الخميس، سبتمبر ٢٩، ٢٠٠٥

باطل!

صباح الثلاثاء 27 سبتمبر . "الرئيس المنتخب" يحلف اليمين أمام مجلس الشعب :"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا علي النظام الجمهوري‏، وأن أحترم الدستور والقانون ، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة‏، وأن أحافظ علي استقلال الوطن‏، وسلامة أراضيه"
ها!
نواب المعارضة لا يقفون عند دخول الرئيس ولا يصفقون بعد نهاية خطابه. نواب الاخوان يقفون و يصفقون.
أغ!
يدعو للوحدة و يعد بالاصلاح و الديموقراطية. يقول في حواره المنشور بروزا اليومية أنه لن يغير المادة 76 من جديد و أن مسيرة الاصلاح مستمرة.
لا جديد..

مساء الثلاثاء. أصل الى ميدان طلعت حرب مبكراً. الباشوات اللواءات و الرتب الأخرى من الشرطة في ملابسهم البيضاء يجلسون على كراسي على الرصيف. بعض المخبرين و بوكس. أقرر أن أدخل جروبي حتى يحين موعد المظاهرة. أتذكر النقاش الحاد الذي دار حول عمال الاسبستوس و مقاطعة جروبي و الهجوم على المرفهين الأوغاد مرتادي جروبي. أفكر :" أن أدخله مرة واحدة لا يجعلني من معسكر الأشرار !". في المدخل ضابط أمن مركزي بملابسه السوداء و حوله جنوده يجلسون. أدخل أكثر. أجلس و أتطلع حولي. أتنبه لأربعة رجال يضعون لاسلكي أمامهم على الطاولة. أفكر: "أمن دولة". شيئا فشيئا أكتشف أن مجموعات الرجال مرتدي الملابس المدنية جامدي الملامح باردي النظرات تملأ المكان كله. المواطنون العاديون هم الأقلية. ضباط يدخلون و يخرجون من دورة المياه. جنود يدخلون للحصول على مياه. أشعر أنني أجلس في قسم شرطة. أطلب عصيرا و أشربه و أنا أشعر بالغثيان. أقوم عند الساعة السادسة.أعبر للجانب الآخر. بداية تجمع المظاهرة. بداية التجمع أكبر من المظاهرات التقليدية ذات الكردون و الأمن المركزي.

لم أحضر مظاهرتي 7 سبتمبر ( الانتخابات) و 9 سبتمبر ( اعلان النتيجة) و هما المظاهرتان اللتان اختفى فيهما ألوف الأمن المركزي بعرباتهم و حصارهم و حواجزهم الحديدية و تحولت المظاهرة الى مسيرة طافت وسط البلد و قفز فيهما العدد من عشرات و مئات الى ألوف.

مئات يتجمعون في طلعت حرب. بداية التجمع أكبر من أي من مظاهرات ما قبل الانتخابات التقليدية. لافتات عديدة. أعلام صغيرة تحمل كلمة باطل. بالونات صفراء. ملصقات على الأيدي و الرؤوس و الملابس. لافتات بلاستيكية. لافتات ورقية. لافتات قماشية. يبدأ الهتاف. هتافات كفاية المعتادة و ان كان التركيز على : باطل!

يذكرون للمرة الأولى أحمد عز و محمد كمال ، رجلا الحرس الجديد في الحزب الحاكم.

خلوه يحلف مية يمين
مش هيكمل ست سنين!


يحلفون اليمين الخاص بهم : " نقسم بالله العظيم ألا نورث أو نستعبد بعد اليوم، وأن نحافظ على استقلال القرار الوطني ، وأن لا تنهب ثروة مصر ، و أن نظل مدافعين عن الحرية والكرامة الوطنية وعدم الركوع أمام الولايات المتحدة، وعدم التطبيع مع الصهاينة، والله على ما نقول شهيد"

يعلن كمال خليل عن خط سير المظاهرة و عن حصر الهتاف أثناء المسيرة بهتافي باطل و كفاية.

البعض يرفع العدد الأول من جريدة الكرامة الذي يحمل مانشيت : " نقسم بالله العظيم لن يرثنا جمال مبارك"

دوم دوم دوم!

وصلت الطبلة! فكرة عمرو غربية و تنفيذ شباب من أجل التغيير.

دوم دوم دوم دوم! باطل!
دوم دوم دوم دوم! حسني!
دوم دوم دوم دوم! باطل!


تبدأ المسيرة في شارع قصر النيل. يمتلأ الشارع بالمتظاهرين. أقدرهم بما يزيد عن الألفين. جو من الفرح و الحماس. تصفيق و هتاف و قرع على الطبل. العديد من الشباب يستخدمون صفارات للتصفير مع كل قرعة طبل. و البعض يضع أصابعه في فمه و يصفر و هو يتمايل و يتقافز. الطبل و التصفير ينظمان الهتاف. لا أصدق الأجواء الاحتفالية بعد أن تعودت على كآبة الكردونات و العصر. أشعر بالانتشاء. أصفق و أهتف و أقفز و أضرب الأرض بقدمي مع نغمة الطبول. أشير بابهامي للأسفل ، ألوح بقبضتي ، أصنع علامة النصر.

دوم دوم دوم دوم! باطل!

لا ضرورة هنا لذكر الكلمة المملة التي اعتدت ذكرها عند وصفي المظاهرات السابقة : " وجوه المظاهرات التقليدية". أغلب الوجوه جديدة. شباب أصغر من عشرين عاما. فتيان و فتيات. أمهات في منتصف العمر. رجال مسنون. سيدات مسنة. رجال في منتصف العمر. البعض يرتدي الملابس البلدية. منقبات. محجبات. سافرات. عائلات كاملة. أب يصطحب أطفاله. أم و ابنتها. أشقاء. شقيقات. أرغب في احتضانهم جميعا .

دوم دوم دوم دوم! باطل!

أفرح عندما أرى أن المكون الرئسي للمظاهرة هم الشباب و الشابات الذين أراهم للمرة الأولى. مئات من الفتيان و الفتيات كالورد. متحمسون للغاية. فتاة محجبة تطارد متظاهرا يحمل لافتة مطوية لكي تحملها . فتى لا يمكن أن يكون أكبر من 17 عاما يقود الهتاف حتى ينبح صوته. صديقتان شابتان تمشيان سويا ، تجرب احداهما أن تهتِّف ، فتقول بصوت منخفض : يسقط يسقط حسني مبارك . أحرص على أن أردد خلفها مبتسما لها في تشجيع.

دوم دوم دوم دوم! باطل!

وجهي يحمل ابتسامة بلهاء ، كلما قابلت شخصا أعرفه أسأله : " جم منين كل دول! جم منين!"

يقول لي من حضروا مظاهرتي 7 و 9 سبتمبر أن هذه المظاهرة أصغر منهما حيث وصل العدد فيهما الى ما يقارب الخمسة آلاف. أرد : "اخرس! دي أحسن مظاهرة شفتها في حياتي!"

دوم دوم دوم دوم! باطل!
يا دي الزفت و يا دي الطين! لسة هيحكم ست سنين!


من شارع قصر النيل الى ميدان مصطفى كامل. توقف جديد لاعادة حلف اليمين و اعلان المطالب. المظاهرة تنقسم لمظاهرتين تقريبا نصف يمشي سريعا في المقدمة و نصف متباطئ في الخلف. يبدأ كل قسم في ترديد الهتافات.

ياللعار! ياللعار! مصر بيحكمها السمسار!

رجل يلبس فرخ ورق كامل يلف به جسمه و عدَّد عليه سلطات رئيس الجمهورية المطلقة. رجل آخر يلف رأسه و جسمه ببطاقات ابداء الرأي في الانتخابات الرئاسية محاطة بكلمة باطل. صورة كبيرة للرئيس تتوقف المظاهرة و يشير المتظاهرون باتجاهها و :

الحرامي أهو! الحرامي أهو! الحرامي أهو!

شارع عماد الدين. المحلات بعضها مغلق. الأرصفة مليئة بالمشاهدين طوال سير المظاهرة. يشاهدون في اهتمام. أسمع شابا يقول لفتاته : " اوعي يعتقلونا يا منى" خائفا من وقوفه للفرجة على المظاهرة. شاب يقول للمتظاهرين : " يعني مستنيينه لحد ما حلف اليمين؟ " فيجذبه أصدقاؤه و يعنفونه لكلامه مع المتظاهرين. شباب من أجل التغيير يمدون حبلا لتطويق المظاهرة محاولين فتح حارة لمرور السيارات. طوال المظاهرة يسير خلف المظاهرة و بجانبها الباشوات لواءات الشرطة و رجال أمن الدولة.

لن يحكمنا ابن سوزان!
لن يحكمنا حسني مبارك!
لن يحكمنا البيت الأبيض!


شارع 26 يوليو و طلعت حرب من جديد ، يستمر الهتاف و يواجه حاملو اللافتات المواطنين الواقفين للفرجة. يوزعون البيانات و يلقون داخل شبابيك السيارات بالملصقات. صوتي انبحًّ تماما. يداي تحمران و لا أشعر بهما مع كل التصفيق الذي صفقته. تؤلمني أذناي و رقبتي و أشعر أن رأسي و بطني ستنفجران كلما هتفت من جديد. راكبو الأوتوبيسات يحيون المتظاهرين.

كفاية!

و احنا مش بنبيع في مصر!

يسقط يسقط حسني مبارك


شارع عبد الخالق ثروت. تمشي المظاهرة عكس سير المرور للمرة الأولى. يمشي المتظاهرون فرادى وسط السيارات. سيدة في سيارة ترفع سبابتها لأعلى و تحيي المتظاهرين في سعادة.
عند نادي القضاة يصرخ متظاهر "مش عايزينكم يا قضاة!" يجذبه المحيطون به و يهتفون للقضاة : " احنا معاكم يا قضاة" فيهتف في غضب : " بتهتفولهم ليه ؟ بتهتفولهم ليه بعد ما أشرفوا على التزوير؟". نقابة الصحفيين. من وصل أولا وقف على السلالم. السلالم تفيض بالمتظاهرين. لا مكان على السلالم ، فيملؤ بقيتهم شارع عبد الخالق ثروت حول النقابة. " مش ممكن! جم منين كل دول؟ و كلهم شباب! شباب عاديين جدا!"

أقول لمصطفى في سعادة : " احنا كتير قوي!" و بصوت مبحوح أغني : "الشارع لنا ، لنا لوحدنا"
بيان و اعلان مطالب ، يستمر الهتاف و قرع الطبول قليلا. يبدأ العدد في التناقص. اعلان عن اجتماع تأسيسي لاتحاد العاطلين المصريين في طنطا. و عن وقفة احتجاجية لجماعة 5 سبتمبر.

انسوا التحليل السابق القديم. في شهر واحد أصبح تاريخا.

و.. باطل و نص!

( الأغنية من اعداد محمود توفيق)

15 ثانية من الشهرة

في لقائه مع محمد كريشان على الجزيرة مساء 7 سبتمبر ، تحدث هيكل عن شيئ يكتبه الشباب اسمه بلوجز ، مشددا على اعجابه بكتابات بهية.

في الجمعة 23 سبتمبر تلقيت اتصالا تليفونيا من معد برنامج كواليس بقناة الجزيرة يطلب مشاركتي فيه. قررت أن أرفض ، محدثا اياه عن أنني لا أرى فائدة من التنظير عن التدوين و الحديث عن "أهمية المدونات" و "مستقبل المدونات" و "تأثيرها في الشارع" و " الرقابة على المدونات" لأنني لا أرى أنني أفضل من يتحدث عن هذه المواضيع ، فضلا عن أنني تحدثت عنها من قبل في لقاء اذاعي مع الدويتش فيله و في عدد من المحاورات المكررة مع الصحفيين عبر البريد الالكتروني ، أصبحت من فرط تكرار أسئلتهم أرد عليها بالقص و اللصق من اجاباتي القديمة. السبب الأهم كان عدم تأكدي من رغبتي في الظهور على شاشة قناة الجزيرة و تعريف جمهور أكبر بما لا يقارن من المئات الذين يزورون المدونة بي. و لكنه بصورة ما أقنعني. دقائق معدودة و فنَّد كل ما قلته و أقنعني برأيه. قلت له : موافق. الموعد : الأحد في مكتب القناة بالقاهرة. ثم جاء السؤال المتوقع : " تعرف مين هي بهية؟" . لا . أجبته مبتسما .كنت قد بدأت في الشعور بالقلق لأن الرجل خرق قاعدة
وجوب سؤال الاعلاميين عن هوية بهية عند حديثهم مع أي مدون!

سيظهر مينا - أفريكانو - معي في الحلقة. أعرف خلال يوم السبت المزيد من المعلومات. سأقرأ فقرة قصيرة من إحدى تدويناتي ، و اجابة عن بعض الأسئلة. كل الموضوع لن يتجاوز دقيقتين أو ثلاث. يقول المعد أنه يريد أيضا مشاركة مدونة لبنانية - ايف - و مدونا بحرينيا - محمود اليوسف. لم أعرف إن كانوا قد شاركوا أم لا.

ننشغل أنا و مينا بالتفكير في تأثير هذا الظهور ، و نفكر في أي التدوينات نختار. أتخابث و أقترح عليه تدوينة الأوضاع . و أقترح لنفسي تدوينة الزمار. نضحك.

أتذكر تعبير لون وولف : "قرد بصديري" . يقول مينا " الضيوف الرئيسيون سيظهرون ليتحدثوا عن المدونين و يقولوا مثلا : ( المدون يمكنه التصفيق) ، فتظهر أنت في بيئتك الطبيعية تصفق لاثبات النظرية".

نصل أنا و مينا إلى مكتب الجزيرة في الموعد. شقة متسعة. يلفت نظري صورة لطارق أيوب. سيتم التصوير على مكتب أحد العاملين بالمكتب و باستخدام جهاز الكمبيوتر الخاص به. أجلس خلف المكتب. يبدأ المصور في التصوير بينما يقوم شخص آخر بتوجيهي. " ابدأ اكتب و اشتغل "
أفتح صفحة بلوجر و أفكر سريعا في شيئ أكتبه و أبدأ في الكتابة. أتوقف بعد دقيقة للتفكير.
"وقفت ليه؟"
"لأ مفيش ، بفكر في اللي بكتبه"
" لا لا ، اكتب أي حاجة"

أحضر عامل فنجان قهوة. " اشرب بقى و خللي يبان انك بتفكر تفكير عميق"

أمسك بفنجان القهوة و أشرب. ساخن للغاية و يلسع طرف لساني. لا أحب البن المحوج! أحاول أن أشرب بطريقة تدل على التفكير.

أواصل النقر على لوحة المفاتيح و كتابة أي شيئ.

يعرضون أن أشرب سيجارة . أرفض في البداية ثم أوافق.

" انفخ بقى و طلع دخان كتير عشان يبان انك بتفكر"

لا شيئ أسهل من اخراج الدخان. أحاول أن أتخذ وضعا تفكيريا فيدخل الدخان الى عيني اليسرى. تتحسس عيني اليسرى و تبدأ الدموع في السيلان منها. أضع يدي على خدي الأيمن لاحجب عيني الدامعة عن الكاميرا. وضع تفكيري لا بأس به.

يحضرون كتابا و " اعمل نفسك بتقرا ، بس متفرش الصفحات بسرعة"

كتاب عن علم الإحصاء. أبدأ في القراءة. كا تربيع. الطلاب في المجموعة الأولى. معدل. متغير.

يأتي وقت تصوير المدونة. " اطلع و انزل بالصفحة. هات صفحة فيها ألوان"

ثم الإجابة عن الأسئلة .كيف بدأت التدوين.. المدونات و الاعلام التقليدي. حرية الانترنت في العالم العربي.

يحل الدور على مينا فيقومون بتصويره. لم يقوموا بتصويره في أوضاع القهوة / السيجارة / الكتاب. يقومون عوضا عن ذلك بتصويره و هو ينظر من شباك مطل على القاهرة. " اتني رجلك . بص هنا. بص بجنب. اقلع النضارة". لا بأس. حصل مينا على أوضاعه.

عند الباب يصافحنا الرجل بلطف " شكرا يا شباب" يفتح الباب. نخرج. يغلق الباب. أتبادل و مينا النظرات و ننفجر في الضحك.

" مفيش فلوس! بعد كل الأوضاع اللي عملناها دي!"

برنامج كواليس يذاع اليوم الخميس 29 سبتمبر في الرابعة و النصف يتوقيت جرينتش. لست متأكدا مما اذا كانت ستذاع حلقة المدونات اليوم أم لا ، لأن موقع الجزيرة يحمل اعلانا أن حلقة كواليس مخصصة اليوم لقضية تيسير علوني.

الثلاثاء، سبتمبر ٢٧، ٢٠٠٥

ملاحظات على هامش مشهد المظاهرات المصرية

هذا مقال قديم كتبته منذ ما يزيد على الشهر ، كان من المفترض أن ينشر في مكان آخر ، و لم ينشر ، ثم في مكان آخر ، و لكنه كان سيئ الحظ ، فقررت أن أضعه هنا حتى بعد أن تجاوزته الأحداث.

النخبوية
المكون الأساسي لجمهور المظاهرات الحالية هم المثقفون و النشطاء السياسيون ، مع غياب قد يكون كاملا للمواطنين العاديين . يعود هذا - في اعتقادي- نتيجة بدء حركة الاحتجاج الحالية كحركة مثقفين بالصورة الاولى وقعوا على بيانهم المطالب بالاصلاح ، فضلا عن معاناة حركات المعارضة من مشاكل حقيقية في التواصل مع الجمهور ، و تراث الجمود السياسي و سنين من "المشي جنب الحيط" و اليأس و الخوف - خاصة مع جرأة مطالب الحركات المعارضة- حيث أنه على الرغم من سماح الأمن بالتظاهر فانه يحرص على التواجد بكثافة قد تبلغ عشرات أضعاف المتظاهرين جاعلا الدخول الى المظاهرة المحاصرة أمرا مخيفا للمواطن العادي. في بعض الاحيان يشارك بعض المواطنين العاديين الذين وصلوا درجة الانفجار نتيجة تعرضهم و بصورة شخصية لظلم فادح تجعلهم لا يهتمون بالعواقب التي يحفظها المصريون عن التعاطي مع السياسة ، كأم فقدت ابنها أو زوجة فقدت زوجها. يرحب المتظاهرون بهؤلاء الأشخاص و يحرصون على ابرازهم للاعلام كوجه شعبي للحركة.
عمل مجموعة من النشطاء المستقلين و الحملة الشعبية من أجل التغيير و شباب من اجل التغيير و حزب العمل الى القيام بمظاهرة أسبوعية في أحياء شعبية ( السيدة زينب ، شبرا ، الزيتون ، امبابة) للتواصل مع جمهور مختلف. و هي خطوة أولى - بغض النظر عن مدى نجاحها في استقطاب جماهير تلك الأحياء و دفعها للمشاركة- في الخطو نحو الجانب الشعبي الذي يكاد يكون غائبا في بقية المظاهرات.


موزاييك
تنطبع المظاهرات المصرية الحالية بطابع تعددي واضح ، متأثرة بالتنوع الذي ميز الاعلان الاول للحركة المصرية من أجل التغيير(كفاية) الذي حمل توقيع مثقفين و شخصيات عامة من مختلف الاتجاهات ، و أصبح بعده الطابع التجميعي هو رمز المرحلة : تحالف أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة ( الناصري ، التجمع اليساري ، الوفد الليبرالي ) ، التحالف الوطني من اجل الاصلاح ( الاسلاميون و بعض الشخصيات العامة المسيحية و الاشتراكيون الثوريون). و بالتالي جاءت المظاهرات الحالية تحمل شكل الموزاييك : اللون البرتقالي المميز لحزب الغد الليبرالي ، و بجانبه الأحمر المرفوع على علم يحمل صورة جيفارا و منجلا و مطرقة ، و بجوارهما شعارات اسلامية يرفعها اسلاميو حزب العمل الاسلامي الراديكالي ، وشعارات الحملة الشعبية من اجل التغيير يسارية التوجه ، و مع هذا كله اللون الأصفر لكفاية التجميعية. ترى في المظاهرات نساء سافرات بجوار نساء منقبات و أخريات ترتدين الخمار أو الحجاب العصري الملون . يساري يقود الهتافات يتلوه آخر اسلامي ثم ناشط مسيحي. حتى المظاهرات ذاتها و على الرغم من أن الاعلام ينسبها لحركة واحدة (كفاية) - حتى و ان كانت حركة تجميعية- فانها عادة ما تخرج نتيجة مشاركة متظاهرين من كل الحركات السابقة. قد يكون جديرا بالملاحظة هنا مشهد في احدى المظاهرات التي اعتاد الحزب الوطني تنظيمها في مواجهة مظاهرات المعارضة . عندما رفع متظاهرو الوطني لافتاتهم ، كانت اللافتات متماثلة في كل شيئ: الحجم و كل التفاصيل : ذات الصورة المستخدمة للرئيس المصري مبارك ، و ذات العبارة المطبوعة أسفل الصورة بحروف حمراء كبيرة : نعم لمبارك.

فتح الباب
أعادت مظاهرات المعارضة خلال الشهور الستة الأخيرة انتزاع حق التظاهر من جديد ، بعد أن تم لسنوات حصر التظاهر و الاحتجاج داخل أسوار الجامعة أو في باحة الجامع الازهر بعد صلاة الجمعة ، و حصره بالتضامن مع قضايا فلسطين و العراق دون أن يعبر الى القضايا الداخلية. بغض النظر عن مطالب و تظاهرات المعارضة المصرية ، فان هذه المساحة التي تم اكتسابها سوف تسمح لأشخاص آخرين باستغلالها لايصال أصواتهم الاحتجاجية على قضايا تهمهم. في هذا الاطار أنظر على سبيل المثال للحركة الاحتجاجية لنساء معتقلي وادي النطرون ، و لمظاهرات المدرسين المعينين بعقود مؤقتة بمحافظة الدقهلية احتجاجا على عدم تجديد عقودهم ، و العاملين بمصر للطيران احتجاجا على أجورهم.

الممنوع يرفع صوته
يلاحظ في المظاهرات الحالية غياب كبير للقوى السياسية التقليدية ممثلة في الأحزاب "الشرعية". يمكن ان يعزى هذا الى ضعفها أو شيخوختها أو حتى امتلاكها برامج مختلفة تتضمن توافقات ما مع النظام ، في مقابل حيوية و جاذبية الحركات الجديدة. و لكن هناك أحزابا لا تتمتع بصفة الشرعية و تعاني من القدم و الضعف و غياب الجاذبية و قلة الكوادر كحزب العمل المجمد و الحزب الشيوعي المصري الضئيل للغاية تتواجد بصورة مستمرة بالمظاهرات ، مستغلة الفرصة لايصال صوتها الذي لا تملك وسيلة أخرى لايصاله.

الاعلام يحب المظاهرات و المظاهرات تحب الاعلام
يتواجد الاعلاميون بكثرة في المظاهرات المصرية الأخيرة ، بل في بعض المظاهرات صغيرة الحجم قد يصل عدد الاعلاميين الى 10% من المتواجدين! يجد الاعلاميون في المظاهرات مادة مناسبة لتغطيتها ، و يحرص المتظاهرون بدورهم على استغلال الاعلام لايصال رسالتهم - و الذي و ان لم يكن موجودا لن تصل تقريبا لأي شخص ، لأن السماح بسير المظاهرات و تحولها الى مسيرات لا يزال خطا أحمر للأمن- مقدمين لهم مادة جديدة كل مرة و صورا جذابة و لافتات و شعارات مثيرة. التسويق الاعلامي الذكي ربما يكون مميزا لحركة المعارضة بأكملها اذ تحرص على وجود شعار لها و ألوان و كلمات قليلة لها يسهل تمييزها . يعتبر المتظاهرون الاعلام حماية لهم ، حيث استغل الأمن غياب الاعلام بعد انتهاء المظاهرات عدة مرات للاعتداء على نشطاء ، و عندما حدث اعتداء في 25 مايو 2005 مع تواجد اعلامي كانت فضيحة للنظام بأكمله.

الفردية
من الصعب وصف أي مظاهرة بالفردية نتيجة طبيعة فعل التظاهر الجماعي ذاته ، الا أن المظاهرات المصرية الحالية يتمتع المشاركون فيها بدرجة عالية من الفردية ، فيمتنع بعض المشاركين عن ترديد هتاف يختلفون معه ، و يحملون لافتات تعبر عن ما يتفقون معه فقط : كل مشارك يفعل ما يرغب به. تؤدي هذه الفردية مع الطابع التعددي للمظاهرات الى وجود حالة فوضى و تشظي في المظاهرات التي تبدو في أحيان عديدة عدة مظاهرات متداخلة لا مظاهرة معتادة لها قادة يحددون المسار و الهتاف. الا أن هذه الخاصية تؤدي الى ايجاد روح مبادرة عند النشطاء كأفراد و الذين يخرجون بأفكار جديدة باستمرار و ينفذونها بأنفسهم: من صمم صورة ، و من صاغ شعارا ، و من اقترح مكانا أو رمزا لمظاهرة.


أوروبا الشرقية
تجربة دول أوروبا الشرقية في الخلاص من ديكتاتوريات راسخة متسلطة بقيت في السلطة طويلا عن طريق حركات شعبية سلمية تصعد وصولا للعصيان المدني كانت النموذج - أو الحلم- الذي وضعته حركة التغيير المصرية نصب عينيها. قرأت الكثير من مقترحات نشطاء مصريين للمظاهرات و كان واضحا فيها التأثر بتجربة أوروبا الشرقية ، فقرأت مقترحا بتوزيع الورد على جنود الامن المركزي (من جورجيا ) و آخر باستخدام الصفافير ( من صربيا ). كان لافتا أيضا بدء المتظاهرين في حمل العلم المصري ( هذه المرة من لبنان!)

الابتكار
يحرص منظمو المظاهرات على التجديد و الابداع المستمر . لجذب انتباه الجماهير؟ للابقاء على الاهتمام الاعلامي بتقديم خبر جديد كل مرة؟ تأثرا بالرمزية الغالبة على تجربة أوروبا الشرقية في العصيان المدني ؟ طبيعة العصر الما بعد-حداثي؟ ظلت المظاهرات متجددة دوما: ارتداء السواد لاعلان الحداد ، تجمع لايقاد الشموع عند ضريح سعد زغلول رمز ثورة 1919 ، "كنس السيدة" ضد تجاوزات رجال الأمن ، تجمع عند كنيسة العذراء بالزيتون ، مظاهرة في عابدين حيث وقف عرابي متحديا الخديوي توفيق. أما تفاصيل الابتكارات الصغيرة من لافتات و صور و هتافات فأكثر من أن تحصى ، فضلا عن عدد كبير من المقترحات التي لم تنفذ و يكتب عنها نشطاء او متعاطفون مع المعارضة : ( مظاهرة بالقوارب في بحر الاسكندرية ، اطلاق بالونات في سماء القاهرة ، ...الخ). هناك شعور بأن كل مظاهرة تحمل للاعلاميين و المتابعين شيئا جديدا و مختلفا.

الجمعة، سبتمبر ٢٣، ٢٠٠٥

الخروج الى النور

مع بداية العام الجديد في الجامعات المصرية ، علق شباب الاسلاميين لوحاتهم التي ترحب بالطلاب و تحض على الأخلاق و تقدم خدمات تعليمية مختلفة كعادتهم كل عام.

الجديد هو أنهم بدلا من استخدام توقيع "التيار الاسلامي" ، و قعوا بلفظ : الاخوان المسلمين ،
واضعين لوجو الجماعة : رسم مصحفٍ يحيط به سيفان متقاطعان و عليه كلمة و أعدوا ، مع لوحات تقول : القرآن دستورنا.. الى آخر الشعار الشهير.


لم يعلنوا سرا نجهله ، و لكن ما السبب في الاعلان - المتحدي نوعا ما- من جماعة تحب الدولة أن تصفها ب"المحظورة" في جامعة غير حرة ، محكومة بالأمن و لا تسمح لوائحها بالنشاط السياسي ؟

الثلاثاء، سبتمبر ٢٠، ٢٠٠٥

كابوس

يستيقظ من نومه. تكون زوجته قد استيقظت منذ ساعة لتوقظ الأولاد و تجهزهم للمدرسة. يدخل الى الحمام. يخرج. وسط الضجيج يعد الشاي لنفسه و يشربه. طبق به جبن و آخر به زيتون. يتناول بضع لقيمات. الأطفال ينزلون للحاق بحافلة المدرسة. زوجته تدخل الى الحمام. يرتدي ملابسه. ينزل. يدير محرك السيارة. فروم فروم. لا تستجيب من أول مرة. البرد. السيارة المسنة. ينطلق أخيرا. الزحام.تأخير. يصل إلى العمل. يوم ككل الأيام. يدخن سجائر كيلوباترا بكثافة. أقلع عن سجائره المفضلة عندما ارتفعت أسعارها منذ سنوات. مديره يطلبه. يذهب. لا شيئ مهم. يعود لمكتبه.الثالثة ظهرا. يغادر. يمشي حتى يصل لمكان السيارة. يعود الى منزله. يغسل يديه و وجهه و يخلع ربطة العنق. يتناول الطعام مع زوجته.الأطفال تناولوا طعامهم مبكرا. يغسل يديه من جديد. يرتدي ربطة العنق. يشرب كوبا من الشاي و سيجارة. يغادر من جديد. توصيه زوجته بأن يشتري متطلبات المنزل عند عودته. يذهب الى مقر عمله الثاني. يدخن و يشرب القهوة. التاسعة مساء. يغادر المكان. يتوقف عدة مرات ليشتري ما طلبته زوجته. يصل إلى المنزل. يقلب قنوات التلفزيون قليلا. لا يشعر برغبة في تناول الطعام. منتصف الليل. يدخل الى فراشه. ينام.

الأحد، سبتمبر ١٨، ٢٠٠٥

تفاشيح ، خرافات ، تفكير سحري ، حبشتكانات و أشياء أخرى

تحكي لي والدتي عن جدتها: "ستي". أقامت الجدة حتى وفاتها مع ابنها و زوجته .من الجدة تعلم الأحفاد و الحفيدات -و منهن والدتي- الكثير من الأمثال الشعبية و الكثير من ال (
احترت كثيرا في ايجاد كلمة معبرة تكون مماثلة لكلمة superstitions ، لم تعجبني خرافات لتعاليها ، فكرت في استخدام "معتقدات غير منطقية" و لكنها بدت لي مفرطة الطول ، التفكير السحري مصطلح مفهوم غربيا و لكنه غريب على الأذن العربية ، اقترح صاحب الأشجار أن أستخدم كلمة تفاشيح و هي كلمة لم أسمع بها من قبل. قالت رحاب ما دمت ستقول تفاشيح فقل حبشتكانات أيضا!) . وصلتني أنا متسربة خلال سنين النمو . لم أسأل عن "ليه؟" إلا لاحقا. ألفاظ و أفعال أتشربها لأستعد لنقلها لأجيال جديدة مخففة الحدة كلما تقدم الزمان حتى تختفي آثارها كلية من نسل "ستي" .


هناك أشياء سمعت عنها و لم أرها. انقرضت. كايقاد الجدة شمعتين عند ميلاد والدتي ، كل واحدة منهما ممثلة لاسم. الشمعة التي ظلت مشتعلة بعد انطفاء الاخرى هي التي تحمل والدتي اسمها.

و حكاية والدتي عن احراق الجدة لأوراق و قولها أنها تشكلت لتأخذ شكل شخص ما ، يكون هذا الشخص هو المسؤول عن الحسد ، و تقوم الجدة بمقاومة حسده بوخز الأوراق المحترقة بابرة.


هناك الأشياء التي نشأت معها.

"اللهم اجعله خير" بعد الضحك ، لايمان بأن الفرح الكثير لا بد أن يكون ملحوقا بحزن و مصيبة.

"اعدل الشبشب!" اذ ليس من المستحب ترك الشبشب مقلوبا لتواجه قاعدته السماء. أخمن أن هذا عائد لاعتبار الشبشب المقلوب اهانة للسماء؟ سألت والدتي عن تفسيرها ، فضحكت و قالت أنها لا تعرف . لا أتحمل أنا أيضا منظر الشبشب المقلوب . تفكير سحري أو لا سحري ، لا أرتاح إلا باعادته الى وضعه الطبيعي.

"متغنيش في الحمام" أقرب تفسير فكرت فيه هو أن ذلك يضايق ساكني الحمام من العفاريت؟ أو ربما يغريهم بتلبس المغني؟ لا أعرف. ظللت طوال طفولتي أخاف الغناء في الحمام. يبدو لي هذا الآن حرمانا للانسان من أحد حقوقه الأساسية : حق التعبير عن نفسه في الحمام ، طالما كان محروما من ذلك التعبير في كل مكان آخر. الى اليوم أشعر بأنني أخرق حاجزا ما كلما دندنت و أنا أقف تحت الدوش.


"هااااااااوم" الايمان بأنه اذا قمت برقي شخص ما و تثاءبت أثناء ذلك فهو دليل على أن الشخص محسود. لا أستطيع ان أفكر في تفسير. لكن أتذكر بوضوح والدتي و هي تتثاءب بينما تضع يدها عليَّ و تتمتم بآيات من القرآن.

"غير السيرة دي" سيرة العفاريت و الجن و الأشباح.اعتبار أن الحديث عن هذه الأشياء يتسبب في حضورها؟

لم أرد أن أضيف أشياء أخرى شاهدتها عند أشخاص آخرين مفضلا حصر الأمر فيما عايشته. يمكنكم أن تضيفوا القائمة الخاصة بكم.

الاهداء: الى روح "ستي" التي لا تعرف اسمي و لا أعرف اسمها.

العناد و الاستجابة : رئيسنا اللا ديموقراطي

"من بين ما نعرفه عن الرئيس مبارك أنه عنيد ، و نعرف أيضا أن عناده كان سببا في التحول عن خطوات كان قد قررها ، لا لشيئ ، إلا أن شيئا منها قد تسرب إلى الرأي العام و وسائل الإعلام ، فلم يعد يتوفر فيها عنصر المفاجأة من جانبه.. و قد حدث كثيرا أن مسؤولا كبيرا ، أو صغيرا ، تعرض لهجوم حاد و متواصل من الصحافة ، و كان قطاع عريض من الناس يضيق بهذا المسؤول ، أو ذاك ، و لا يطيقه...و لكنه كان رغم ذلك ، يظل في موقعه.. فما يتوقعه المصريون في الغالب ، لا يفعله الرئيس ، و يحب دائما أن يكون زمام المبادرة في هذا الإطار تحديدا ، في يديه... حتى قيل كثيرا إنك لو أردت أن تطيح بمسؤول ما ، فما عليك الا أن تكثف امتداحه في الصحف ، و أن تجعل كثيرين يتغزلوا فيه و في مزاياه." *

بغض النظر عن السلطات الامبراطورية التي تقع في يدي رئيس جمهوريتنا ، و غياب الديموقراطية عن تلك الجمهورية ، فإنه بصورة شخصية يحب ألا يستمع الى صوت شعبه. لا معارضة و لا رأي عام.

ربما لم تكن سفالة مصطفى حسين بعيدة تماما عن الهدف: عندما رسم كاريكاتير في خلفيته أصوات نباح ، و علق: دول ناس شافوا حبة ديموقراطية اتسعروا.

عناد الرئيس و حرصه على أن يتحدى آراء شعبه لاثبات سلطته أو لدوافع شخصية ، جعل من أي حرية تعبير مجرد حرية نباح ، و أرسى قواعد السلبية و اليأس من الحكومة التي لا تستجيب.

تبدت لي بضع علامات تغير طفيف في هذا الموقف. فرغم مناورات و ضغوط و محاولات تملص و ترغيب و ترهيب ، استجابت الحكومة نسبيا لضغط القضاة محققة عددا من مطالبهم و واعدة بتنفيذ مطلبهم باصدار قانون استقلال السلطة القضائية. و أثناء الحملة الانتخابية و رغم هزليتها ، فان انتقادات المعارضة سرعان ما كان يظهر تأثيرها بتصريحات و خطوات دفاعية من حملة الرئيس.

أشياء صغيرة للغاية. لكنها بعثت فيَّ الأمل . لا في أن تتغير عقلية الرئيس فذلك صعب أن يحدث في سنه هذا. بل أن يكون قد قام بحساب الربح و الخسارة و قرر تنفيذ جزء من المطالب . حكومة مستجيبة خير من حكومة معاندة. الانتصارات الصغيرة تزيد من الأمل في فائدة الكلام و الكتابة و العمل ، بدلا من شعور النباح و ضرب الرأس في الصخر.


استجابة الرئيس بالطبع تعني أشياء كثيرة و كبيرة و لا أتوقعها منه، الا أنني أتحدث هنا عن ابقاءه على وجوه فاشلة و مكروهة و تشكل عبئا عليه لا لشيئ الا للعناد و عدم الرضوخ لرغبات شعبه.


قدم فاروق حسني وزير الثقافة استقالته ، فشعرت بالسعادة. لا لأنني أرى أن استقالته هي الحل الأمثل لحريق بني سويف ، و لكن لأن رحيل وزير قضى ما يقرب العشرين عاما في وزارته أمر يبعث على السعادة دائما ، فضلا عن أنني تصورت أن حساب الربح و الخسارة قد تم من جديد ، فقرر الرئيس القاء فاروق حسني للكلاب ليصمتوا ، و هو أمر مذهل أن يستجيب الرئيس لضغط و غضب شعبي. يعني ذلك أن ما نقوم به قد يكون له تأثير ، و أنه قد يكون هناك نوع من التوازن في الحياة السياسية.

كنت متفائلا زيادة عن اللزوم ... كالعادة....

قدم فاروق حسني استقالته ليفدي النظام بنفسه و يوجه الانتقادات جهته بعيدا عن النظام ، و رد النظام الجميل بأحسن منه ، فرفض الاستقالة و بقي حسني في منصبه ، و بقي حسني على ما هو عليه.

* من مقال سليمان جودة - العدد 460 - المصري اليوم

الجمعة، سبتمبر ٠٩، ٢٠٠٥

7 سبتمبر 2005

نزلت من المنزل. عند السابعة صباحا كنت أقابل "م" أمام قسم الشرطة في الدائرة التي سنعمل بها - يحوي القسم ذاته لجنة-عربة ترحيلات. مخبرون و رجال شرطة. انتظرنا نصف ساعة ليصل بقية فريق عمل ائتلاف مراقبة الانتخابات. وصل محاميان. أخرجنا قائمة المدارس التي تحوي اللجان. حصلت على مدرستين و حصل "م" على مدرستين. تبادلنا أرقام الهواتف مع توصية بعدم الاستجابة لأي استفزاز. انطلقنا.

لا زلنا لا نعرف ان كنا سندخل الى اللجان أم لا ، أتوقع أننا لن نتمكن من ذلك. أتمنى أن يكون مندوبا الغد و الوفد متواجدين لحظة فتح الصناديق ليتأكدا من خلوها من الاوراق. من حق المندوب التواجد داخل اللجان على عكس وضعنا غير الواضح. خيبة الأمل التي سأكتشفها لاحقا هي أنه في عدد اللجان التي قمت انا و "م" بتغطيتها لم يكن هناك مندوبون لأي حزب غير الوطني.

المهم...

أفترق أنا و "م" و أبدأ في السؤال عن المدرسة الاولى. أصل اليها أخيرا. أمامها لوحة قماشية كتب عليها : " عايزين أستاذ الأساتيذ ، مش اللي لسة تلميذ. مدرسة "...." تبايع مبارك رئيسا للجمهورية . عايزين المعلم مش اللي لسة هيتعلم". أشاهد سيدة و ابنتها تخرجان من الداخل. أسألهما عن تفاصيل الاقتراع : " البطاقة الوردية؟ الستارة ؟ الصندوق؟ رئيس اللجنة ؟ الحبر؟ الحبر لا ينمسح؟" يبدو لي من اجابتهما أن كل شيئ يتم على أتم وجه. أدخل المدرسة فتواجهني سيدات يجلسن على طاولة كتب عليها " ارشاد الناخبين". يستعلمن عن صفتي ، فأقدم لهن كارنيه الائتلاف. أجد شابا من اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات. أجلس بجواره. القاضي يسمح لنا بالتواجد داخل المدرسة و لكن ليس داخل الفصل الذي يحوي اللجنة الانتخابية و الصناديق.

لا بأس.

أبدأ في استطلاع محيطي. أحاول أن أمد جسور التعارف بمراقب المستقلة. بدا لي طيبا - زيادة عن اللزوم- و غير مسيس تماما. جنود و مخبرون ينتشرون خارج المدرسة و داخلها . لواء يجلس على باب اللجنة. السيدات الجالسات خلف مكتب ارشاد الناخبين من الحزب الوطني و بجوارهم أحد عناصر الشرطة. و عضو من أمانة مهنيي الحزب الوطني يجلس على يساري. أفكر أن هذا أكبر عدد من الحزب الوطني تعاملت معه. يتردد في عقلي " الحزب الواطي اللا ديموقراطي ! عايز كل الشعب يطاطي!". أنفض الجملة من عقلي ، و أحتفظ بابتسامة محايدة على وجهي.

الشاب من المستقلة يتبادل معلومات المراقبة مع سيدات الوطني ، و يتركهم يطالعون ما يكتبه. أقرر أن أكتب ملاحظاتي بالانجليزية لأتجنب تطفلهن . يقول لي مراقب المستقلة : " ايه ده يا عم! انت تبع أمريكا ولا ايه؟". أضغط على اسناني و أفكر "أحمق! المستقلة هي التي يديرها سعد الدين ابراهيم ! أنا متطوع بدون أي مليم و أنت من يتلقى مكافأة!" . أقول له - و لغيره من الوطني- أنني أكتب بالانجليزية لأنني معتاد على الانجليزية لأنني خريج طب . أي كلام طبعا.

أجلس صامتا موزعا ابتساماتي و سجائري ممتنعا عن المشاركة في الحوار الدائر سوى بهز الرأس لأستمتع بالاستماع لسيدات الوطني.
بدأت سيدات في التوافد ( حوالي 10 -20) في الساعة . غالبيتهن يحملن بطاقات ارشادية تحمل صورة حسني مبارك و يحملن كارنيه الحزب الوطني. تسلمن على سيدات الوطني الجالسات و يؤكدن لهن أنهن يؤدين واجبهن . تدخلن و تخرجن بأصابع ملوثة بالحبر. ألاحظ توافد عدد من السيدات المسيحيات. تسلمن على سيدات الوطني و تأكدن أنهن " تبع أبونا فلان" ، فتقول احدى سيدات الوطني : " أيوه ، و كمان مدام "..." متفقة مع أبونا "..." هييجي لنا 20 واحدة من الكنيسة".

ينتظرن فترة طويلة من أطلقن عليهن لفظ " وفد الكنيسة". أحتفظ بأفكاري لنفسي.

أفكر هل وجود سيدات الوطني و استخدامهن لافتة ارشاد الناخبين المحايدة و مناداتهن أي داخل للجنة ليمر عليهن أولا و قيامهن بالكشف عن أسماء أي من الناخبين في الجداول لارشادهم دون الكشف عن صفتهم الحزبية منذ البداية يعد تجاوزا؟ ألاحظ أنهن يقمن بتسجيل أسماء الناخبات و أرقام هواتفهن... (مخالفة؟)

تتحدث سيدات الوطني كثيرا عن عن مواضيع نسائية ( طرق الطبخ ، الزواج ، أسعار السلع..الخ) ثم أسمع منهن بعض الأشياء المسلية:
" معايا بطاقة ايوه. ما هما عملولنا بطايق كلنا في الشغل"
" مش هوا الريس كان ممكن يجيب حد عجوز و يحطه؟ بس هوا جاب ابنه الشاب و مسكه لجنة السياسات عشان هوا عايز شباب" ( شخرة عقلية)

يفترضن أنني معارض فينطلقن في كلام كثير عن " شعبية الحزب و تواجده في الشارع ، أين مندوبو بقية الاحزاب؟ اذا كانوا يعجزون عن توفير مندوبين ليتواجدوا في اللجان فأين شعبيتهم؟ " ، " مش ايمن نور ده اللي المنصة وقعت بيه و هوا بيتكلم" ، " نحن في الحزب لسنا شعبيين لأننا حزب الحكومة" - حاشا لله - " بل لأننا نقدم خدمات : دروس خصوصية ، مساعدة قانونية ، مساعدة طبية ، دورات انجليزي و كمبيوتر ، فرص عمل" ممتاز.. رشاو تستغل حال الناس ليخدموا من أوصلهم لحال احتياجهم هذه المساعدات.... " احنا في عصر الحرية فعلا ، لما الريس عمل مؤتمر ، كان مؤتمر شعبي، أي حد كان ممكن يدخل .... بالبطاقة و كارنيه الحزب... و يكون اسمه متسجل.... بعد ما عدينا في البوابة بتاعة الكشف عن المعدن و أخدوا منا الموبايلات... وقفت و هتفت للريس : مش كفاية ، مش كفاية ، معاك يا ريس للنهاية.. قام قال : سيبوهم يعبروا عن رأيهم... فعلا حسيت ان لو حد هتف ضده في اللحظة دي كان هيسمحله يعبر عن رأيه"

تبدأ بعض المواطنات العاديات ممن لسن من الحزب الوطني في الظهور بأعداد قليلة...

تقوم احدى سيدات الوطني بسؤال احداهن عمن سترشحه. ترفض السيدة الاجابة. تزيد الاخرى من سماجتها.تصر الأخرى على الرفض. فتقول : " يللا مش مشكلة ، خللي التاني ياخدله صوت من نفسه" . فتاة أخرى "شككن" فيها فقلن لها بعد أن اكتشفن أن اسمها في لجنة أخرى : " ابقي روحيله بقى و قوليله مش عارفة أنتخبك رئيس للجمهورية" . (مخالفة)

العدد في هذه اللجنة لا يزال قليلا جدا. بعد خمس ساعات ، حوالي مائة ناخب حضروا من أصل 4900 مسجلين في تلك اللجنة. قبل اغلاق الصناديق بثلاث ساعات عندما غادرت اللجنة آخر مرة كان العدد قد ارتفع الى 200 فقط.

سيدة تشتبك في مشادة. تتشاجر مع سيدات الوطني ثم عضو أمانة المهنيين ثم الجنود ثم رئيس اللجنة. لم تجد اسمها في هذه اللجنة على الرغم من امتلاكها بطاقة انتخابية ، و زارت من قبلها عدة لجان و قسم الشرطة الذي أرشدها بالذهاب الى هنا. " أنا بلف من صباحية ربنا في الشمس و العيل الصغير ده في ايدي ، و كل مكان يبعتني لمكان تاني" . ربما كانت هذه هي الشكوى الأكثر ترددا على لسان الناخبين و الأكثر اصابة للناخبين بالاحباط. لنشرح هنا الموضوع : أنت ناخب تذهب الى لجنة تقع بالقرب من منزلك. هناك لجان للرجال و أخرى للنساء. تصل للجنة مطابقة لجنسك. ناخبو الدائرة موزعون على اللجان حسب الحروف الأبجدية. نفترض أن اسمك محمد . آخ! آسفون ! هذه اللجنة من الالف حتى الصاد. ابحث عن اسمك في مدرسة كذا. يتطوع أولاد الحلال بوصفها لك. تمشي حتى تذهب هناك. نفترض أنك فعلا هناك. لجنة الارشاد من الوطني تبحث عن اسمك في الكشوف ( الغير مرتبة أبجديا!) ، ثم تحدد لك أي لجنة فرعية تتبعها داخل اللجنة. مبروك وصلت. المشاكل ؟ اشتكى البعض من أنهم يرسلونه من مكان الى مكان دون أن يجد اسمه. البعض اسمه مختلف عن الاسم المسجل. البعض رقمه غير الرقم المسجل. البعض ساقط قيد. هناك متوفون داخل الجداول. و ان كان هناك الكثير ممن انتخبوا دون مشاكل أيضا. ( عقم و تخبط )

من له حق الانتخاب؟

من يملك حق الانتخاب هو المسجل في الجداول الانتخابية. من يسجل في الجداول الانتخابية؟ كل من قام باستخراج بطاقة انتخابية من قبل. و قالوا أن مواليد 84-85-86 قد أضيفوا تلقائيا الى الجداول. لذلك لتنتخب عليك أن تحضر بطاقتك الانتخابية و تنتخب بها اما في اللجنة التي أنت مسجل بها أو في لجنة أخرى كوافد ان كنت في محافظة أخرى ، فان لم تكن معك فعليك أن تستخدم بطاقتك الشخصية و تنتخب في اللجنة التي أنت مسجل بها بعد أن تنجح في العثور على اسمك في الجدول.

هذا بصورة تقريبية....

لأن أكثر ما ميز هذه الانتخابات هي التفاوت بين اللجان. بل و التفاوت في اللجنة ذاتها باختلاف الوقت.

فتاة صغيرة تقول أنها تريد أن تنتخب ببطاقتها الشخصية لأنها مسجلة تلقائيا لأنها من مواليد 85. أعتقد أن سيدات الوطني قررن أنها لا يبدو عليها سمات "الموالاة" فقررن أن لا يرهقن انفسهن كما يفعلن مع نسوتهن ، فقالوا لها : "لا ! مفيش ! مينفعش!" ( مخالفة)
أتدخل و أقول للفتاة ان تبحث عن اسمها بنفسها حتى تجده. تيأس من البحث وسط آلاف الأسماء و تنصرف بعد فترة.

أترك هذه اللجنة و أنتقل للأخرى.


كنت قد أنهيت كتابة هذا الجزء و جزء من خاتمة التدوينة ، ثم شاهدت اعلان النتيجة فادركت أن الاكتئاب لن يمكنني من اكمال الكتابة .. على الأقل ليس اليوم.. فقررت نشره و انهاؤه لاحقا.


أحاول الاتصال بعلاء.أريد الاطمئنان على المظاهرة. لكن علاء ساعتها كان مشغولا فلم يجب. ( اقرأ ما كتبه علاء عن ذلك اليوم)


أتصل برحاب . تخبرني أنها دخلت داخل لجنتها و تجلس مع القاضي ، و أنها رأت الكثير من التجاوزات.( اقرأ ما كتبته رحاب عن ذلك اليوم)

يتصل بي عمرو. يحكي لي عن 3000 متظاهر في مسيرة في وسط البلد . يقول لي أنه كان يقفز من السعادة عوضا عن المشي في الشارع. آخ! يالحظي الزفت! دائما ما تفوتني مثل هذه الفرص. ثم يقول لي " بس جرينا من العتبة لحد نقابة الصحفيين". ( اقرأ ما كتبه عمرو عن ذلك اليوم)

أتصل بهيثم ، يبدو لي سعيدا رغم أن التجاوزات في لجنته أكبر من لجنتي. ( اقرأ ما كتبه هيثم عن ذلك اليوم)


يتصل بي هيثم في اليوم التالي و نشتبك في مناقشة حادة. سعيد هو باختفاء استبدال الأوراق أو تقفيل الصناديق. أقول له ما فائدة ذلك اذا كنت ستشحن الناس شحنا الى اللجان و ترشيهم و تخوفهم و تجبرهم و تحرمهم من التصويت السري. أليست النتيجة واحدة؟ ما فائدة عد الأوراق بنزاهة اذا كنت تحكمت فيمن يكتبون آراءهم في هذه الأوراق؟ ما فائدة كل ذلك اذا كنت تختار منافسيك و تحدد طرق دعايتهم و مدى دعايتك كما رصدت تقارير المراقبة؟ أليست النتيجة فوزأ زائفا في شيئ ما لا يمكن تسميته بانتخابات تنافسية حقيقية ؟ ما الفرق بين مبارك ببدلة كاملة و بين مبارك بجرافتة من غير جاكيت؟ يصر على التفاؤل و أصر على اثبات رأيي بأنها مسرحية هزلية منذ بدايتها و حتى نهايتها. لا عنف و لا انتهاكات جسدية و لكن ذلك سببه غياب القوة التنافسية. الأمل موجود في من تحرك و من اهتم من الشعب و في المستقبل و في تحسين الرقابة و دعم استقلال القضاء و ليس في أنهم غيروا الطرق التي ناوروا بها ليضمنوا فوز الجنرال العجوز عندما ووجهوا برقابة قضائية.

الأربعاء، سبتمبر ٠٧، ٢٠٠٥

الليلة الكبيرة

بعد ساعات معدودة أول "انتخابات" رئاسية تعددية في مصر

أصاب بالأرق و أقفز كل ساعتين من فراشي

في النهاية أقرر أن أكتب بدلا من أن أنام.

لكي تفهم أكثر أرجو منك أن تبدأ بقراءة موضوعي : من يراقب الانتخابات ، نهايات ( أم بدايات؟)


القضاة:


سيشرفون على الانتخابات. لن تنفذ أي من طلبات نادي القضاة : استبعاد المعينين حديثا من الاشراف، تمكين ممثلي المجتمع المدني من دخول اللجان ، اعلان نتيجة الفرز في كل دائرة لممثلي المرشحين.

لا أعرف مدى تأثير المطالبين بالتبرء من نتيجة الانتخابات ان زاد التزوير في مواجهة القضاة المفضلين الاستقرار. هل كانوا جادين في تهديدهم في الجمعة الأخيرة؟

قرار لجنة الانتخابات "الامبراطورية" المثير للغضب الكبير في صفوفهم و هو استبعاد 1700 من القضاة المطالبين بالاصلاح و مواجهة التزوير تم ابطاله مساء أمس .

(أبطلت المحكمة العليا قرار لجنة الانتخابات باستبعاد 1700 قاض من الإشراف على سير الانتخابات وعمليات التصويت.

وقالت المحكمة إن لجنة الانتخابات الرئاسية غير مختصة بندب أو استبعاد القضاة من الإشراف على الانتخابات "خاصة أن الدستور وقانون الانتخابات الرئاسية لم يعط اللجنة الاختصاص بهذا الأمر".

كما انتقد الحكم لجنة الانتخابات الرئاسية التي قال إنها "تجاوزت حدود اختصاصاتها المقررة لها وفقا للقانون والدستور، حيث يقتصر اختصاصها على تشكيل اللجان وتحديدها وتوزيع القضاة عليها دون ندبهم".)


ما نتيجة الغاء قرار استبعاد القضاة ؟ لا أعرف حقيقة... هل هناك وقت كاف ليتجهوا الى لجان للاشراف عليها؟

نادي القضاة شكل لجنة من بعض القضاة المستبعدين لتقوم بمراقبة الانتخابات و اعداد تقرير موثق مماثل لذلك الذي أعدته بعد الاستفتاء.


الحملة الوطنية / اللجنة المستقلة / المرصد الانتخابي :


قرر سيد مرعي رئيس اللجنة الامبراطورية منع مراقبي المجتمع المدني من دخول اللجان. قاموا برفع قضية أمام القضاء الاداري و ربحوها. قال مرعي أن قرارات لجنته غير قابلة للطعن و أنه غير ملزم بتنفيذ قرارات المحكمة الادارية. بعد انتقادات واسعة عاد لتقديم طعن أمام المحكمة الادارية العليا و ... ربحه مساء أمس.

( الغاء احكام صادرة عن المحكمة الادارية كان من شانها ان تلقي بشبهة البطلان على هذه الانتخابات ولكن كذلك بدعوة علنية غير مسبوقة من القضاء المصري الى تعديل المادة 76 من الدستور التي استحدثت نظام الانتخابات.

فقد قررت المحكمة الادارية العليا مساء اليوم الثلاثاء الغاء حكمين لمحكمة القضاء الاداري (اول درجة) بوقف تنفيذ قرارين للجنة الانتخابات الرئاسية ودعت في الوقت ذاته "المشرع المصري" الى تعديل المادة 76 من الدستور بحيث تعود الى "المبادئ (الدستورية) المستقرة".

وكان الحكمان يقضيان بتمكين منظمات المجتمع المدني من الاشراف على الانتخابات, خلافا لقرار لجنة الانتخابات, وباستبعاد احد المرشحين العشرة للانتخابات وهو وحيد الاقصري لوجود نزاع بينه وبين محمد صديق على رئاسة حزب مصر العربي الاشتراكي.

وقضت المحكمة بعدم "اختصاصها" بنظر هذه الدعاوى ولكنها "اهابت بالمشرع ان يعيد النظر بجدية في نص المادة 76 بحيث ترجع الى النص العام والمبادئ المستقرة في شان عدم تحصين اي قرار اداري من رقابة القضاء العادي".

ويستند الحكم القضائي بعدم الاختصاص بنظر الدعوى إلى نص تعديل المادة 76 من الدستور الذي اقر في مايو/ ايار الماضي الذي جعل قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية محصنة من الطعن عليها "باي طريقة وامام اي جهة بما" فيها القضاء. )

اذن فليس أمام مراقبي هذه الجمعيات الحقوقية سوى المراقبة من خارج اللجان.


كفاية و المعارضة الجديدة:


كان هناك رأي يقول بوجوب دعم مرشح معين للمعارضة و حث الناس على الالتفاف حوله و محاولة انجاحه في مواجهة مبارك لمنح الناس أملا و رمزا بدلا من الكلام المبهم عن الديموقراطية.

للأسف لم يكن هناك مرشح يتمتع بالصفات التي تؤهله ليكون مرشح الاجماع الوطني.

كانت هناك محاولة تحدث عنها علاء لأن يكون هناك مرشح له ثلاث نواب أحدهم اسلامي و الآخر قبطي و الثالث قومي. عرضت الفكرة كما عرفنا لاحقا على نعمان جمعة فرفض رفضا قاطعا. ديناصور من ديناصورات المعارضة ، النساط السياسي عنده هو تزبيطات مع أمن الدولة و كرسي أو اثنان في مجلس الشعب.

المهم ، لم يكن أمام كفاية و المعارضة الجديدة سوى مقاطعة الانتخابات على ما في ذلك من سلبية ليحدث ما حدث في الاستفتاء عندما قالوا أن الشعب استجاب لدعوتهم مقاطعة الاستفتاء. و الشعب طبعا مقاطع لأنه غير مهتم و لكن ، ما علينا. مقاطعتهم هنا مع التظاهر تعبيرا عن الرفض و التقاضي للطعن في الشرعية هو أسلوب قد لا يؤدي الى نتيجة مباشرة ، و لكنه يستمر في الفضح / الرفض / نزع الشرعية.

متأثرة بنشاط كبير لمراقبة الانتخابات و اتهامات بالسلبية دعت كفاية أمس قبل الانتخابات بيوم وأحد أعضاءها الى مراقبة الانتخابات.


الثانية عشر ظهر اليوم تتظاهر كفاية في ميدان التحرير. نظيف يقول :"معظم دول العالم تمنع المظاهرات في يوم الانتخابات لان الهدف حقيقة هو أن تتم الانتخابات في جو هاديء يسمح للناخب بأن يذهب للادلاء بصوته بدون أي تأثير. ومن أجل هذا الحملات الانتخابية تتوقف".

"أنا لا أتصور أبدا أن تكون هناك مظاهرات يوم الانتخابات لان هذا سيكون عملية تخريب للانتخابات. وبالتالي أتمنى ألا يحدث ذلك. ولكن ان حدث ذلك طبعا نحن علينا مسؤولية تأمين اللجان الانتخابية. ووزارة الداخلية وقوات الامن ستقوم بتأمينها لان هذا حق الناخب مع أعطائهم رجال الامن تعليمات شديدة بضبط النفس بقدر الامكان "

شايفينكم:
شايفينكم كحركة منظمة قد لا تختلف في مراقبتها كثيرا عن منظمات المجتمع المدني ، بل و قد تكون أقل خبرة و تنظيما. لكن أهميتها هي انها تتيح لأي شخص و أي فرد أن يقوم بدور الراصد.

انظر استمارتهم في الصفحة الرئيسية.

العبد لله:

قررت أن أشترك في مراقبة الانتخابات. أعرف أنه سيفوز. و أعرف أن التزوير سيحدث. و أعرف أننا سنمنع من دخول اللجان. و لكنني مصمم على ألا أضيع الفرصة و أن أستفيد من هذه التجربة الى أقصى حد ممكن لتكون كما كانت تجربة الشهور الاخيرة من حياتي هامة و ثرية.

حرصت على الابتعاد عن الحملة الوطنية و اللجنة المستقلة لتلقيهما تمويلا أجنبيا. أدرك أنه لم يكن أمامهم مصدر تمويل آخر و أدرك أهمية دورهم و أهدافهم ، و لكنني أفضل أن أظل "حنبليا" في هذه المسألة خاصة اذا توفر البديل الأكثر اعتمادا على الجمعيات المصرية : المرصد الانتخابي / ائتلاف المجتمع المدني لمراقبة الانتخابات ، ائتلاف من 22 جمعية حقوقية مصرية ، 6 منها سيقوم بالرصد الميداني. و هم الذين تطوعت لأشترك كراصد معهم.

الخواجات:

نشرت المصري اليوم خبرا عن مراقبة 4 منظمات دولية ( المعهد الديموقراطي الامريكي ، المعهد الجمهوري الأمريكي ، المركز الدولي للصحفيين ، هيومان رايتس ووتش ) للانتخابات رغم نفي الحكومة..

********

أستعد لمغادرة المنزل. أجهز أوراقا و أقلاما. علبة السجائر. أقرأ ما كتبه علاء من دقائق. أشعر بغباء كبير عندما أمنع دموعا من أن تسيل. أتمنى أن تكون كتابة علاء الوداعية غير ضرورية.

سيرحل هو ، و سنبقى يا علاء.

الأحد، سبتمبر ٠٤، ٢٠٠٥

نهايات ( أم بدايات؟ )

بمواجهة نادي القضاة نزلت من التاكسي. المدخل مغلق بصفوف من الأمن المركزي و يتبدى من خلفهم شادر كبير لعقد الجمعية العمومية.

الألوف المعتادة من الأمن المركزي تحتل شارعي عبد الخالق ثروت و رمسيس.

لافتات كبيرة معلقة على نقابتي الصحفيين و المحامين تؤيد موقف القضاة و ضد تزوير الانتخابات.

خمسمائة متظاهر يقفون على سلالم نقابة الصحفيين و تهدر أصواتهم بالهتاف.

لفتت نظري لافتة " حاكموه لا تنتخبوه"

كان كمال خليل يقول : " يا بنوك سويسرا .... عايزين فلوسنا .... خدها الحرامي ... و حسابها سري..." بأسلوبه المميز. أبتسم.

حرارة الجو لا تحتمل ... الثانية ظهرا...

احباط و شعور بالهزيمة... نعرف أن القضاة لن يقاطعوا الانتخابات...


( اتفقت اللجنة ( اللجنة العامة لتفعيل قرارات الجمعية العمومية بنادي القضاة) على أنه ينبغي الإعراض عن قول بعض من لا يعلمون : "أن عدول القضاة عن مقاطعة الإشراف على الانتخابات الرئاسية يعد نكوصا و تراجعا لضغوط تعرضوا لها " فهذا ليس من شيم القضاة ، ذلك أنه بعد الجمعية السابقة ، قام القضاة بالاشراف على الاستفتاء ، و اعلنوا شهادتاتهم ، و دلت هذه التجربة على أن التصدي للاشراف على الاستفتاء كان أجدى و أنفع من مقاطعته" ) - المصري اليوم - الأربعاء - 31 - 8 - 2005

أتناقش مع "م" ، يقول لي أن مطالب القضاة كانت فعلا فئوية ، و أنهم اتخذوا موقفا لصالح مهنتهم.

رغم احباطي تغلبني طبيعتي ، أقول له أنه كما انه من الطبيعي أن يكون داخل كل مهنة ثائرون و مسيسون فالتيار العام سيبحث عن مصلحة المهنة .. الفئوية كانت ان طالبوا برفع مرتباتهم و الحصول على زيادة في المعاشات ، و لكنهم حصلوا على نصف ربح بحصولهم على عدد من الاصلاحات.

لا أعرف ان كنت مقتنعا بما قلته..

على طرف لساني كلمة " خذلونا" . لماذ جعلونا نرفع من آمالنا؟

"موقف واحد يا قضاة ... ضد الظلم و الطغاة"


على السلالم : كفاية ، الحملة الشعبية من أجل التغيير ، شباب من أجل التغيير ، صحفيون من أجل التغيير ، أدباء و فنانون من أجل التغيير ، حزب العمل ، أهالي معتقلي النطرون.

مضرب ذباب يحمل شعار كفاية.

أقرر أن أرفع صوتي بالهتاف و أقول لأحمد : " فرصة ! هذه هي الفرصة الاخيرة لتهتف ضد مبارك!"

خلاص ، خلصت...

" يسقط يسقط حسني مبارك!"


دخول نقابة الصحفيين بكارنيه النقابة. غير مسموح لغير الصحفيين بالدخول. لا تجمع فوق السطح المطل على نادي القضاة كما حدث في الجمعية العمومية السابقة لنادي القضاة.

أوراق كثيرة توزع. سيدة تجمع توقيعات للمطالبة بعودة سكينة فؤاد للكتابة في الأهرام.

" باشا يا باشا يا باشا يا كبير ... ناجح ناجح بالتزوير"


ورقة تحوي اعلانا عن مظاهرة في طنطا يوم الاثنين 4 - 9 . البيان مصاغ بطريقة شعبوية جيدة( البهدلة في المواصلات ، البهدلة في الدول العربية ، الروتين ، الطعام المسموم ، المرض و القطاع الصحي ، البطالة و فرص العمل ، المسكن ، المخدرات ، الفساد ، البلطجة ، تجاوزات الشرطة ، الرشوة ، غياب الأمل ) و يعلن في نهايته عن مظاهرة صالة و بلكون: ركن حركات العوانس ، جناح الخيار و الطماطم ، جناح الخيش و الملابس المرقعة ، جناح البالطو الأبيض ، جناح مكممي الأفواه و المقيدين.

"قاطعوا قاطعوا الانتخابات"


يتسلل مجموعة من شباب من أجل التغيير الى الشارع و يوزعون بيانا على ركاب السيارات العابرة بالشارع. يرددون الهتاف مع الواقفين على السلالم من خلف صفوف الامن المركزي. يتوتر الضباط . تشكيلات من الجنود تبدأ في حصار الشباب الواقفين في الشارع. المشهد المألوف : دائرة متعددة الطبقات من جنود الأمن المركزي تحيطهم من جميع الاتجاهات في دائرة محكمة تزداد ضيقا. يختفون تقريبا وسط بحر من لابسي الأسود. من القلب تظهر ذراع شاب مرفوعة بعلامة النصر و علم كبير لمصر. يتعرضون للعصر و الضرب.

أسمع شخصا يقول في سخرية حاقدة : " يللا يا مناضل !" . ملامحه مليئة بالشماتة و الغل. أتامله محاولا الفهم فأفشل.

كمال أبو عيطة يقود الهتاف : " حرية ، حرية ، حرية"

على يسار النقابة و أمام الجراج يحاول مجوعة من المتظاهرين عبور الجنود ليصلوا إلى المحاصرين. ترتفع عصي الامن المركزي. متظاهرون يقفزون فوق صفوف الأمن المركزي للعبور للشارع كأنهم يقفزون فوق الجماهير في حفل روك. متظاهرون يجذبون الحاجز الحديدي و في مواجهتهم يجذب جنود الأمن المركزي. يرتفع الحاجز الحديدي في الهواء و ينكسر الكردون. يعبر المتظاهرون من الثغرة و يختلط الحابل بالنابل. تدافع و ضرب . يأمر الضباط جنودهم بالتراجع. يتركون الجزء المواجه للنقابة من الشارع و يغلقونه تماما من الجانبين بكردونات متتالية.


هاني عنان يدلي بتصريح لصحفية في انفعال . يكاد يصرخ و هو يتحدث عن "الديموكراسي" و يشير الى الجنود.
" يا حاكمنا يا خنيق ... زور زور في الصناديق"

أشاهد متظاهرا يفرك عينيه. يقول أنهم رشوا على وجهه سبراي. التخمين هو أنه سبراي الفلفل الذي تستخدمه السيدات للدفاع عن أنفسهن اذا تعرضن لاعتداء.


متظاهر فاقد الوعي يُحمَل الى النقابة.

تنتقل المظاهرة الى الشارع. يقول لي علاء : " مفيش فايدة! كسرنا الكردون و محدش عدى منه. و أهو دلوقتي الشارع فاضي و في ناس لسة واقفة على السلم مش راضية تنزل"

" يسقط حكمك يا مبارك"

تستمر المظاهرة من جديد في الشارع. أشعر أن دماغي ستذوب من الشمس. زجاجات مياه يملأها حراس النقابة و يقدمونها للمتظاهرين. رجل يملأ جركن مياه كبير من داخل النقابة و يصب فيه كيس سكر و علبة تانج. تانج مثلج. آه!


"باسم تسعة مليون عاطل ، ترشيحك يا مبارك باطل"


و في أحيان اخرى ارتفع العدد الى "عشرة مليون" و هبط إلى "سبعة مليون".



اعلان عن طلب القضاة منا الانصراف عند الرابعة ظهرا ليتمكنوا من عقد جمعيتهم العامة في هدوء.

"بيزحلقونا!"
"خلاص قرارهم باين"
" ما كلنا عارفين يعني"
" يمكن خايفين الأمن يمنعهم يعقدوا الجمعية لو فضلنا موجودين؟"


يجلس المتظاهرون على الأرض في الشارع و يقود كمال خليل الهتاف من جديد.

" طهقنا ... زهقنا .. قرفنا"

ثم :-

"المجد للقضاة.. العار للطغاة"


يقول علاء: المجد لآموووون !

يستمر الهتاف فترة. تصعد سيدة على الحاجز. شاهدتها من قبل في لاظوغلي تحمل صورة شاب تقول أنه ابنها و أن حبيب العادلي وزير الداخلية لفق له قضية مخدرات. تبدأ في الهتاف مركزة على حبيب العادلي و سوزان مبارك. يلفت نظري هتافها : " يا سوزان يا أجنبية"
ما علاقة كون والدة سوزان مبارك انجليزية بأي شيئ؟؟ يطلب منها كمال خليل التوقف فتصرخ : " ايه العنصرية دي ! متسيبوا الستات تهتف!"

غناء. بقرة حاحا. شيد قصورك. كاوبوي دينامو. قوم يا مصري.

أسمع من يقترح تغيير الأغنية الى : " قوم يا مصري كمِّل نوم في السرير. قوم يا مصري علِّي أكتر في الشخير"

اعلان عن اعتقال عضو حزب العمل و شباب من أجل التغيير طارق قاسم.اعلان عن قضية بطلان الاستفتاء يوم الاحد. اعلان عن مظاهرة طنطا يوم الاثنين . . اعلان عن مظاهرة بميدان التحرير يوم الأربعاء - يوم الانتخابات.

كمال أبو عيطة يلحظ تناقص الحماس فيقول في ضيق : " السادة المتفرجين يا ريت يشاركوا معانا"


" لن نورث بعد اليوم"


تنتهي المظاهرة و ننصرف قبل بدء الجمعية العمومية لنادي القضاة.
مقاطعة القضاة كانت الفرصة الاخيرة. ضاعت.
الفرصة ما بعد الاخيرة هي دعوى بطلان الاستفتاء يوم الأحد. ساعلم في اليوم التالي أن القضية أجلت لما بعد الانتخابات. ضاعت تلك الفرصة أيضا.

أعود للمنزل. أقرأ قرارت القضاة.

الجزيرة:
(أكد نائب رئيس محكمة النقض المصرية المستشار هشام البسطاويسي أن الجمعية العمومية لنادي قضاة مصر وافقت بأغلبية بسيطة على الإشراف على انتخابات الرئاسة الأربعاء المقبل. و أضاف البسطاويسي أن القضاء المصري سيتبرأ أمام العالم من نتائج الانتخابات إذا لم تتوافر فيها متطلبات الشفافية.

وأكد أن نادي القضاة سيعد تقريرا شاملا عن هذه الانتخابات يعدد أي مخالفات وانتهاكات ويرصد أيضا التحفظات على تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والصلاحيات المطلقة الممنوحة لها، وخاصة ما يتعلق بتحصين قراراتها من أي طعن قضائي إداري.

وأشار مجددا إلى الاعتراضات على استبعاد عدد كبير من المستشارين والقضاة من الإشراف على الانتخابات واستبدالهم بأعضاء النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة.

وكان المستشار زكريا عبد العزيز قد هاجم بشدة اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة خلال اجتماع الجمعية العمومية الذي حضره أكثر من ألفي قاض.

وأعلن عبد العزيز أن مطالب القضاة في الانتخابات هي 1- استبعاد القضاة المعينين حديثا الذين "ليست لديهم الخبرة الضرورية" من عملية الإشراف على الانتخابات, 2- والسماح للمنظمات غير الحكومية بمراقبة عمليات التصويت, 3- وتسليم نسخة من نتائج عمليات الفرز على المستوى المحلي لمندوبي المرشحين لتفادي التزوير, 4- وإلغاء قرار استبعاد ألفي قاض من الإشراف على الانتخابات. وقال إن القضاء المصري لن يتحمل مرة أخرى مسؤولية "انتخابات مزورة.)


اسلام أونلاين:
( حدد نحو ألفي قاضٍ،احتشدوا في نادي قضاة مصر بوسط القاهرة، مهلة 3 أيام تنتهي قبل يوم الاقتراع بأربع وعشرين ساعة لتراجع اللجنة عن قرار الاستبعاد وإلا طعنوا بعدم شرعية الانتخابات لتعارضها مع نصوص الدستور التي تقضي بالإشراف الكامل للقضاة عليها.

ألمح المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية إلى أن قرار استبعاد القضاة صدر بإيعاز من الحكومة، وقال: "نمنح الحكومة مهلة زمنية لتصحيح قرار الاستبعاد، وإذا لم تلتزم بسحب هذا القرار فسيكون من حق القضاة الطعن بعدم شرعية الانتخابات الرئاسية "لأن الدستور يشترط صراحة في نصوصه أن تتم تحت إشراف القضاء الكامل".

وكان لافتا تراجع أعداد القضاة الشباب المشاركين في الجمعية العمومية غير العادية الأخيرة مقارنة بالجمعية السابقة التي عقدت يوم 13-5-2005 وحرص نحو 5 آلاف قاض على المشاركة في أعمالها.

وفسر أحد القضاة الذي طلب عدم الكشف عن هويته لإسلام أون لاين.نت سبب اختفاء هذه العناصر من الجمعية الأخيرة قائلا إنهم "يخشون من التقارير التي تنتهي بنقلهم والبطش بهم ووضعهم في قوائم سياسية سوداء" تعطل مشوارهم العملي في المستقبل.)


هيومان رايتس ووتش تقول أن انتخابات نزيهة في مصر أمر بعيد المنال.


أتسلى بتعذيب نفسي بترديد ما كتب على لافتة مبايعة:
" يا مبارك الشعب مقدر خطوتك... و اللي مش فاهم بكرة يقدر حكمتك"

لافتة أخرى تجعلني أضحك : " نعم لمبارك من أجل انهاض التعليم.. معهد "...." التعليمي.. يعلن عن بدء دورات الاستاذ "..." في مادة الفيزياء.. الأستاذ "..." في مادة اللغة العربية..."الخ"

أقاطع؟ ... أبطل صوتي؟ ... أمنحه لأحد منافسي مبارك؟ ... أتظاهر؟... أراقب و أسجل التجاوزات؟...

لم أقرر بعد...

حسني سيفوز...

أبداية أم نهاية؟؟