطيب . هو إذن محاسب و عامل " أسقط القضاء الإداري عنه الصفة منذ أيام ، و لكنه طعن أمام محكمة غير مختصة" و إمام و خطيب و عضو بالحزب الوطني الديموقراطي و مستخدم للبلطجية و راشي ( كما سأكتشف لاحقا). بارك الله فيه.

بينما نقف يتصل بالصحفي محام صديق يراقب الانتخابات في المندرة و يخبره أن عربته حطمت و سرق المسجل. نقابل مراقبتين و صحفيا أجنبيا و نتبادل المعلومات . شاهدت المراقبة شابا من الإخوان مصابا بجروح في وجهه و ذراعه في مدرسة برأس التين. يتطوع الواقفون من الاخوان بإخبارنا أن الأوضاع أسوء في مدرسة أحمد عبود في بحري. شيئا فشيئا أحس أن الأمر يبدو منتشرا و متسعا بصورة تتجاوز الحالات الفردية إلى السياسة العامة. نقرر الذهاب إلى نقابة المحامين بمبنى الحقانية ، حيث غرفة عمليات لجنة المراقبة التابعة لنقابة المحامين.

نشاط متواصل داخل المكتب ، يتلقى المحامون الموجودون اتصالات و يقومون بأخرى مع المحامين القائمين بعملية المراقبة. نستمع لأنواع التجاوزات منهم : شراء أصوات ، موقف سلبي للأمن ، بلطجية بأدوات ترهب الناخبين ، عدد كبير من الاصابات ، قيد جماعي ، استحداث لجان غير قانونية . و نستمع لتفاصيل بعض الحالات : اشتباكات بين البلطجية و ناخبي الاخوان و الأمن يتدخل بالقاء قنابل مسيلة للدموع في الرمل على ناخبي الإخوان عند مجمع المدارس و اغلاق اللجنة . مرشح الوطني يقوم بشراء أصوات واسع النطاق في مينا البصل. هجوم للبلطجية على مدرسة عبد السلام عارف - باب شرق : رجال و نساء محملون في عربات يهاجمون مناصري الإخوان على باب اللجنة فيقوم الأمن بداخل المدرسة بإغلاق الباب . بعض أهالي المنتزه يتظاهرون ضد مرشح الوطني عبد اللاه احتجاجا على استخدام البلطجة و يهتفون " لا إله إلا الله ، عبد اللاه عدو الله". و تقارير أولية عن عنف في كرموز. مقتل سائق المرشح المستقل - وطني حسن حسين بالجمرك.

نغادر و نبدأ في التفكير . الخيارات أمامنا : مينا البصل ، كرموز ، المنتزه ، الرمل.
يغادر الصحفيان إلى مينا البصل ، و أتلقى اتصالا من هيثم ، يقول أنه مع صحفي أمريكي يدعى سكوت . نتقابل أمام المحكمة . يقول هيثم أن أحد البلطجية اعترف له باسم ضابط قام بتوزيع الأسلحة البيضاء عليهم ، لأنه متعاطف مع الاخوان " الناس بتوع ربنا المظلومين" . نتفق أن نذهب إلى كرموز بعد أن نمر على لجان أخرى في الجمرك. نمر على لجنة الشركة أمام باب عشرة مرة أخرى. كان الوضع لا زال كما هو عليه ، و لكن جاءت امدادات اخوانية متمثلة في سيارة بميكروفون تقود الهتاف مشكلة مظاهرة احتجاج صغيرة ، بينما يواصل البلطجية اغلاق اللجنة في لا مبالاة. ألمح شخصا يهمس في أذن هيثم . ننصرف فيقول هيثم أنه أخبره بمكان مقهى يبيعون فيه الأصوات : مقهى مسعد رومة بحارة اليهود.


ننحرف إلى شارع جانبي و منه إلى حارة ضيقة حيث يواجهنا تجمع كبير من المواطنين. على اليمين مجموعة من الطاولات بها كشوف انتخابية حيث يتأكد الجالسون خلف الطاولات من تسجيل المواطن بالكشف و يعطونه ورقة مماثلة للصورة مسجل بها رقم لجنته و رقم قيده،
ليعبر بها على ما يبدو من صف البلطجية. و يصعد إلى اللجنة ليدلي بصوته للمركب و الجمل.

يعود لهم و يبرز لهم اصبعه الملوث بالحبر الفوسفوري ليدخل داخل المقهى مغلق الباب. يسمع هيثم من يقول لآخر : " انتخبت؟ طب يللا ادخل جوة خد المية جنيه". نقف بالقرب من باب المقهى المغلق. " انتم مصريين؟" . " انتم مين؟" . يتوترون و يفتحون الباب بسرعة ليخرج شخص واحد ثم يعيدون غلقه بسرعة . نحاول التلصص أو الدخول فنفشل. أشاهد سيدة تخرج سعيدة من الداخل و يدها مقبوضة بقوة ، ثم تدسها في حقيبتها. يخرج مواطن منتش. يتواصل دخول المتوترين و خروج المنتشين. يأتي النموذج المميز الذي يبعث فيَّ الغثيان كل مرة : من يلعبون بثقافتهم النسبية دور السمسار أو منظم حركة القطيع. يأتي اثنان من الأفندية : " و خير يا جماعة ؟ في حاجة؟" يقول محمود " انا عايز أدخل القهوة" يرد أحدهما :
" أصل القهوة للعاملين بالقهوة بس"
" بص ، انت عارف و أنا عارف ايه اللي بيحصل هنا ، و ده مش حاجة مزبوطة"
" طب تعالى اقعد الأول ، هات كرسي يا واد"
نجلس جانبا و يبدأ أحدهما في الحديث : " اوعى تفتكروا حاجة يعني ، انا معايا بكالريوس تجارة و هوا معاه ليسانس حقوق. و الناس دي من المنطقة أمية و هما جيرانا و اهالينا، و احنا بنساعدهم يعرفوا أماكن اللجان ، بس قولولنا الأول انتوا مين؟"
" صحافة"
" ممكن الكارنيه؟"
" انت بصفتك ايه تطلب الكارنيه ؟ طلعلي كارنيهك انت بقى"
ابتسامة لزجة و " طيب و أنا مش مضطر أرد"
" بص ريح نفسك ، احنا جايين نغطي الانتخابات و نقول انها نزيهة و زي الفل و ده اللي شفناه قدامنا هنا ، مش كده برضه؟"

هيثم و سكوت يقفان في الشارع . ازداد عدد الواقفين حولهما . يقول رجل لهيثم : "انت تجمع ، صح؟ تبع جلال أحمد ، طيب انا بقى وطني" يصفق و يرفع صوته : " وطني ، وطني". يبدو على هيثم التعجب لأنه لم يقل أنه من حزب التجمع. أحاول ان أدفعه للحركة و الانصراف بسرعة لأنني بدأت أشعر بالقلق. يظهر رجل ضخم و يصيح بصوت غليظ : " يللا يا كابتن انت و هوا انجروا من هنا ، لندور فيكم الضرب". نبدأ في مغادرة الحارة. فيصرخ الرجل مشيعا إيانا بالسباب : " يا شيوعي يا ابن الوسخة! شوف عاملين زي اليهود ازاي! يا يهودي يا ابن الوسخة ! يا شيوعي يا ابن الوسخة ! يا يهودي يا ابن الوسخة!"

نواصل المشي دون أن ننظر إلى الوراء ، و أنا أدرك أنه ليس بإمكاني أن أفعل شيئا. أتذكر شعور المشي مشيعا بالسباب من يوم آخر. يبدو أن أحد الشباب أخذته النخوة و الحماس من تحريض الرجل ففوجئت به يركض بجواري على الرصيف و يقفز في الهواء مادا ذراعه إلى أبعد ما يمكن و هاويا بها على قفا هيثم بكل قوته. يمسك الرجال الآخرين به و يمنعونه من مواصلة الضرب. كانوا يريدون طردنا دون مشاكل. يواصلون السباب و نغادر أخيرا دون أن نلتفت للخلف . أحاول أن أطيب خاطر هيثم ، و لكنه يبدو متحمسا و مصمما على استعادة حقه بتحرير محضر في القسم. بينما نمشي باتجاه قسم الجمرك أفكر أننا حاولنا التدخل في علاقة ثرية و غنية لتلاحم قوى الشعب : المرشح الراشي و السماسرة و المواطنون المرتشون ، أصحاب القهوة و البلطجية أمام اللجنة و الأمن الذي لا يتدخل. كلهم يتعاونون في علاقة نادرة ، و نحاول نحن أن نعكر صفو هذه العلاقة و نتطفل على خصوصيتها؟ في قسم الجمرك ندخل إلى مكتب نائب المأمور ، و يحكي هيثم للضابط الجالس ما حدث فيشير بيده لضابط أن حرر له محضرا عندما يسمع بالضرب ، و عندما سمع بموضوع شراء الأصوات قال في استهانة : " و فيها ايه؟ خللي الناس تنبسط ! و بعدين ما كل الناس بتقبض. انت كمان بتقبض ، كلكم بتقبضوا ، مش كده؟" ننصرف دون أن نرد لدواع مفهومة. عند مكتب استخراج البطاقات الانتخابية زحام مريع. " عشان ياخدوا زيت و صابون" كما يقول شاويش في تبسط. يحرر هيثم المحضر و نتأكد من خبر مقتل سائق المرشح حسن حسين.

أكمل لاحقا..

الثلاثاء، نوفمبر ١٥، ٢٠٠٥

شباب الإخوان يتعدون الطبيعي



في مظاهرة لطلاب الإخوان المسلمين في جامعة القاهرة احتجاجا على التدخل الأمني و شطب طلابهم من قوائم مرشحي الاتحادات الطلابية ، رفع المتظاهرون "الكوسة" للدلالة على الفساد و المحاباة. رفعوا أيضاً المصاحف و التي يمثل رفعها نقطة تماس بين الفكر القديم و الفكر الجديد ، بمطالبة أبو الفتوح المتظاهرين بانزالها في مظاهرة سابقة.

* الصورة من المصري اليوم - أحمد المصري

اقرأ أيضا في نفس الموضوع:

الدين لله و المليطة للجميع
ما بعد المعارضيزم
الاحتجاج السلميّ على الطريقة البعد-طبيعيّة

كفاية تتعدّى الطبيعيّ
ملاحظات على هامش مشهد المظاهرات المصرية

الاثنين، نوفمبر ١٤، ٢٠٠٥

يتردد هذه الأيام

أجزاء من محادثات كنت طرفا مشاركا فيها أو مجرد مستمع . أكتبها بصورة عشوائية دون ترتيب لأسجل مشاعرا و أفكارا ترددت في هذه الفترة لأعود لها فيما بعد.

( تنويه : في هذه التدوينة بعض الألفاظ التي قد تخدش حياء البعض)

- يا نهار اسود. احنا اتفشخنا
- متوقع ايه يعني؟ اذا أصلا أغلبية مرشحين "الجبهة" من الوفد و التجمع. و دول أصلا خدولهم 10 كراسي المرة اللي فاتت و نازلين بأعداد كبيرة فوق المية. المرشحين الاضافيين دول ولا بينزلوا الشارع و لا حتى بيحطوا ملصقات و لا بيتكلموا بالجرأة المفروضة أصلا ، و لا حد يعرف انهم نازلين. نيجي احنا نقعد و نستغرب ان مرشح الوفد في دايرة كذا منجحش؟ كان ممكن يبقى فيه نتيجة أحسن لو كانوا اتجمعوا كلهم بجد في جبهة واحدة حقيقية بما فيهم الغد و الاخوان ، بس ده محصلش و نزلوا كلهم مع بعض بشعار واحد و رمز واحد و كلام واحد ، ان اللي مش عاجبه الوطني ينتخب المرشح الفلاني. بس ده متحققش على الأرض. بس اللي يديك أمل ان الناس اللي عملت كده بجد جابت نتايج مش بطالة بالنسبة لناس تنزل انتخابات أول مرة و بكلام سياسي بعيد عن التربيطات.

*************

- الظروف الحالية انك ممكن لو معاك فلوس و عندك تنظيم و ناس كافية تشتغل ممكن تحقق نتيجة كويسة. يا راجل ده احنا حالتنا بائسة على الآخر. يعني الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة اللي كنت شغال معاه معانا فلوس نطبع ورق بالعافية ، و أفكار كتير عن ازاي نوصل للناخبين بس مش قادرين نعملها عشان معناش ناس كفاية ولا فلوس. مفيش تنسيق و لا حد بيصب أي فلوس في الحملة ، كلنا على بعض مجموعة شباب يكملوا تمانية بالعافية بنعمل كل حاجة و صرفنا كام ألف بالعافية و اللي ضدنا صرفوا ملايين. مكانش عندنا مندوبين يغطوا كل اللجان. و صدقني لما أقولك ان الواحد حس من شغله في الدايرة ان لو اتعملت حملة ناجحة و عندها امكانات ، تنقد الاوضاع المزرية اللي الناس عايشة فيها و تقدملهم برنامج يديهم أمل و تحسسهم بقوة انهم يتحركوا و يقوموا بدورهم ، و توريهم تجارب توريهم ان ده ممكن. ممكن كنا ناخد نتايج كويسة. كتر الكلام عن التزوير ممكن يحفظ ماء الوجه ، بس على المدى الطويل بيقضي على أمل خروج الناس من السلبية و اليأس. متنساش ان معظم الناس مشاركتش. كل اللي جابهم الاخوان و بتوع الحزب و اللي شاريينهم بمية جنيه و اللي جايين عشان ياخدوا البطانية و البلطجية و الموظفين المشحونين في أوتوبيسات و المتضافين زورا و بتوع العائلات و التربيطات و بتوع المصالح ، كل دوول أقلية صغيرة قوي عليها كل الخناق. انت عايز أغلبية الناس تحس ان فيه أمل و فايدة و تنزل تختار حد و ترجع تحاسبه بعد كدة.

*************

- ملعون أبو الوفد و الغد و التجمع و الناصري و الكرامة و الوسط و كفاية و الجبهة و الحملة و ملعون أبو أم النخبة...
- هيا طالعة موضة ان كله يشتم في النخبة و كله يقولك النخبة بعيدة عن الشارع و معرفش ايه. على الأقل دي نخبة بتحاول. عايزين يعني النخبة دي ترجع زي ما كانت من تلات سنين مش هاممها حاجة و مبتحاولش تعمل أي حاجة؟
- نخبة ايه و خرا ايه. انت صدقت أصلا ان فيه حاجة اسمها نخبة ولا في حاجة اسمها حكومة و لا معارضة و لا وطن أصلا

************
- أنا حاسس ان الطرق اتسدت . معدش فيه أمل خالص في أي حاجة كويسة تيجي ما دام النظام ده ماسك البلد. مجلس الشعب ده مش هيبقى خطوة لقدام هيبقى خطوة لورا و هيمرروا كل اللي عايزين يمرروه.
- و بعدين؟
- و لا قبلين ، نمشي من هنا قبل ما كله ينزل طحن في كله. و الفوضى تاخدلها أي صورة. حاجة طائفية زي محرم بك أو حتى ماتش كورة بين الاهلي و الزمالك. المهم ان في انفجار جاي.
- بس على الأقل ادينا شفنا في يوم واحد عرض شامل متكامل للحزب اللي اسمه وطني و اللي اسمه ديموقراطي. شفنا انه من غير الفلوس و ابتزاز الفقرا و الغلابة و البلطجة و استغلال جهاز الدولة و التزوير يطلع و لا حاجة. ولا حاجة فعلا.

************

- نفسي أعرف احنا ايه اللي نيلنا خلانا نبقى واقفين في حاجة فيها نعمان و رفعت السعيد؟
- أم الجبهة. كان مفروض ان المنطقي ان يبقى الناخب قدامه خيار بين واحد من الحزب الوطني و واحد من تحالف الناس الرافضة للوضع الحالي
- آدي آخرة اللي يمشي ورا حبة العواجيز اللي يتنيلوا يقعدوا في أوضة مقفولة و يتخانقوا. احنا ليه نسينا اننا أصلا طلعنا في حركة غير تقليدية عشان احباطنا جزء منه كان من الاحزاب الزفت الورق دي. يعني احنا مش عارفين الاحزاب دي ولا ايه ؟ و في الآخر نربط نفسنا بيهم.

***********

- الا صحيح فين القضاة. القضاء الشريف عمل أحلى شغل و سلملي على الشموخ
- ما هو برضه هتلاقي فيهم و فيهم ، غير ان كان في كتير مش قضاة أساسا. غير اللي عايزين يربوا عيالهم
- يعني احنا اللي ولاد كلب معندناش عيال؟

***********

- أنا عايز أقول اذا كان الناس خايفة و راضية و بتاخد الكام جنيه من الوطني و بتقول أهو مين هييجي غيره و ربنا يغير من عنده بقى و أدينا عايشين و بتقول ده شبعان و مش هيسرق من أول رئيس الجمهورية لحد المليونيرات مرشحين مجلس الشعب. فأنا حمار و ابن ستين كلب اني حاولت أغير أي حاجة في البلد دي. أنا آسف فعلا و مقر بخطئي. أنا آسف فعلا اني قلت لأ للفساد و الفقر و الجهل و التخلف و الذل و البهدلة و البطالة و الاستبداد و المعتقلات و التعذيب . الأغلبية معاها حق و أنا غلطان اني افتكرت اني ممكن أعمل حاجة. أوعدكم اني مش هزعجكم تاني
- مش عارف أقولك ايه. معاك حق. بس مين قال ان في أغلبية حد عارف رأيها

*********

- احنا ايه اللي عملناه غلط؟ هل كانت كل تحركاتنا احتجاجية و مقدمناش البديل؟ ما اهتميناش تماما بموضوع التنظيم و القواعد؟ مكانش في استراتيجية واضحة للي بنعمله؟ كنا رد - فعليين ؟ هل كل اللي عملناه ملوش فايدة
- احنا على الأقل نقدر نقول ان احنا كسرنا تابوهات و خلينا عدد من الناس يبقى عايز يتحرك و وسعنا مساحة الحركة السياسية و رجعنا الجدل حوالين السياسة لناس كتير قوي
- عموما دي فرصة نراجع فيها نفسنا و نفكر


********
- مفتكرش انك هتقدر تبطل العمل العام و الاهتمام. أصل الحكاية مكانتش ترف فكري. مش انت قاعد قلت يللا أعمل حاجة كده من غير سبب و خلاص. فيه أسباب خلتك تبقى كده. انت مقتنع بان اللي بيحصل في البلد غلط و بتشوف اثبات لده كل يوم و في كل مكان. عمرك ما هتبقى زي نموذج الموظف أبو جرنان و بطيخة و مش هامك حاجة في الدنيا
- عارف
- و انا عارف انك عارف

********

- والدي كان بيقوللي كل ما انزل مظاهرة ، انت فاكر اللي بتعملوه ده هيعمل نتيجة. و أهو فعلا طلع ملوش نتيجة
- صوت الحكمة المغلف باليأس يخرج ليتشفى فيمن حاول
- يعني هوا في فايدة؟
- لأ طبعا


********

- انت ناسي؟ ناسي أول مرة وقفت فيها و قلت لأول مرة في حياتك بعلو صوتك يسقط مبارك؟ ناسي حسيت بايه ساعتها؟ ناسي لما كنت بتعمل باي باي لمصورين أمن الدولة بعد ما كان بيجيلك اسهال من الكلمة؟ ناسي الشعور اللي كان بيجيلك انك بتحرر البلد شارع شارع و ميدان ميدان من مبارك و حزبه و الأمن بكل شارع أو ميدان وقفت فيه و قلت رأيك؟
- لأ مش ناسي.

********

- كان عندنا أمل و ده غلط
- مين قال ان احنا كان عندنا أمل كبير. بس يعني مش بس مناخدش كراسي زيادة ، الناس اللي كان عندها كراسي تخسرها
- ده كان اذلال لما المعارضة ما تاخدش ولا كرسي. أيمن نور كان طالع في التلفزيون متحطم. قضوا عليه خلاص.

********

- حسني عدا من النفق. خلاص عدا استفتاء الدستور و انتخابات الرياسة و مجلس الشعب. خد الشرعية خلاص
- تفتكر أول ما ياخد الشرعية دي هينزل ضرب فينا؟
- بلا نيلة. على ايه يوجع دماغه؟ هوا احنا كان لينا تأثير يعني. يا ريت يلمنا حتى نخلص من القرف اللي الواحد عايش فيه.

********

- مفروض تحط عينك انك تشوف أول حاجة ايجابية بعد خمسين سنة. يعني ولادك أو ولاد ولادك.
- يا سلام على الحكمة. يتحرق ولادي و ولاد ولادي. ده أسلوب انسحابي.

********

- هيا الناس مش عايزة تشارك في أي حاجة ليه؟ عندها طبقات متتالية من الخوف و الانكار و اليأس و التسليم بالأمر الواقع؟
- متلومش الناس. ده وضعك و لازم تتعامل معاه. مترميش خيبتك عالناس. هما عندهم أسبابهم و تجربتهم و اللي شافوه و اتعرضوله طول حياتهم يخليهم كده. و تقريبا هما بيعتبرونا احنا اللي بنفرغ الشحنة اللي عندهم من غير ما هما يخاطروا.

********


- قال ايه كفاية عايزة تعمل مظاهرة ضد التزوير. يروحوا يولعوا في نفسهم أحسن . بلا خيبة. حجة البليد مسح السبورة.
- و الاخوان برضه احتجوا على التزوير في الدقي بمظاهرة كبيرة
- حقهم. ابو اسماعيل ده كسب و اتزور ضده عيني عينك. أما الباقيين فكده كده كانوا هيخسروا ما عدا الناس الكبيرة اللي اتسقطت عند. بلاش خيبة و تغطية للأخطاء. مفروض يتعلموا من الدرس بدل ما يعملوا انهم كانوا هيكتسحوا لولا التزوير.


*******

- أنا حاسس ان الاخوان لعبوا فينا و بينا
- ازاي؟
- يعني حاسس اننا فضلنا نكسر التابوهات و نتحدى و نصعد و نواجه و نكسب مساحات و نعبد الطريق و النظام خسر هيبته و جزء كبير من سلطاته القمعية و الاخوان مبتسمين بيهزولنا روسهم مشجعين من ورا و بياكدوا انهم معنا و بعدين مشيوا على الطريق اللي عبدته كفاية بكل ثقة
فكرت في ده و انا بسمع عربية شايلة ميكروفون بتدور في الشارع و تطالب الناس بتأييد مرشح الاخوان المسلمين حاجة مكانتش حد يتصورها من سنتين بس
- و انت زعلان ليه ، حقهم بصراحة أن يكونوا براجماتيين و ما يمدوش لا ايد و لا رجل للمعارضة الجديدة و هما بيعدوا. هما بيشوفوا ايه اللي ممكن الجماعة تكسبه من كل خطوة و كل تغير ، كسبوا دلوقتي استخدام لاسمهم علنيا و انتخابات من غير اعتقالات و وضعهم كأقوى بديل للنظام بعد ما عدى عليهم فترة مان صوتهم واطي و صورتهم بهتانة قصاد المعارضة الجديدة. مش منطقي انك تطلب منهم انهم يشاركوا في حاجة ليها هدف معين و هما هدفهم الرئيسي انتشار الجماعة و دعوتها وصولا لان تقوم دولة بتطبق تعاليم الاسلام. و بعدين لو انت فاكر الجدل اللي كان في بدايات دعوات التغيير لما الناس قالت احنا نؤيد مبارك عشان الدعوة للديموقراطية معناها الاخوان ، و احنا قلنا ان احنا مؤمنين بحق الناس تختار اللي هيا عايزاه و تحاسبه . احنا كل اللي بنعمله كان بيفتح الباب قدام الناس اللي ليها وجود قوي انها تاخد التمثيل اللي تستحقه بدل ما هيا مقموعة. و ده هوا الأحسن و الأفضل.
- أيوه بس تقريبا فاضل شوية و يطلعولنا لسانهم. و اللي بيبضني اني ألاقيهم بيتكلموا ان هما القوة اللي جابت التغيير في مصر و انهم هما المحرك للاصلاح و معرفش ايه. أحة يعني. طيب استنوا شوية لحد ما الناس تنسى يعني. أحة ده أي واحد شارك في حركة الاحتجاج شاف و عارف.
- خللي اللي يقول يقول. هتفرق ايه مين قال ايه و مين عمل ايه. المهم انك تعمل اللي انت شايفه صح.

*********

- تتخيل انهم انتخبوا آمال عثمان؟
- و انت عملت ايه؟
- اتخانقت معاهم شوية ، و في الآخر زهقت و قلتلهم مش انتخبتوا آمال عثمان؟ اشربوها.


********

- انتم ليه بتكرهوا الاسلاميين؟
- كراهية ايه و بتاع ايه. أما ليه مبنعدش فوز الاخوان فوز للمعارضة فده عشان هما أصلا مش حزب معارض للنظام ، هما حاجات تانية كتير بحسب التعريف الشهير الشامل المتكامل و حساباتهم مختلفة خالص عن حساباتنا. يمكن لو اللي بيقوله أبو الفتوح و العريان كان هوا اللي بيحصل كنت أقولك انهم معارضة فعلا. قارن ده باسلاميين حزب العمل و حزب الوسط اللي بنعدهم ناس مننا و اشتغلنا معاهم و ايدينا في ايديهم على طول.

************

- انا اتشليت من الناس اللي عمالة تنظر و تقول مفروض و مفروض . "مفروض المعارضة تنشط في الجامعة". لا بروح أمك مكنتش أعرف. جامعة كاملة هتلاقي نشيط فيها عشرة و الطلبة مرعوبين منهم و أمن الجامعة بيجري وراهم و أمن الدولة كل شوية يستضيفهم و الجامعة بتفصلهم. و ييجي واحد قاعد على طيزه و يجيبلي التايهة و يقوللي الجامعة.
- انت مالك مش طايق حد يتكلم كده؟
- أنا مش طايق نفسي.

********

- أنا بكلمك يمكن ألاقي عندك شوية أمل أطلع بيهم من الاحباط ده
- انا محبط أكتر منك

********

- كله بيشخ علينا ، و اللي نفسه في حاجة بيشتمنا و يتشفى فينا
- و لا عادت تفرق. خليها تولع. احنا نسيبهالهم يشخوا على بعض فيها.

الاثنين، نوفمبر ٠٧، ٢٠٠٥

الأحد، نوفمبر ٠٦، ٢٠٠٥

لماذا لن أعطي صوتي لمرشح الإخوان ؟



على الرغم من أنني قد أتحمل الحموضة و أعطي صوتي ليساري أو أتحمل الصداع و أعطي صوتي لناصري و أتحمل ارتفاع ضغط الدم و أعطي صوتي لوفدي. لا تهمني الأيديولوجية حاليًا كثيرًا. إلا أنني اتخذت قرارًا ألا أعطي صوتي لمرشح الإخوان في دائرتي.

يقدم الإخوان انجازاتهم في مجلس الشعب 2000 في ملف طويل. قدم الموقع في صدر الصفحة و لمساحة أكبر من النصف انجازاتهم الثقافية ، و في النهاية بعض الإنجازات الأخرى المتفرقة.

إنجازات ثقافية ؟

* معركة الروايات الثلاث : " ثلاثِ روايات أصدرتها وزارة الثقافة تحتوي على عبارات جنسية وتلميحات تخدش الحياء العام وتعكِّر صفوَ المجتمع" . أما "الاستجابةَ كانت سريعةً؛ حيث أصدر فاروق حسني- وزير الثقافة- قرارًا بإعفاء المسئولين عن إصدار هذه الروايات من مناصبهم"

* معركة عشق النساء: " لم تكن المواجهة الأخيرة بين نواب الإخوان والحكومة في المجال الثقافي فقد تبعتْها مواجهاتٌ أخرى ربحها الإخوان؛ حيث حقَّقوا انتصارًا عندما أصدرَ وزير الثقافة فاروق حسني قرارًا بمصادرة كتاب وصايا في عشق النساء" و " كما أصدر الوزير قرارًا بوقف المسئولين عن طباعة ومراجعة سلسلة الأعمال الإبداعية- التي صدر عنها الكتاب- عن العمل، وقرَّر تحويل الكتاب لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف لدراسته وتوضيح ما به من افتراءات على الكتاب والسنة"

* معركة المجلات العارية : " طلب إحاطة قدمه الدكتور محمد مرسي لوزير الإعلام عن المجلات التي تصدر بتصريح من الوزارة وتحمل على غلافها صورًا عارية"

* معارك الفيديو كليب : " أسئلة قدمها الدكتور محمد مرسي والنائب علي لبن عن أغاني الفيديو كليب العارية"

* معركة نانسي عجرم : " طلب إحاطة للدكتور حمدي حسن عن حفلات نانسي عجرم التي ينظمها التليفزيون في الوقت الذي سقطت فيه بغداد"

* معركة فليسقط سيبويه و لتحيا اللغة العربية : " قدم النائبُ سؤالاً آخر عن كتاب ينتقد اللغة العربية، ويعتبرها سبب تخلف المصريين، وهو السؤال الذي تسبب في أزمة داخل الأوساط الثقافية التي رفضت إصدار مثل هذه الكتب عن الحكومة المصرية!!"

* معركة ملكات الجمال : " وفي إطار متصل صعَّد نواب الإخوان المسلمين هجومَهم على المسئولين عن تنظيم مسابقة ملكة جمال مصر؛ حيث قدم أربعةٌ نواب بياناتٍ عاجلةً لرئيس مجلس الشعب، اتهموا فيها الحكومة بتدعيم ممارسات مخالِفة للدستور، وتستهدف الأمةَ في ثوابتها وتعتدي على حرماتها، وقال الدكتور محمد مرسي إن هذه المسابقة والإعلان عنها مخالَفةٌ للدستور؛ لأنها تخالف الشريعة الإسلامية، كما تخالف العُرف والذَّوق العام.

بينما طالب النائب محمد العزباوي بدراسة خطورة مثل هذه المسابقات على الوضع الداخلي لمصر، وطالب النائب بأن توضِّح الحكومة مفهومًا محدَّدًا للفن الراقي والإبداع، مؤكدًا أن مثل هذه المسابقات لا تقترب بأي شكل من أشكال الفن والإبداع، وفي بيانه العاجل أكد النائب مصطفى محمد مصطفى أن قيامَ الحكومة برعاية مثل هذه المسابقات يُعدُّ تحديًا صارخًا للمؤسسة الدينية بمصر، التي أكد علماؤها حرمةَ مثل هذه المسابقات وعدم جوازها.

وهو ما أكده أيضًا الدكتور حمدي حسن، الذي أوضح أنه سبق وأن تقدم النواب بطلبات مشابهة، مشيرًا إلى أن الحكومة- بتشجيعها تنظيمَ مثل هذه المسابقات- تستفزُّ مشاعرَ الشعب الذي يرى القتل والتشريد من حوله في العراق وفلسطين كل يوم، كما أن تنظيمَ هذه المسابقات يُعد استفزازًا للشباب العاطل، الذي فشل في الحصول على فرصة عمل نتيجة سياسات الحكومة"


* معركة فلترة الانترنت : " طالب الدكتور حمدي حسن- عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين بالبرلمان المصري- الحكومة بضرورة "فلترة" مواقع شبكة الإنترنت من المصدر الرئيسي لبث الخدمة "

ليست المشكلة بالنسبة لي في محافظة الإخوان الأخلاقية و مطاردتهم لسطور الكتب و الروايات و اهتمامهم المفرط بمؤخرة روبي و مقدمة نانسي ، و لا في أنهم يعدون هذه المطاردات هي قمة الإنجازات التي يسوقونها لأتباعهم ، و يصفقون عندما تزايد عليهم الحكومة الفاسدة بمصادرة كتاب أو بحجب برنامج - يمكنني أن اتحمل العقلية القمعية المطاردة للكتب ، و الاهتمام بقضايا فرعية كما أتحمل مثلاً تجعيرات بعض الناصريين - بل لقلة اهتمامهم بالقضايا الحقيقية التي أهتم بأن أراها مطروحة في مجلس الشعب. بل و أزيد على ذلك أنهم ساعة طرحها ، لا أثق في أي جانب سيقفون. خلال العام الماضي لم أر ما يبعث على الثقة في الإخوان بتاتًا - و إن كنت رأيت ما يبعث على الثقة في وجوه اخوانية محددة- و هل سيتخذون الجانب الذي أؤمن أن فيه مصلحة مصر ، أم أنهم سيعقدون صفقة مع السلطة لتحقيق مصلحتهم.

أحب أن أعتبر القضية التي أثارها النائب الإخواني جمال حشمت - دمنهور في البرلمان معبرة بشكل كبير عن معارك الإخوان في برلمان 2000.

" النائب جمال حشمت صاحب طلب الإحاطة الخاص بما سُمي مؤخراً فضيحة "الفوط الصحية" التي وزعتها الحكومة على تلميذات المدارس, والذي قدم وحده 42 طلبا وسؤالا للحكومة, في غضون أشهر قلائل؛ فقال إن أبناء دائرته اشتكوا من خدش حياء هذا البرنامج للتلميذات.
وأضاف "كيف يتم توزيع فوط صحية من شركة أمريكية يهودية على تلميذات المدارس صغار السن, ويحدثونهن عن أمور غاية في خدش الحياء, خصوصا في المناطق الريفية؟ أليست هذه مهزلة؟"."

صحيح، كيف يجرؤون! يقولون لبنات في سن الزهور أنهن يحضن شهريًا ؟ كيف يكشفون هذه المعلومة المريعة لهن؟ بل و في منطقة ريفية أيضًا ( حيث طريقة مقاربة هذه المواضيع أكثر تحررًا بكثير من الطبقة الوسطى الحضرية) ؟
أولويز ؟ يعطون للبنات أولويز؟ تلك هي الطامة الكبرى ! لا تعليم و لا صحة و لا حقوق ، فقر و جهل و مرض ، كل ذلك لا يثير حماس السيد جمال حشمت كما يستفزه موضوع الأولويز. "و الله هزلت.. أولويز و انا عايش؟ ايه اللي باقي بعد كده ؟ يوزعوا بامبرز على الحضانات ؟ "

لا برنامج واضح ، و شعارات فضفاضة ، و انعدام ثقة ، و معارك الفوط الصحية ، و مواقف متقلبة . ببساطة ، لن أنتخبهم.

استثنائي الوحيد هو أن أجد مرشحًا إخوانيًا أثق فيه و في مواقفه و في تاريخه ، و في أنه سيتصرف داخل المجلس في اتجاه المطالب التي لقيت اجماعًا سياسيًا وطنيًا ، و لن ينتظر حتى تناور قيادته مع السلطة ليختار الموقف الذي سيقفه. لا ينطبق هذا الأمر على مرشح الإخوان عن دائرتي.

سأمنح صوتي عن مقعد الفئات لإسلامي مستقل. أثق فيه ، و معجب بمواقفه في البرلمان السابق ، و أحترم دوره كنائب عن الشعب . أما مقعد العمال الذي تقدم له في مواجهة مرشح الوطني مرشح الإخوان فلا زلت أبحث.