الأربعاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٨

سعد عبود: يرقص كالفراشة ويلدغ كالنحلة.

النائب سعد عبود

في الأخبار قرأت عن حرمان النائب سعد عبود من حضور الجلسات حتي نهاية الدورة البرلمانية الحالية.

لا أعرف الكثير عن النائب سعد عبود. أعرف أنه أحد نائبين في مجلس الشعب عن حزب الكرامة - تحت التأسيس،وسيظل تحت التأسيس إلى الأبد غالباً- وأنه نائب عن دائرة ببا - بني سويف ، ولا شيئ آخر تقريباً.

لكن اسمه علق بذهني منذ ما يقارب العامين... لم أكن أكتب وقتها هنا، ولذلك احتفظت بمفكرة أسجل فيها أفكاري. وهذا ما كتبته بها وقتها:

(( قرأت خبرا في المصري اليوم عن مناقشة الرئيس مبارك لتطوير المنظومة الصحية . لفت نظري في ذات الخبر تبرع مبارك بثمن أربع أجهزة رنين مغناطيسي.

وقال عواد: إن الرئيس مبارك قرر تزويد أربع محافظات بأجهزة «أشعة رنين مغناطيسي» من ماله الخاص في مستشفيات قنا والوادي الجديد وأسوان والعياط وذلك بشكل عاجل عندما ذكر وزير الصحة أن إمكانيات الوزارة توفير وحدة واحدة من هذه الأجهزة.. فقال له الرئيس مبارك: إنه سيتبرع بها من ماله الخاص.

فكرت أن ثمن هذه الأجهزة ملايين وتساؤلت عن من أين له هذا ليمنح الشعب هذا البقشيش السخي؟

تذكرت الدكروري محامي الرئيس أيام الحملة الرئاسية 2005 وإقرار الذمة المالية للرئيس الذي هو من شروط الترشيح ، والذي لم يره أحد، ثم سرحت في تذكر ألعاب نور لتقديم أوراقه أولا للحصول على رمز الهلال، تعيين الدكروري كواحد من عشر أعضاء معينين في مجلس شعب 2005، نور في السجن، عواد المتحدث باسم الرئاسة وتصريحاته عن الاستفتاء. ثم عدت للتفكير:" طب ايه التفسير؟ هيفسروا حاجة زي دي ازاي؟ ايه"التفسير المزيف" اللي يفسروا بيه انه بيطلع من جيبه ملايين ويرميها للشعب وهوا افتراضا موظف حكومي؟"

بعد أسبوعين تقريباً:
كنت قد نسيت الموضوع تقريباً ، لأجد خبرا عن:
"أكد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أنه لا يجوز توجيه بيان عاجل لرئيس الجمهورية، لأن ذلك مخالف للدستور، والرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب، وجاءت تأكيدات سرور رداً علي البيان العاجل الذي تقدم به سعد عبود النائب البرلماني عن حزب الكرامة «تحت التأسيس» حول الذمة المالية للرئيس مبارك، مستنداً إلي ما نشر في بعض الصحف حول تبرع الرئيس لبعض المستشفيات، وأوضح سرور أن الرئيس مبارك يوجه ولا يتبرع من ماله الخاص، وقد ألقي توجيهاته بتدبير أجهزة أشعة مقطعية لأربعة مستشفيات، مؤكدا أن هناك مبالغة حدثت من وسائل الإعلام وأضاف: أردت تحقيق الشفافية لأسجل سابقة برلمانية يحمد عليها رئيس الجمهورية، وأكد عبود ضرورة أن تتحري وسائل الإعلام الدقة، وأنه لم يتوجه بالبيان بصفة شخصه، وتدخل سرور موضحا أن البيان العاجل لم يقدم بالطريق القانوني، وإنما فوجئ به علي المنصة، وأكد أن تقديمه يتم عبر تسليمه لمكتب رئيس المجلس وإبلاغ الوزير المختص لتقديم الرد، وعقب عبود قائلا: إنه تمت مناقشة الذمة المالية للرئيس جمال عبدالناصر في هذا المجلس، وتمت تبرئة ذمته المالية، وأضاف: رئيس الجمهورية يعنينا جميعا لأنه رئيسنا كلنا"



فكرت أن الخبر لفت نظر شخص ما كما لفت نظري، وفكرت:"ملعوبة يا عبود!". ليس لدي أي أوهام عن تأثير هذا. وأدرك أنهم "كفوا عالخبر ماجور" وأن العديد من هذه الملاعبات الذكية التي تكشف وتفضح قد قام بها نواب مصريون شجعان معارضون من الوفد والتجمع والعمل والأحرار والإخوان المسلمين على مدى تاريخ المجلس منذ السبعينات. ولكن هذه الأشياء لا تزال قادرة على بعث السعادة في قلبي، وخاصة الصورة المعبرة:
حمدين مبتسما في ثقة وتفهم ، ويتقرب إليه في قلق زكريا عزمي.

وفي نفس العدد نشر الخبر القديم ولكن بصيغة مناسبة أكثر : تدبير الأجهزة بتوجيه من الرئيس.))

أما الآن، فبدأت الأزمة التي انتهت بتجميد عضويته، باستجواب من عبود وجهه إلى رئيس مجلس الوزراء متهماً وزارة الداخلية المشرفة على بعثة الحج الرسمية باختلاس 115 مليون جنيه مصري من أموال الحجاج المصريين. قال في استجوابه أن" ضباط وزارة الداخلية المشرفين على الرحلة تربحوا من أموال الحجيج من وراء إشرافهم على حجاج القرعة المصريين في موسم الحج الماضي، قائلا إنهم أنفقوا أقل مما حصلوا عليه منهم بواقع 115 مليون جنيه، وأشار إلى عملية الإهمال الشديدة التي تعرض لها الحجاج من حيث الإقامة في أماكن بعيدة عن المشاعر، وتكبدهم أموالا للحصول على خدمات كان يتعين على بعثة الحج توفيرها لهم."
هبت العاصفة بعدها. رد مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية علي الاستجواب، ووصف اتهامات عبود لبعثة الحج بأنه كلام مرسل، وحذره من أن عليه أن يتحمل نتائجه. و تقدم بعدها حوالي 160 نائبًا من الحزب الوطني بطلب بمعاقبة النائب سعد عبود وحرمانه من حضور جلسات مجلس الشعب المتبقية من الدورة الحالية 2007/2008، طبقا للمادة 377 من اللائحة. واعتبر نواب الحزب الوطني أن سعد عبود خالف واجبات عضويته وحنث باليمين لأنه ـ حسب قولهم ـ وجه اتهامات كاذبة بجلسة 27 ديسمبر الماضي، حيث رمي ضباط وزارة الداخلية باتهامات ذكر فيها أنهم تربحوا وأخذوا رشوة وتواطأوا مع عدد من المسئولين في المملكة العربية السعودية، وحصلوا علي مبالغ مالية دون وجه حق، وقالوا إن ذلك لا يتفق مع السلوك البرلماني القويم، وحيث إن لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب طلبت منه مستندات علي اتهاماته ولم يقدمها، مما يؤكد إخلاله بواجبات عضويته، لذلك اقترح نواب الحزب الوطني طبقا للمادة 377 من اللائحة حرمان سعد عبود من حضور جلسات المجلس حتي نهاية دور الانعقاد الحالي في 2008.عم الغضب بعدها المجلس، ووقعت اشتباكات بالأيدي بين نائب من الحزب الوطني وآخر من الإخوان، وانسحب نواب الإخوان و١٠٦ نواب من جلسة مجلس الشعب، مرددين هتافات «باطل.. باطل»، فيما قدم نائب الوطني صابر عشماوي استقالته من الحزب الوطني احتجاجا علي ما جرى، و تدخل النواب لفض الاشتباك، وهدد سرور أي نائب يقترب من المنصة بإسقاط عضويته قائلاً:«اللي حيقرب مني جزاؤه سوف يكون إسقاط العضوية».
أعتقد أن هذا الغضب العارم مرده أن حج القرعة موضوع هام، فاختلاس أموال الحجاج سيراه معظم الناس ك"أكل مال النبي" ، فضلاً عن أن ملايين المصريين فعلاً سيهتمون بالموضوع، لأن قلة فقط من الأسر لم يسافر أحد افرادها أو معارفها أو يخطط أن يسافر أو يحلم أن يسافر إلى الحج، ويندر أن يجرب أحد حج القرعة المصري دون أن يرجع يحكايات فولكلورية طويلة عن البهدلة التي لقاها، والآن سيكون هناك من تشير بإصبعك نحوه لتفسير هذه البهدلة.
هذه التدوينة لتحية سعد عبود ، ولأنه ذكرني بالنائب عادل عيد رحمه الله. اقرؤوا له الفاتحة.
* اقرأ: حوار مع سعد عبود بعد تجميد عضويته، و فتحي سرور في تصريحات لاحقة.

السبت، فبراير ١٦، ٢٠٠٨

الاثنين، فبراير ٠٤، ٢٠٠٨

يوتوبيا

يوتوبيا - أحمد خالد توفيق - رواية - ميريت


لا أعتقد أن أحمد خالد توفيق في حاجة إلى تقديم ، فرواياته من إصدرارت روايات مصرية للجيب قرأها الملايين. كانت رواياته جزءً من ثقافة جيل كامل تكفي الإشارة إلى أحد مفرداتها ليتم التفاهم ( أتذكر ليلة طويلة على رصيف شارع عبد الخالق ثروت، في الثالثة فجراً كان الرصيف بارداً جداً وصلباً جداً ومرهقاً جداً، قلت ذلك لمن يجلس بجواري، فابتسم وقال لي أنها ساعة الذئب. ابتسمت له ، بينما تساءل ثالث تجاوز عمره الثلاثين عن معنى ذلك، فقلنا له أنها مصطلحات جيل أصغر). كانت رواياته هي أول مكان قرأت فيه أسماءً مثل كونديرا وكامو وصنع الله إبراهيم وماركيز...الخ. كنت مقتنعاً أنه قادر على أن يكتب أكثر ، وتعزز رأيي بقراءتي لمقالاته المتميزة المنشورة في الدستور أسبوعياً. لذلك كنت سعيداً بصدور أولى رواياته: يوتوبيا.





تدور أحداث الرواية في المستقبل القريب، حيث ينعزل الأغنياء في مجتمع مسور في الساحل الشمالي اسمه يوتوبيا يحميه المارينز، بينما "الأغيار" يمورون خارجه. لا يهتم المؤلف بالإشارة إلى أسماء قد تشير إلى شخصيات ومجتمعات حالية، وتحمل أولى الصفحات اعتبار أي تشابه مماثل محض مصادفة غير مقصودة، على الرغم من أنه يؤكد إيمانه " يقيناً أن هذا المكان سيكون موجوداً عما قريب".



يقدم المؤلف صورة كابوسية للمستقبل: فسكان يوتوبيا انحطوا إلى ما يشبه الحيوانات الشهوانية. لا تاريخ ولا هوية ولا أخلاق ( باستثناء أخلاق رأسمالية بالحفاظ على الملكية الفردية لبعضهم). يحيون محاولين استخلاص كل لذة ممكنة من الحياة من الطعام والجنس والمخدرات، معانين من الملل الذي يتغلبون عليه بالتسلي باصطياد الأغيار.


أما الأغيار فيحيون في أطلال مدن مصر القديمة. كل شيئ انهار: لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي. عالم بلا قانون ولا دولة، عصابات مخدرة بمخدرات رديئة تتصارع كالضباع للبقاء على قيد الحياة. سوقية وجنس ووحشية وجريمة. لا تاريخ ولا هوية ولا أخلاق ولا دين فكل هذا يعد ترفاً.

ذكرني هذا بآلة الزمن وثنائية الإيلوي الخانعين الضعفاء فوق الأرض، والمورلوك المتوحشين العاملين تحت الارض. لكن كلاً من الروايتين ابنة عصرها، فرواية ويلز تفكر في مستقبل البشرية في المستقبل البعيد متأثرة بأفكار النشوء والارتقاء والأفكار الاشتراكية ( كان ويلز اشتراكيا فابياً). بينما تفكر يوتوبيا في مستقبل مصر القريب. يمد المؤلف الخط إلى آخره وصولاً إلى القبح المطلق. نجد مظاهر نعرفها وقد توحشت وشملت كل شيئ. المفردات المصرية المألوفة لنا: (الشوارع الغارقة في الصرف الصحي، مجرمو المناطق العشوائية، مدمنو الكلة، الطعام الرديء المغشوش، انهيار الطبقة الوسطى، الشباب متعاطو المخدرات، المجتمعات المسورة - اقرأ عنها دراسة إيريك دينيس في كتاب القاهرة الكوزموبوليتانية- ، الأثرياء المحتكرون المتعاملون مع إسرائيل...الخ ) تتضخم بصورة كابوسية وتبتلع كل شيئ آخر. يتحول الكل - فقراء وأثرياء- إلى كتل من البروتين الحيواني الذي تحركه الغرائز في عالم بلا رحمة.

يروي المؤلف الرواية على لسان بطلين ، أحدهما من سكان يوتوبيا والآخر من الأغيار. تتعاقب فصول الكتاب ليكون كل منهما الراوي الشخص الأول في أحدها. وضع المؤلف كلاً منهما في مقابلة الآخر. كلاهما يقرأ في عالم لا يقرأ، ويعرف أكثر من المحيطين به، قبل أن يدفعهما للقاء بعضهما. بطل الأغيار هو ابن الطبقة الوسطى القديمة الذي لا زال يحتفظ بنقطة مضيئة وسط صدره رغم كل القبح الذي يحيا به. بطل يوتوبيا واقعي جداً ولا يزيده إدراك العالم إلا قسوة. حرص أيضاً على أن يضع كلاً منهما في مواقف متشابهة ليكشف عن تصرفاتهما المتباينة في حبكة متقنة ومثيرة يتيميز بها المؤلف.

الرواية كابوسية لكنها أيضاً قاسية جداً. يصيح بطل الأغيار:


"ثمة شخص جمع الأوغاد والخاملين والأفاقين وفاقدي الهمة من أرجاء الأرض في وطن قومي واحد هو مصر... لهذا لا تجد في ألمانيا وغداً... لهذا لا تجد في الأرجنتين أفاقاً... كلهم هنا يا صاحبي........هأنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى صرتم تأكلون الكلاب !.. لقد أنذرتكم ألف مرة .. حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان ونبوءات أورويل وهـ .ج. ويلز..لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة وتنامون ... الآن أنا أتأرجح بين الحزن على حالكم الذي هو حالي، وبين الشماتة فيكم لأنكم الآن فقط تعرفون .. غضبتي عليكم كغضبة أنبياء العهد القديم على قومهم، فمنهم من راح يهلل ويغني عندما حاصر البابليون مدينته .. لقد شعر بأن اعتبارهقد تم استرداده أخيرًا حتى لو كانت هذه آخر نشوة له .. إنني ألعنكم يا بلهاء .. ألعنكم !"

بينما يقول بطل يوتوبيا:


"يا لقذارتك.. يالقذارتك.. ليس فقرك ذنبنا... ألا تفهمين بعد أنكم تدفعون ثمن حماقتكم وغبائكم وخنوعكم؟... عندما كان آباؤنا يقتنصون الفرص كان آباؤكم يقفون أمام طوابير الرواتب في المصالح الحكومية . ثم لم تعد هناك مصالح حكومية.. لم تعد هناك رواتب.. أنتم لم تفهموا اللعبة مبكراً لهذا هويتم من أعلى إلى حيث لا يوجد قاع... ما ذنبنا نحن؟.. عندما هب الجميع ثائرين في كل قطر في الأرض، هززتم أنتم رؤسكم وتذرعتم بالإيمان والرضا بما قسم لكم.. تدينكم زائف تبررون به ضعفكم... أنتم أقل منا في كل شيئ ... هذه سنة الحياة... يجب أن تقبلوها... لم يعد أحد قادراً على تغيير أي شيئ"



تبقت لدي ملاحظتان عن الرواية أولاها هو تفكير في أن انهيار الدولة الحديثة ومؤسساتها قد يعني حرب الكل على الكل كما يرى هوبز ، وكما شاهدنا في العراق، لكنه ربما أيضاً يعني ظهور بنى تنظيمية أخرى للمجتمعات ، سواء كانت استعادة لبنى تقليدية مفككة أو بنى جديدة تماماً.

الثانية هي اقتباس طويل من حلقة من برنامج مع هيكل:

"شيمون بيريز العتيد رئيس دولة إسرائيل الحالي، وبيقول له إيه؟ بيقول له في صراع قادم في الشرق الأوسط، لأنه بقى في الشرق الأوسط، في العالم العربي وهو ملحوظ وهو لاحظه وهو ينزل بالطائرة فوق القاهرة، لاحظه جدا، لأنه لاحظ أنه في ملاعب غولف كثيرة قوي حوالين القاهرة ما يسمى بالمنتجعات الحديثة، ولاحظ في جبال من الزبالة جنب عشوائيات، وقال له شيمون بيريز بيقول أنه هو يتصور أن إسرائيل، أمل إسرائيل معلق بملاعب الغولف، التعامل مع أصحاب ملاعب الغولف وليس معلق بالزبالة، بمقالب الزبالة بالعشوائيات. وبيقول أنه إيه؟ بيقول حاجة غريبة قوي، بيقول أنه هنا، مع الأسف الشديد، أكره أقول، إن التدين هنا، مش حيجيب كلمة الإسلام، إن التدين هنا نحن لا نستطيع أن نتعامل معه، لكن ملاعب الغولف هنا فيها التكنولوجيا والتكنولوجيا أقدر على فهمنا، الناس العايشين فيه، والتعامل معنا. وأنا قلت، تدخلت وقلت، قلت للورد باتين وده كان كلامي وهو سمعه مني وكلهم سمعوه مني، قلت لهم في هناك في ناس كثير قوي خايفين على مستقبل الطبقة المتوسطة في العالم العربي بيسألوا أين هي، وأنا بأقول الطبقة المتوسطة موجودة وهي تنمو لكنها غيرت مواقعها، إحنا كنا نبص عليها زمان في مواقع الوظائف، وظائف الحكومة، والقضاء، والتدريس والمدرسين أساتذة الجامعة، وإلى آخره الطبقة المتوسطة، لكنها انتقلت، وشيمون بيريز له حق في جزء معين أنها انتقلت من مواقعها إلى مواقع جديدة، ممكن يكون في قربها مواقع غولف، وممكن تكون بتفهم التكنولوجيا، لكن حتى هذه الطبقة المتوسطة أكثر من سوف يدرك حجم المطلوب للأمن القومي العربي وأن تقف هي وتدافع عنه، أظن بمقدار ما تنمو في مصالحها، بمقدار ما تطمئن، بمقدار ما عندها أمن، بمقدار ما عندها ديمقراطية، بمقدار ما عندها مشاركة، أنا أظن أن الطبقة الوسطى العربية والموجودة قرب ملاعب الغوف والفاهمة للتكنولوجيا سوف تعرف صراع التحدي وصراع الحياة الذي يتمثل بالدرجة الأولى في أمن قومي عربي يعرف أهدافه ويعرف كيف يدير صراعاته ويعرف مصادر التهديد التي يمكن يواجهها"

ختاماً، هي - دون شك- رواية تستحق القراءة.

* ملحوظة هامشية: هناك بالفعل، مدينة مسورة في السادس من أكتوبر تحمل اسم يوتوبيا ....

الأحد، فبراير ٠٣، ٢٠٠٨

يوميات حرب لبنان

حالة الحصار - عبد الإله بلقزيز


فواز طرابلسي - عن أمل لا شفاء منه - يوميات حصار بيروت 1982 - رياض الريس للكتب والنشر


عبد الإله بلقزيز - حالة الحصار - شهادات عن الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006- دار الآداب

عن أمل لا شفاء منه - فواز طرابلسي أتيحت لي الفرصة مؤخراً أن أقرأ الكتابين سوياً. توقفت كثيراً لأتأمل التشابهات والاختلافات بين الحربين. ما بدا كقدر لا يتغير، النيران تنهال على المناطق ذاتها، والمهجرون يقصدون الملاجئ ذاتها، أسماء اللاعبين الدائمين، وأولئك الذين اختفوا، من غيروا مواقعهم، ومن أدى دورهم خلفاؤهم.

تشاؤما ويأسا في الكتاب الأول ، وفرحا وفخرا في الكتاب الثاني. وفي الحالتين الغضب.

أفضل يوميات قرأتها من لبنان هي يوميات مدونة " نوادر من جمهورية موز". اضغط هنا لتقرأ - من أسفل الصفحة إلى أعلاها- ما كتبته أثناء حرب العام 2006.