الجمعة، سبتمبر ٢٦، ٢٠٠٨

نص (نوعاً ما)

في مواجهة سؤال عدائي عن سبب اختياره لها بالذات
هز كتفيه وقال ما اعتبره إجابة واضحة: لأنها هي!

قوبل رده بالاستغراب والدهشة
-ممتزجين بالسخرية-
فاضطر للإيضاح
باذلاً مجهوداً ضخمًا
- ومستخدماً يديه كوسيلة شرح مساعدة-
لأنها
-قال-
هي!

لأنها عندما تحضر تنصرف فجأة كل الشياطين والعفاريت وأغلب كائنات عالم الهو السفلي -والأنا العليا أحياناً!-
ويحل الصمت على العالم.

ويحس بأنه يمكنه أن ينام بعينين مغمضتين، لأنها حتماً ستسهر لتحرسه.


ولأنها عندما حضرت
عاد- بعد طول غياب-
المذاق للطعام
والفتنة للعطور
والحنين للأغاني
والبهجة لعيون الاطفال
والغرور للقطط.

عادت الألوان للعالم، وأصبحت الأماكن أماكن.
وأمام العيون المغمضة ظهرت -أخيراً- الأحلام.
ولم تعد الدنيا أرضاً معادية.


توقف للحظة - ليرى وقع كلامه عليهم-
ثم أردف:

لأنه يحس أنها شريكته في ...
صمت باحثاً عن التعبير المناسب.
استبعد ألعاباً زوجية كالتنس الأرضي وتنس الطاولة
- وهو يتخيل نفسه يلهث بلياقة منعدمة-
وكاد أن يقول شريكة في جريمة قتل!
تقارب الرأسين، تبادل التفاصيل الصغيرة، السر الذي لا يعلمه أحد، ومصير مشترك.
لكن تحفزهم ، جعله يقول ببساطة:
شريكته في رحلة اسمها الحياة.

ثم قال ببطء:
ولأنني الآن عندما أفكر في الموت
-ولأول مرة!-
أصبح عندي سبب للحياة، أفاوض به رسل الميلانكوليا المعتادين.

باخت حماسته ، ولم يحب كل ذلك البوح بدخيلته
فأنهى كلامه بغمغمة - حاول أن يخفي الخجل بها-
قال أنه... اختصاراً يعني... يحبها...
وبطبعه المعهود، أعقب ذلك الإعلان بقوله.... نوعاً ما

السبت، سبتمبر ٢٠، ٢٠٠٨

تواصل

عندما عاد أخيرًا لذلك البيت ، اكتشف أن الهاتف مفصول من القابس، وأن الصوت لم يكن يتردد في أي أرجاء، وأنه كان في الواقع يتواصل مع جهاز الكتروني ما في سنترال...