السبت، يوليو ٣٠، ٢٠٠٥

على هامش الخطاب

بداية اقرأ نص الخطاب


*بخ ! مفاجاة!



* انتخبوني

أو بصورة أكثر واقعية : (لا تنتخبوني لا أنا و لا غيري و سنقوم نحن - مشكورين - عنكم بهذا الواجب ، اجلسوا في بيوتكم آمنين سالمين معافين بعيدا عن وجع الدماغ ، و تحملوا زيادة ظهور صوري و خطاباتي في التلفاز حتى تمر هذه الفترة -فأنتم في مصر و تتحملون الكثير على أية حال- كما أن هذه الفترة تمثل موسم النفاق لهواة التسلق منكم. و نعدكم بأن يستمر الحال كما اعتدتم عليه. كل هذا تمثيلية طبعا كما أعرف و كما تعرفون ، ضغوط أمريكا و كلام فارغ مماثل، الخواجات يحبون هذه البروباجندا،و لكنكم اعتدتم على ذلك أيضا...
شكرا لكم،هيا! فليبدأ الممثلون/المخبرون في تمثيلية التلاحم الجماهيري...)



*نياهاها ! حديث الانجازات !

أخذ الرئيس يقول لنا كم هي عظيمة انجازاته في ساحة العمل الداخلي على مدى سنوات حكمه العديدة، معددا انجازاته في مجالات : البنية التحتية ، التعليم ، فرص العمل ، الكهرباء و المياه و الصرف الصحي ، الرعاية الصحية ، الزراعة ،التأمينات الاجتماعية ، الاهتمام بمحدودي الدخل ....
في الواقع ، وفر علينا حالنا تحت حكم الرئيس عناء مناقشته بخصوص هذه المنجزات. اذا كنت مقيما في مصر في غير برج عاجي فأنت بالتأكيد تعرف مدى و حجم الانجازات الرائعة السابق ذكرها ، و أنا واثق أن مجرد ذكر هذه المجالات متتابعة كفيل أن يقنعك أي موقف يجب أن تتخذه في الانتخابات القادمة.

*انتخبونا تجدوا ما يسركم
(سألغي قانون الطوارئ ! سأعدل الدستور ! سأقلل سلطاتي ! سأحيي موات الاقتصاد ! سأكافح الارهاب! سأحل مشاكل التعليم و الصحة و المعاشات و البطالة و المواصلات و المرأة و العشوائيات"ملحوظة : انظر قائمة الانجازات في الفقرة السابقة")

* لسة فاكر؟
ياااااااه! ءآلئن؟ ءآلئن؟
بعد 24 عاما يا سيادة الرئيس تتحدث أنك تريد اصلاح كل ما أفسدته سياساتك؟ سياساتك التي كنت حرا تماما في وضعها... هل كنت محروما من سلطاتك مثلا و لم تستعدها سوى اليوم فقررت أن تبشرنا أنك ستضغط على الزر الذي سيجعل كل شيئ أحسن بصورة سحرية بمجرد انتهاء الانتخابات؟
ياااااااااه! متأخر جدا !

*مش كفاية
مجرد الكلام العائم عن اصلاحات سياسية غير محددة ليس كافيا.... استبدال قانون طوارئ بآخر لمكافحة الارهاب ليس كافيا.... كلام يوحي بجمهورية برلمانية و تقوية مجلس الوزراء ليس كافيا... كلام كلام كلام دون أفعال... و حتى الكلام ذاته ليس متكاملا و لا يحمل أي ضمانات..

* لا أثق بك!
فرحت و رقصت و ضحكت حتى البكاء عندما أعلنت يا سيادة الرئيس نيتك أن يكون اختيار الرئيس بالاقتراع السري المباشر... ثم ضربت نفسي بحذاء قديم على أم رأسي لأنني كنت عبيطا و أهبل فعلا... رأيت كيف صيغت المادة 76 ، رأيت كيف سوقتها اجهزة اعلامك ، رأيت كيف تعامل معها برلمانيو حزبك ، رأيت كيف تعاملت قوات أمنك مع المتظاهرين يوم الاستفتاء عليها ، رأيت كيف تم الاستفتاء ، رأيت و رأيت و رأيت... و اليوم أجد من الصعب للغاية ان أصدق كلامك عن تعديل الدستور و الاصلاحات بعد أن شاهدت مفهومك للاصلاحات و التعديل...

* سلملي على التساوي
ألم يقولوا أن الاعلام سيحرص على تساوي الفرص بين المرشحين؟ أنتظر اذن أن أرى خطاب أيمن نور في التلفزيون و ان أرى الصحف الحكومية تمتلأ بصوره و تصريحاته....

* استجداء صناعة التاريخ
كان هذا ما شعرت به. يحاول الرئيس - في الحقيقة يحاول من يديرون حملته- أن يخلقوا مواقف تاريخية جليلة..

الرئيس يعود الى نقطة البداية... مدرسته الثانوية في الأقاليم... يلقي خطابا يغير مجرى التاريخ السياسي لمصر.

ها!

يفضل الرئيس الحالي لمصر سياسة الجمود أو سياسة عدم الفعل و ان قام بخطوة ما فهي عادة متأخرة و يضاف قبلها و بعدها ما يفرغها من مضمونها لتصبح كأن لم تكن...
تماما كما وصفه هذان المقتطفان...

مقارنة بلحظات تاريخية ثورية لناصر و لحظات تاريخية صادمة و جريئة للسادات ، فان هذه اللحظة نزع منها كل ما أحاط بها ، و كل ما قبلها و بعدها ، و خلفيات الوجوه التي شاهدناها فيها - نزع منها كل هذا أي ملمح يجعلها تاريخية ، أو حتى أي ملمح يدفعنا للشعور بأن أيا مما نشاهده حقيقي...

ربما أضاف المشهد شعورا بالأسى عند المتفائلين الذين تمنوا لو جاء خطاب مبارك بصورة مغايرة ليصنع تاريخا حقيقيا.. و لكن جاءت الصورة النهائية أشبه بتمثيلية كبيرة جعلت المشاهدين يتفنون في السخرية من كل ما أريد به أن يكون رمزيا و تاريخيا و جليلا: اسم مدرسة المساعي المشكورة ، المنوفية ، مشهد الالتحام الجماهيري

وجدت نفسي أتذكر كاريكاتير عمرو سليم و أضحك

لا أملك الا أن أنهي حديثي بأن أصرخ
لا لمبارك

هناك ٤ تعليقات:

Guevara يقول...

بصراحة ما قدرتش أكمل نص الخطاب للآخر لان الكلام كل مفداه: أنا عملت عشانكم كتير يا كلاب و لسة حظبتكم بس ادوني فرصة تانية

حسيت كأني ماسك عدد رجل المستحيل و مش عارف أخلصه.. و أدهم صبري مقطع الدنيا بطولات

بس لاحظت حاجتين : أولاً سيادة الريس كان بيوجه كلامه لفئات مختلفة من الشعب حسب ما فهمت الفئات دي هية:
الإخوة المواطنين ،الإخوة و الأخوات ،و السيدات و السادة مش عارف ما قالش اسمي ليه

لاحظت حاجة تانية : المنوفية هي مركز الكون و أي تغيرات إيجابية تحدث بالمنوفية هي انعكاس لتغيرات كونية عامة و اللي يقول غير كدة يبقى معارضة صفراء

يا عم بلا هجص

R يقول...

يبدو أنّه لم يتبقَّ سوى الخيار "السماويّ".
ويبدو أنّه صار وشيكاً.
ـ

4thH يقول...

رامي.
اتمنى ان تحذف تعليقك الاخير..
بعد الانتخابات قد يصبح متل هذا السطر دليل ادانه.. في مؤامره محكمه
خايف عليك

Tara يقول...

لخاطر الله يامحمد ،دير بالك على روحك