السبت، مايو ٢٨، ٢٠٠٥

حداد


(نقلا عن رحاب)

دعوة من رابطة الأمهات المصريات

مصر كلها سترتدي السواد الأربعاء 1 يونيو 2005

أيها المواطنون الشرفاء أبناء مصر

يوم 25 مايو -يوم الاستفتاء - تعرضت النساء والفتيات المشاركات في مظاهرات سلمية تطالب بالديمقراطية في القاهرة أمام نقابة الصحفيين في القاهرة للتحرش والانتهاك الجنسي في الشارع وعلى الملأ على يد بسطاء مأجورين من بلطجية الحزب الوطني وتحت إشراف من لواءات وزارة الداخلية. وقد قررنا نحن الأمهات المصريات اللاتي يحلمن بمستقبل أفضل للوطن وحياة أفضل لأولادنا أن ندعو الشعب المصري كله يوم الأربعاء القادم ا يونيو إلى الخروج من منازلهم كالمعتاد لكن وهم يلبسون السواد، في طريقهم مثل كل يوم إلى مصالحهم وأماكن عملهم أو قضاء حوائجهم اليومية، كل مواطن يستنكر ما حدث ولا يقبله مسئول أمام الله حتى لو لم يكن ناشط سياسي أو لا يهتم بالعمل العام، ندعوه فقط للخروج في هذا اليوم من بيته ليوم عادي لكن مرتدياً اللون الأسود.. وأن يخبر من حوله ويدعوهم ويشرح لهم أهمية هذا الاحتجاج العام الرمزي، وأما النشطاء فندعوهم في كل محافظة من محافظات مصر إلى تنسيق التجمع السلمي الصامت أمام نقاباتهم أو في حرم جامعاتهم أو في الأماكن العامة التي يتفقون عليها- صامتين في وجوم تام في ملابسهم السوداء

الأمهات المصريات ليست حركة سياسية، إنها صوت الأغلبية الصامتة من النساء ربات البيوت والعاملات، لكنهن يدركن اليوم أن الداخلية قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأن الصمت اليوم جريمة ولا بد من وقفة صفاً واحداً وشعباً واحداً للدفاع عن المرأة والبنت المصرية

مطلبنا واضح وهو مطلب واحد: استقالة وزير الداخلية

مصر كلها سترتدي السواد في صمت وهدوء يوم 1 يونيو من أقصى بحري لأقصى الصعيد، رجالها ونساءها شبابها وكهولها، في شوارعها حزن وفي قلبها جرح، والمطلب الشعبي هو ببساطة استقالة وزير الداخلية، لقد وقفنا نشاهد ما يجري فترة طويلة لكننا قررنا أن نخرج الأربعاء القادم، لأول مرة، وبقوة، دفاعاً عن أعراض المواطنات المصريات من بنات وسيدات في أقسام الشرطة وفي الشارع وفي المظاهرات

يوم 1 يونيو مصر كلها ستتشح بالسواد من أجل بناتنا اللاتي تم الاعتداء عليهن وتقطيع ملابسهن في الشارع لأنهن جرؤن على أن يقلن كفاية بدلاً من الصمت، سنخرج هذه المرة -ونحن لسنا من حركة كفاية- لنقول للداخلية التي كان دورها حمايتنا: اللعبة انتهت

يوم حداد شعبي صامت ومطلب وحيد: استقالة وزير الداخلية

إما أن نعود بعدها لبيوتنا وحياتنا اليومية في هدوء المصريات ونضالهن المعتاد من أجل لقمة العيش والأسرة والأولاد كما سارت الحياة منذ فجر هذه الحضارة وطوال تاريخ هذا الوطن المسالم الذي ينشد أهله الأمن، أو نفكر في خطوة تالية إذا لم يتحقق مطلبنا هذا

إننا نؤكد أننا لسنا من حركة كفاية ولا ننتمي لأية قوة سياسية شرعية أو محجوبة، لكن حين تدفع المرأة المصرية ثمن مشاركتها السياسية حرمة جسدها وعرضها فإن كل أم مصرية بل مصر كلها ستخرج وهي ترتدي ملابس الحداد لتقول لوزير الداخلية

نريد استقالتك..اليوم..الآن

موعدنا جميعاً الأربعاء 1 يونيو.. يوم عادي.. لون ملابسنا أسود..في هدوء..وصمت مر..من أجل مستقبل حر

*اللافتات من تصميم ألف

*حسب موقع العربية ، فان من بدأت الدعوة السابقة هي هبة رؤوف عزت

الخميس، مايو ٢٦، ٢٠٠٥

صيام عن التدوين

شكرا صاحب الأشجار



تفاصيل الحملة من لجنة حماية المدونين هنا

كتابة سابقة عن اعتقالات ايران للمدونين

الثلاثاء، مايو ٢٤، ٢٠٠٥

ماذا ستفعل غداً ؟

الاستفتاء على التعديل الكوميدي غداً....

ناقشت الموضوع سابقاً ، و قرأت آراءكم ....

معظم من التقيتهم و سألتهم عن رأيهم في الاستفتاء أبدوا اهتماما بنقطة واحدة : هل سنحصل غدا على عطلة رسمية؟

كفاية و أحزاب المعارضة و الاخوان يدعون للمقاطعة بقوة.... ( اكتشفت اليوم موقعا اخوانيا خصص لمقاطعة الانتخابات!)

عن نفسي ، قررت أن أذهب و لكن لم أقرر ما اذا كنت سأكتب كلمات أغنية السح الدح امبو على بطاقة التصويت أو سأكتفي بمجموعة من الشعارات المطالبة بالديموقراطية....

قرار صعب....

السبت، مايو ١٤، ٢٠٠٥

بدون عنوان - 3

*سيادة الرئيس.. من يوم ان توليت سنة ,1981 وحتى اليوم تم في عهدك بناء 4000 مصنع, وفي هذه الفترة ظهر 31 ألف رجل اعمال.. كل هذا جيد, لكن هناك شكوى من رجال الاعمال انفسهم, وهي ان الاجراءات الحكومية, التي مازال الرئيس يحاربها, ويكافحها, لا تزال موجودة, ويقولون ان ثمانين في المئة من وقتنا يضيع في التعامل مع هذه الاجراءات ومع الروتين الحكومي الا ترون سيادتكم ان هذه الاجراءات تشوش على انجازاتكم بالفعل, وان الوقت قد حان للحد من اضرارها, وتسهيلها?

يجوز ان هذا الوضع كان موجوداً منذ فترة.وحالياً عندما يأتي المستثمر للعمل في مصر فإن اوراقه تنتهي في فترة قصيرة جداً, ولم تعد هناك مشكلة في انجاز المعاملات كما كان في السابق. طبعاً ستلاقي هناك مشكلات من قبل بعض صغار الموظفين, ولن تستطيع ان تغير فكرهم مرة واحدة فهؤلاء بشر, لكن الاجراءات اصبحت اسرع مما كانت في الاول. في الأول كانوا يضعون المستثمر المحلي والخارجي في دوامة مقلقة وليست ذات معنى.. يطلبون منه موافقات من مكانات عدة. المهم ان هذا المستثمر يضعونه في دوامة غير مبررة ويغلبونه ويتعبونه.. الاوضاع الآن لم تعد كما كانت عليه في السابق, وان كانت لا تلبي الطموح الذي نريده والمستثمر لم يعد يدور بين الوزارات لاستكمال الاجراءات, المتعبة التي خفت عما كانت عليه وستخف اكثر وخصوصاً فيما يتعلق باجراءات تسجيل الاراضي, واخذ الرخص. لكن ليس هذا ما نريده. نريد ارادة وادارة نشطة ومريحة وستأتي. اليوم افضل من الامس, وغداً سيكون افضل من اليوم, واؤكد لك هذا.

*في السابق سيادة الرئيس كانت هناك متابعات شخصية منكم, مع رجال الاعمال المصريين وحتى رجال الأعمال العرب عبر لقاءات مباشرة وكنت ايضاً تقوم بزيارات ميدانية للمصانع.. هل مازلتم تواصلون هذه اللقاءات والزيارات والمتابعات?

مازلت ازور المصانع من آن لآخر من اجل ان اشجع الصناعة في هذا البلد.. زرت مصانع في منطقة 6 اكتوبر, وآخر زيارة كانت إلى بني سويف والمنيا, من اجل ان اشجع, وان يرى الناس ان هناك مصانع تعمل في هذه المناطق, وهي مصانع جديدة, وهناك امتيازات جيدة جداً تعطى لهذه المصانع. عندنا الآن مدينة جديدة في اسيوط ومدينة جديدة في اسوان, وعندما ستنهض وتقوى سأذهب الى زيارتها. عملي الآن هو المتابعة, إما مباشرة او بواسطة جهاز الهاتف.. لقد اكتشفت ان زياراتي ادت الى زيادة المصانع وانتشارها وهذا امر يسعدني بالتأكيد لا تنس أخ أحمد ان ما يحدث في عالمنا العربي ينعكس علينا, وكانت مشاغلنا كثيرة في تلك الفترة, ويعلم الله انها كانت فترة مرهقة, وكان لمصر نصيب الأسد من متاعبها.

*هل تتابع عبر لقاءات مع رجال الاعمال ايضاً. ذلك ان هؤلاء هم المعنيون بالاستثمارات, على انواعها, وبالذات الاستثمار الصناعي, وهم الذين تعترضهم المشكلات المفروض ان تكون في متناول علمكم?

عندما يحتاج احدهم شيئاً, او تعترضه مشكلة التقي بهم.. واحياناً انا التقيهم عندما ازور مواقع عملهم, ومدنهم.. رجال الاعمال لم تعد لديهم طلبات يفترض التفرغ لها, واذا كانت هناك طلبات فإنها تدلل على الرفاهية ولا تتصل بالضروريات, فمثلاً كأن يقولون لي انتم ¯ أي الحكومة ¯ كنتم ستعفون عن وعن, فأقول لهم هل تريدون ان تأخذوا كل شيء ولا تريدون ان تدفعوا شيئاً ولا ان تدفعوا الضرائب! هناك اشكالات حدثت على مستوى جمع الضريبة, وسمعت الشكاوى منها, لكن المهم انه تم التوصل إلى حل لها, ولم تأخذ طريقها إلى المحاكم, ومرئيات الحكومة حول هذه الاشكالات صائبة لقد قلت لهم عليكم أنتم رجال الأعمال ان تساعدوا ايضاً, ولكني اقول لك ان مثل هذه الطلبات المرفهة كانت تأتينا في السابق. رجل الاعمال الذي لديه شكوى يرسلها لي, او يكلمني حولها بالتلفون, فأنادي عليه, وارسل في طلبه. مثلاً منذ شهر ذهبت الى برج العرب, لأقابل رجال الاعمال هناك فلم اجد ان لديهم شكوى حول سير التعامل بينهم وبين الدولة, لكن لهم رأي حول بعض المنغصات نتحاور حولها ونزيلها. وفي 6 أكتوبر, عندما اقابلهم لا اسمع منهم شكاوى من ذلك النوع الذي يمكن ان يعيق عمل رجل أعمال طموح, أو رجل اعمال واثق من نفسه, ومدرك أهمية العمل الذي يديره.

*سيادة الرئيس.. يجوز ان شكاواهم من الاجراءات الحكومية الطويلة المعقدة هي الأساس?!

الإجراءات الحكومية اختصرت كما قلت ومستعدون لسماع أي رأي حولها, ولم تعد كما كانت في السابق.. لقد تعبنا لاختصار هذه الإجراءات, ومازلنا نعاني في هذا المجال, لأننا نتعامل مع بشر وليس فقط مع نصوص إجرائية, ويومنا أفضل من أمسنا, وكل يوم نرى العيوب الموجودة نصلحها, والدنيا لم تخلق في يوم واحد. المهم أننا في اصلاح دائم, وان كنا نخطئ فمن باب ان من يعمل يخطئ.

*قبل عدة سنوات, سيادة الرئيس, قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته »مصر تتحدث عن نفسها« أنا إن قدر الإله مماتي لن ترى الشرق يرفع الرأس بعدي..« والظاهر الآن أن رأس الشرق الأوسط كله غير مرفوع, فهل هذا مؤشر على أن مصر ماتت بدليل الرأس غير المرفوع للمنطقة.. منطقة الشرق الأوسط?

أنا لن أقول لك إن مصر ماتت أو صحت.
قضية الشرق الأوسط هي أكبر قضية تبذل فيها مصر مجهوداً مكثفاً. وآخر هذه المجهودات هي اجتماع أبومازن وشارون في هذه الغرفة (مشيراً إلى غرفة مكتبه التي نلتقيه فيها). كنا قد اتفقنا مع شارون على بعض النقاط, كان أبومازن يعرفها, وفي هذه الغرفة قلت للاثنين اذهبا إلى طاولة التفاوض وتفاهما, لأنهما سيزايدان مادمت مشاركاً لهما في الحضور. وخرجا من مفاوضاتهما الثنائية وعلامات الارتياح بادية عليهما. أثناء تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان, تجد نفسك تتعامل مع أناس يفجرون من هنا ومن هناك, من جانب بعض الفصائل الفلسطينية تحديداً, لكن هناك التزام, قد يتأخر العمل بموجباته, لكنه موجود. لكن من الذي بذل مجهوداً في هذه القضية? لا أريد أن أذكر دولاً, ولو لم نكن نحن وراءهم ما كان هذا الذي يحصل الآن قد حصل, وبعد أربع سنوات من الجهود المصرية المكثفة. الآن بدأوا يسمحون بدخول الفلسطينيين لتشغيلهم في إسرائيل, والمفروض أن إسرائيل ستسلمهم غزة, لكنهم بين حين وآخر, يطلقون صواريخ هنا وهناك, فيؤخرون تسليم القطاع إلى أغسطس. ورغم ذلك نحن نتكلم مع الاسرائيليين حول هذه القضية, ونتكلم مع الأميركيين أيضاً.
ودعني أتوجه إلى الشرق الأوسط الذي تقول إنه منكس الرأس. أولاً مصر لم تمت. مصر تاريخ عظيم. شعبها له حياة تاريخية حافلة, ولا تنس أنه شعب حضارات, وكل يوم نكشف آثارها وأبعادها. وفي هذا الشرق مصر موجودة بقوة الآن, وديبلوماسيتها النشطة لا أحد يستطيع إنكار مرجعيتها الدولية, واذا نكس الشرق رأسه فلا يعني ان مصر ماتت.

*سيادة الرئيس... كثيرون الذين تابعوا حسني مبارك من السياسيين في المنطقة قالوا إن خطة الرئيس المستقبلية هي العودة إلى الرئاسة لإحداث الإصلاحات, لكن فجأة أعلن عن تعديل المادة 76 من الدستور هل جاء هذا القرار استحقاقاً محلياً أو ضغطاً دولياً?

عدنا في سؤالك إلى هواجس الذين لا يعرفون قراءة ظواهر الأشياء.. أو منطوق ما يطرح.. أخ أحمد دعني أضفلك وأضع قراءك في قصة طلب تعديل المادة 76:
أولاً: هذا الموضوع موجود في حساباتي شخصياً قبل أن يتحدث أحد عن الإصلاح الداخلي وأقول لك بالمناسبة إن الموضوع في بالي منذ فترة لأني أريد أن أصنع شيئاً للمستقبل. اليوم الحزب الذي يملك الأغلبية, لا أدري بعد سنين قد يفقد أغلبيته.
ومن يوم أن بدأت ولايتي الحالية وأنا أفكر ماذا يجب أن أعمل. وجدت أن الأحزاب تتحدث عن التعديل, وعن تأجيل التعديل للسنة القادمة? وفكرت هل ستكون الأحزاب جاهزة السنة المقبلة, أو السنة التي تليها لتحضير مرشحين, ولأجل أن تؤهل مرشحاً لمنصب الرئاسة? في دول العالم يوجد هناك وزراء ظل, وهناك من يشغل هذا المنصب أو ذاك , نحن في مصر لا يوجد لدينا شيء من هذا, والاحزاب عندنا غير متعودة على شيء من هذا. فجئت السنة الماضية ,2004 افكر في الموضوع, وبالذات في شهر فبراير ولا أدري وربما لحسابات كثيرة, ولا تخصني, ولا مصلحة لي فيها, وأنا لا أهوى المنصب , فانا اعتبر الرئاسة هماً وحملاً ثقيلاً, لكن وجدت أني اتحمل مسؤولية, ومادمت قد وضعت في صميمها فعلي أن اتحملها بأمانة ونقاء واخلاص للذين حملوني إياها فقلت لكمال الشاذلي أبلغ جماعتك من رجال القانون اني أفكر في كذا (تعديل المادة 76 من الدستور),فقال لي اذن سنبدأ بالتجهيز لهذا الموضوع , فطلبت منه ان ننتظر قليلاً ولا أعرف لأي أسباب يومها , لكني قلت لنفسي : لأجل ان تكون الاحزاب كادرات تحتاج الى وقت طويل, فلنستغل الفرصة, لم يكن احد يعرف إلا نحو خمسة الى ستة من خبراء القانون الدستوري.
وكل واحد منهم يعمل لوحده, ودخلت عليهم على انفراد وابلغتهم بماذا أفكر فيه, من أجل ألا يتسرب الخبر, كل الاحزاب كانت تتوقع تاريخاً آخر وربما انتظار السنة المقبلة لم نكن نتوقع شيئا من ذلك في هذا الوقت, لكني ذهبت الى المنوفية واعلنت الخبر, طبعا في وقت لاحق, الدول في الشرق وفي الغرب, استنفرت ولم تكن مصدقة, حتى الأميركيين انفسهم لم يكن في علمهم هذا إلا الذين ابلغتهم القرار قبل اعلانه بساعتين. لقد لجأت إلى هذا التدبير حتى لا يقال ان هناك من ضغطوا علينا. لقد فوجئ الجميع في الداخل والخارج ولكني أردت ذلك. القرار هو قرار ذاتي, ولم يتخذ تحت الضغط الداخلي أو الخارجي, بل تحت ضغط الشعور الذاتي بأنه جاء في وقته. لقد حملت أمانة يعلم الله كم كانت مرهقة ومضنية, لكن شعب مصر يهون لأجله كل شيء, فهو أبو التضحيات.. شعب صبور سينال جزاء صبره عزة وسؤدداً.

*سيادة الرئيس .. أفهم ان قرارك بالتعديل الدستوري لم يكن ناتج ضغط محلي او تلبية لاستحقاق دولي?

لا .. لايوجد ضغط.. محلياً , قالوا إن التعديل سيكون السنة المقبلة, فقلت في نفسي لماذا السنة المقبلة, اعملها الآن لأجل ان تصحو الأحزاب, ويومها لم تكن هناك مظاهرات حول هذه القضية, وكنت استطيع ان اظل ساكتاً, و لا أعمل شيئاً, والناس ساكتة تماماً , قلت لا. اعلان القرار قد يسبب بعض الصداع لكن الناس ستصحو بالتأكيد, وهذا ما أردت بلوغه, أي تحريك السكون واثارة الحراك السياسي.
أنا في النتيجة مواطن, ومطالبي من دستور بلدي هي مطالب أي مواطن عادي وكوني اتحمل المسؤولية بأمانة صادقة جاء القرار وجاء الاعلان, أنا سعيد بالحوارات والحراك الذي حصل, واحدثها القرار ,شرط أن لا تمتد الى جوانب سلبية تخلق ما يؤدي إلى الاضرار بمصالح الدولة المصرية, وهي مصالح نحن أمناء عليها كما الجميع ممن يتمتعون بالنقاء الوطني, ويملكون القدرة على استقراء مستقبل النمو وآفاق الاقتصاد المزدهر.

*لكنك فتحت المجال لقيام حوارات وصلت حد البذاءة والحرية المعطاة للحراك السياسي سمحت بالتطاول على شخصك!.. بماذا تفكر وانت ترى اناساً يقولون »كفاية« وآخرون »مش كفاية«,مع اني اقول لك ان هؤلاء المتظاهرين لا يشكلون الا جزئية بسيطة من مجموع الشعب المصري, وجيد منك انك كنت واسع الصدر ولم تفرقهم بالقوة?

هذه العملية لا تشغلني لأني أعرف من يقف وراءها, سواء تظاهرات »كفاية« أو غيرها.

*سيادة الرئيس.. نفسياً ألم تتأثر من هذا التطاول على شخصك?

لا أهتم, بل ولا تهمني كل هذه الشتائم, ودعني أقول إنني لا اقرأ الغث منها.

*سيادة الرئيس ما سر تحالف الاخوان المسلمين, مع التكفيريين, مع الناصريين ومع جماعة »حزب الغد« واجتماعهم ضد الرئاسة وضد الرئيس?

تستطيع أن ترى وتقدر من يقف وراءهم. هناك أسباب لاجتماعهم وأنا أعرفها, لكن ما يهمني هو مصلحة الغالبية العظمى...

*الناس لا تريد أن يكون الرئيس حسني مبارك متأثراً من هؤلاء, أو يعتبر تحالفهم مبادرة قلة وفاء من شعب مصر?

عندك 72 مليون, أركز جهدي كله من أجل أن أكفيهم, وأن يعيشوا بكرامة, بقدر ما أستطيع, البلد يزيد مليون وثلاثمئة ألف نسمة كل سنة, تخيل طلبات هؤلاء لوحدهم كم تبلغ. والسنة المقبلة سيزيد هؤلاء بنفس العدد. في بداية ولايتي كان عدد السكان 42 مليوناً, اليوم بلغ 72 مليوناً نعم.. تقول لي هناك بطالة, نعم أقول لك هناك بطالة. مكافحة البطالة بحاجة إلى استثمار. بالمظاهرات التي نراها سيهرب المستثمر, يعني أن البطالة ستزيد وتتفشى بين الناس, ومن هنا, ولهذا السبب يبدأ تأثري, وليس لأي شيء آخر يزعج هذا الوضع ولو أنه لن يؤثر على مسار الدولة, إلا أنه يخلق حالة تباطؤ في التوسع الاستثماري. إذ نظمت مظاهرات, وتوجهت نحو المصانع, والمرافق وخلق حالة شغب ستقع المصيبة. آلاف العمال والأطباء والموظفين والمهندسين الذين يعملون في هذه المصانع والمرافق سيتوقفون عن العمل, يعني مافيش مرتبات أي البطالة زادت, المفروض أن نراعي مصلحة الشعب.
أنا أتحمل كثيراً, لأجل تجنب الهزات. وعندما يأتي أحدهم ويشاغب بشكل غير مدروس سيأتي المستثمر المحلي ويقول لا يا عمي.. كفاية لن أطور مصنعي, لأني لا أعرف ماذا سيجري بعد, ثم عندما يصدر بضائع يقبض فلوسها في الخارج ويفتح حسابات في الخارج. بالتدريج تتراجع الحالة ونكتشف أن البطالة تضاعفت, والذين يتظاهرون ويريدون التكسير والتخريب هم السبب ويقولون لك بطالة, انتم الذين تضاعفون البطالة.. العالم المتحضر عندما يلاحظ حالة غير مرغوبة يحتج ويشتكي, ويقال له هذا الامر ممكن وهذا غير ممكن, وهذا قانوني وهذا غير قانوني لا يوجد قوة خارقة تفعل كل شيء هذه هي امكاناتك ارني ماذا ستعمل? هذه السنة نحن خفضنا الموازنة على الحكومة بشكل لا تتصوره لاجل ان نوفر زيادة نصرفها في التعليم وفي الصحة وفي الجامعات العملية كما ترى ليست بالبساطة التي يتصورونها انها الشغل الشاغل الذي يستأثر بكل تفكيري مش هذا شتم او هذا تظاهر.
واضح ان المظاهرات غير المبررة لا برامج لها, انها تقوم لمجرد خلق حالة شغب طاردة للمستثمر المحلي, ومانعة له في التوسع في استثماراته, وكذلك طاردة للمستثمر الاجنبي القادم الينا ويريد استغلال فرصنا الاستثمارية المتاحة, التي توفر فرص عمل كثيرة للمواطنين الذين يبحثون عن عمل.
ان تأثري ليس بسبب ما قيل حول شخصي, فانا اعرف دوافع القول وابعاده, واعرف انني مؤتمن على حياة ومستقبل 72 مليوناً من اهل مصر, وهؤلاء لم يتطاولوا ويتظاهروا ولم يقولوا ما قالته تلك القلة القليلة جداً, اتصور فقط لو نجح شغب هؤلاء, وهو لن ينجح, في التأثير على زيادة البطالة, فماذا سيكون عليه الحال? مخاوفي هي من تأثير هذه المظاهرات على التوسع الاستثماري من قبل المستثمرين المحليين والاجانب في فرص مطروحة لاصحاب المال والمعرفة.

*سيادة الرئيس.. مصر تعاني من اوجاع اقتصادية.. هل تجاوزتها او تحسن الوضع, وهنا اتحدث عن مرحلة ما قبل مجيء رئيس الوزراء الحالي?

نعم.. الوضع تحسن وتحسن وتحسن, وانا عندما توليت لم يكن في احتياطي البنك المركزي مليون دولار واحد وفي سبتمبر سنة 1990 وعندما كنا نريد دفع قسط القمح كان البنك المركزي يشتري الدولارات من السوق ومن الناس, لانه لا يملك دولارات لكي يدفع اقساط القمح والزيت والسكر لاحتياجات السنة الجديدة, سعيت فألغيت الديون فابتدأ الوضع يتحسن وبدأنا نبني الاحتياطي وكلما وجدت مجالا فيه اموال, اجلبها واضعها في البنك المركزي, طبعا كانت الحكومة تستسهل الوضع فتطلب اموالا لوزاراتها فقلت لمحافظ البنك لا تعط احداً, فهذه الاموال اموال يجب المحافظة عليها ولا مخلوق يأخذ منها, شوفوا حالكم زي ما بتشوفوا حالكم, بس عرفتوا اني بجيب فلوس تقوموا تأخدوها وتصرفوها?!.. اصرفوها على مشاريع انتاجية وليس على الاستهلاك أو على رفاه لا مردود منه على الخزينة والناس.
احد الوزراء أعطيناه 70 مليون دولار وصلتنا كمنحة علشان يطور, مضت عليه سنة ولم يصرف المبلغ, فسألته لماذا لم تصرف الدولارات كما كان مقرراً? ولم انتظره ليجيبني بل قلت له اعط المبلغ لتطوير التلفونات. الآن الاحتياطي عندنا وصل الى اكثر من 18 بليون دولار, وهذا لم يحصل في تاريخ مصر. الحكومة الحالية مرئياتها جيدة, ونحن الآن نتجاوز مصاعبنا ونصحح اخطاءنا. دول كبيرة مرت بمصاعب أخطر وأقسى مما مرت به مصر, واجتازتها, وهي الآن دول مزدهرة وقوية. مصر ستكون دولة مهمة على المستوى الاقتصادي.

*سيادة الرئيس.. ما السبب في تكون مثل هذا الاحتياطي?

مراقبة الصرف ومراقبة استيرادات الحكومة والمستثمرون ارتاحوا نفسيا وبدأوا يضعون اموالهم هنا.. هناك امور كثيرة اراحت الاجواء وطورت بناء الاحتياطي الدولاري. ونلاحظ ان قيمة الجنيه بدأت تعود إلى صحتها, بعد ان تراجع سعر الصرف, واخذ حده في التراجع وفق المعايير البنكية. لقد بدأ الجنيه المصري يستعيد قوته, ولذلك حسابات. والمهم ان الوضع افضل من ذي قبل.
لأجل ان يرتاح المستثمرون اكثر, والاحتياطي يرتفع ما الاجراءات التي تفكر بها سيادة الرئيس?
اجراءات اقتصادية سهلة لا تخيف الناس.. لا تخيفهم على أموالهم. رأس المال جبان, وعلينا ان لا نطفش الناس, وان نكون شفافين معهم, وان لا نتردد في اجراءاتنا وقت ما يكون التردد غير مرغوب فيه, وان لا نتكلم عن ارقام غير حقيقية.

*هل اعطيت تعليمات لرئيس الوزراء باتخاذ هذه الاجراءات?

اعطيت التعليمات, ورئيس الوزراء من اليوم الأول أخذ العلم, لذلك الاحتياطي في البنك المركزي كان 13.8 ووصل الى 18.4 بليون دولار للمرة الاولى في تاريخ مصر, الدكتور نظيف شاطر واختار للعمل معه مجموعة جيدة فرئيس الوزراء هو الذي يختار وزراءه, وأنا لا أتدخل, إلا اذا اختار وزيراً عليه كلام, هو اختار عناصر نشطة وانا احب الناشطين مش الناس اللي عايزة تنام... المرحلة الحالية مرحلة مهمة. واذا كان الانحسار الاقتصادي قد اخذ حده في السابق, فإن مؤشره يتجه نحو الارتفاع. ما نريده هو نفض الغبار, وانهاء حالة الترهل في الادارة وتعويد العاملين في هذه الادارة على التعامل مع الاجراءات البعيدة عن العقد البيروقراطية.

*هل أمرتم, سيادة الرئيس بتخفيف الاجراءات على المستثمر العربي والمستثمر المحلي بالذات?

هذا مبدأ اتخذ مع اواخر أيام وزارة عاطف عبيد ومع احمد نظيف, الذي كلما سمع شكوى يتخذ اجراء فورياً لمعالجتها, رئيس الوزراء الجديد ومعه مجموعة الوزراء الحاليين, عليهم ان يكونوا آذاناً مصغية لكل شكاوى المستثمرين المحليين والاجانب. الوضع سيكون أفضل قريباً.

*سيادة الرئيس .. يبدو أن الأميركيين غير راضين عن الديمقراطية والحرية في مصر,هل تعتقد انهم يريدون اشعال الجبهة الداخلية في مصر واشاعة »الفوضى البناءة« في مجتمعها?

الأميركيون يستقبلون أحياناً بعض التقارير من أناس لا يقولون لهم الحقيقة , وعندما تقال لهم الحقيقة يعرفون كل شيء. أميركا ودول الاتحاد الأوروبي تأتيهم تقارير غير مسؤولة, ولها أهداف, وهذه دول كبيرة وعلينا أن نوضح لها حقيقة هذه التقارير, وماذا يريد أصحابها, وعلى كل حال فإن الأمر محكوم بصدق النوايا, وليس عندنا ما نخفيه, نحن نقول لهم الحقيقة.. كل الحقيقة, وغيرنا يقول لهم ما يأمل ان تحدثه هذه التقارير من خراب في بلادنا. لكن هذه الدول الكبيرة تدرك في النهاية أهداف أصحاب المصالح السياسية المتوترة.

*ما قصة فتح الاميركيين لقناة حوار مع جماعة الاخوان المسلمين, مع اني أعرف ان ولي العهد السعودي الامير عبدالله قد عاتبهم عليها.. أنا أريد أن تكون شفافاً في الاجابة?

غير مسموح في قانوننا بتأسيس الاحزاب الدينية, ولا مانع للحزب الديني من العمل عبر احزاب اخرى مرخصة, لكن هل اطروحات الاخوان مقبولة من الناس, وإن تستروا بحزب اخر? الناس هنا اجتازوا مرحلة التضليل, ويفهمون مجريات الامور, ولديهم تفسير لكل شيء.

*سيادة الرئيس.. ما الضرر ان تعلن انك سترشح نفسك لولاية رئاسية جديدة.. وبصراحة ما موقفك, وأنت ماذا تريد.. كل الناس تريد أن تعرف?

اجرائي كله قانوني ودستوري. هناك مادة تعدلت, بعد أن وافق المجلس عليها ستطرح للاستفتاء, وبعد ذلك هناك قانون يتعلق بالحقوق السياسية لاختيار رئيس الجمهورية, وبعد صدور المادة والقانون وفتح باب الترشيح سأقول لك هل سأرشح نفسي ام لا. ولن اقول لك إني سأرشح نفسي الان سيقولون إنه يرشح نفسه ليضرب اي مرشح آخر. انا لا اضرب احدا.. يارب الاقي مرشح غيري.

*مع أنهم قالوا في سلسلة الحلقات التلفزيونية التي تبثها فضائيات عربية, انك تسوق نفسك من خلالها للانتخابات?

انا لست محتاجا للتسويق.. انا عملي من يوم ان توليت حتى اليوم خير شهادة لي حول ما الذي اعمله لاجل مصر.. انا استلمت البلد بعد وقوع اربع حروب, ليس غلطة الزعماء الذين جاءوا قبلي بل غلطة الظروف. لم يكن هنا ماء, ولا تلفونات, ولا كهرباء ولا سكك حديد, ولا خطوط جوية..ولا حاجة ابدا. وجدت نفسي استلم موقفا من اصعب مايمكن ولم ايأس. اعمل مترو ونحن لاتوجد لدينا اموال ومدينون وان كان علي جهود كبيرة جدا لأوفر الفلوس. انا لفيت العالم علشان خاطر الشعب المصري. بالسياسة اسقطنا البلايين من الدولارات من مديونية مصر, منذ العام 1981 حتى الآن, اقمنا المصانع ومولدات الكهرباء وشبكات المياه والهاتف, وتوسعنا في الانفاق على بناء الطرق وخطوط القطارات. انا لست بحاجة الى ان اسوق نفسي, اعمالي هي التي تبدو أمام الشعب هنا, ولست بحاجة إلى حلقة تلفزيونية تحدثت فيها عن فقرة سابقة وحروب مرت بها بلادنا, وكنت واحداً من جند هذه الحروب.

*سيادة الرئيس. ما قصد الذين قالوا ان الرئيس مبارك اراد تسويق نفسه من خلال الحلقات التلفزيونية.. الرئيس محل ثقة الشعب المصري ودول العالم والدول العربية راغبة في ان يواصل مسيرته?

هل تستطيع تكميم الافواه? عندما اجريت الحديث التلفزيوني في 25 ابريل الماضي قالوا إني اقوم بحملة انتخابية..حملة ايه يا أحمد إحنا فين والانتخابات فين. أنا في 25 ابريل رويت تاريخ حياتي ومشوار حياتي, واغلبه كان عن فترة الحرب 1967 و1973 ثم أنا لست محتاجا لان اقوم بحملة تسويق. الحملة الانتخابية تبدأ في اواخر اغسطس واوائل سبتمبر. هل كان علي وانا رئيس دولة ان اقعد ساكتا طوال هذه الفترة وما اتكلمش خالص, وما افتحش بقي علشان فيه انتخابات في سبتمبر... مش معقول? هذه بلد تريد ان تعيش, وليس معقولا ان تتركها. انا عندي مهمة يجب ان اقوم بها سواء كنت سأنتخب او لا انتخب, سأرضي ضميري لآخر لحظة, وهذا اهم شيء عندي, وعندما ارضي ضميري اكون مرتاح الضمير. الناس تريد ان تعرف يومياً ماذا يعمل الرئيس, وبماذا يفكر, لأنه يعمل لهؤلاء الناس ومن أجلهم. هؤلاء يريدون ان يعرفوه ويعرفوا حياته وبأدق التفاصيل.

*هل تعتقد ياسيادة الرئيس ان هناك جهات تريد تفجير الاوضاع داخل مصر, ذلك انه عندما يحدث شيء في البلد يجري تضخيمه في الخارج?

ليس هناك ظواهر بلا اسباب . اسأل يا أخ احمد اصحابك بتوع الاعلام ماذا يريدون. انهم يعملون »زوم« على الاحداث التي تعتبر في بلدان اخرى اكثر من طبيعية.. اصحابك يضخمون هذه الاحداث وكأن لهم هدفا في الداخل. هذه المفرقعات يجري توضيحها, والناس اخذوا علما بها, وليس عندنا ما نخفيه نحن شفافون في اعلان الحقائق, ونعرف ان مجتمعا بلا جريمة مجتمع شاذ, كما يقول علماء الاجتماع. هناك من لا يريد لمصر ان تكون قاطرة سياحية أو قاطرة اقتصادية أو صناعية. لكن دعهم يحلمون, فمصر قاطرة مهمة في هذا العالم الشرق أوسطي.

*سيادة الرئيس. هل نستطيع القول انكم ستتجاوزون مراحل التفجير هذه التي تمتاز بالتحرش بأوضاعكم الداخلية?

انا يهمني استقرار البلد, وليس لي مصلحة شخصية, يهمني استقرار البلد علشان الشعب يعيش . بلد غير مستقرة لن يلاقي مواطنوها وظيفة ولن تلاقي استثمارا ولن تلاقي انتاجا وستنهار, وتعدادنا 72 مليونا عندما قامت الثورة كان تعداد الشعب المصري 18 مليونا. عبدالناصر سنة 1965 في خطاب في مجلس الشعب قال محذرا سنة 1970 سنقابل مصيبتين سنة سبعين سيصل التعداد الى 37 مليون مواطن سيلتهمون كل الانتاج, وسنضطر لاستيراد غذائنا. انا استلمت وعدد المواطنين 42 مليونا.والان 72 مليونا. ولاتصدق ان احدا ينام من دون عشاء في مصر, مع الاختلاف واحد ياكل لحمة, وواحد بياكل فول, انا شخصيا احب ان اكل سندويتش فول. مصر ارض السلام وارض النعم لن يجوع فيها احد ولا نريد ان يبطر فيها احد. كما أننا لا نريد ان يخرج بيننا من يغذي الاحقاد الطبقية. لقد عانينا منها سابقاً ولا نريدها لاحقاً.

*سيادة الرئيس: علاقتك كحسني مبارك مع اوروبا واميركا كيف هي?!

علاقتي جيدة..هناك تجمعات في اميركا تثير المشكلات, لكن علاقتي الشخصية بالرئيس بوش جيدة . علاقاتنا مع اميركا ستراتيجية, لكن يشوبها الصعود والهبوط احيانا.وهي كما كانت مع الروس ينتابها أيضاً الصعود والهبوط, وعبدالناصر كان ينتقد خروشوف ويشتمه, نحن الان لانشتم, صحيح هناك اناس »يفرقعون« لاسباب اخرى انا اتفهمها واتجاوزها.

*سيادة الرئيس.. يعني ان الوضع مع اميركا غير مقلق لك?

لا .. انا لست قلقا من شيء.

*الاميركيون طلبوا منك انشاء قاعدة لهم في مصر?

لم يطلب مني احد شيئا.

لانك رافض?

لا... لانه ليس من حقي اعطاء القواعد لاجنبي, وليس من سلطتي. أيام الروس كانوا يريدون أخذ قاعدة لهم في مرسى مطروح.. وألحوا عليها ولم يأخذوها. الشعب معقد من هذه الناحية من ايام الاحتلال الانكليزي. ولا يقبل بالقواعد أبدا, وبأي تواجد.وانا لاجل ان اعطي قاعدة, او اقبل بتواجد مستديم عندي, يجب ان اذهب الى البرلمان, وان استفتي الشعب. البلد ليست عزبة ملكي, انا قيم عليها, وبتفويض من الشعب , واذا اردت ان افعل شيئا فيجب ان ارجع له, ما وافقتش.. خلاص.

*سيادة الرئيس..بتعديل المادة 76 وبتجاوز الشروط التي قيل انها صعبة?

يقولون الشروط صعبة, انا استغرب مرشح من خارج الاحزاب يجب ان يفوز ب¯ 65 مؤيداً من اعضاء مجلس الشعب, و25 من الشورى, وعشرة من المجالس المحلية في المحافظات الأربع عشرة. لماذا كل هذا? لاني اريد ان اشجع الاحزاب على تكوين كادرات وتتقدم, فلا يأتي اي واحد ويقدم نفسه وليس له خلفية سياسية ولا حزبية.

*في الرئاسة القادمة, سواء مع الرئيس حسني مبارك او اي رئيس غيره, هل تعتقد ان مصر ستظل في حاجة الى اصلاحات سياسية جديدة?

الاصلاحات ابتدأت من قبل ان اتولى. السادات عمل التعددية والمنابر, وبعدين احزاب, وبعد ذلك ابتدأنا بمشوار اصلاح كبير اعطينا الحرية للصحافة, افرجنا عن المعتقلين, الانتخابات عملناها بالقائمة, وعملنا انتخابات نسبية, وجماعة الاحزاب دخلوا في حوار, وقالوا اننا متعودون طول عمرنا على النظام الفردي, عادوا وقالوا نريد نظام القائمة..قل لي افتح الباب او اقفل الباب? شيء محير. نحن لانعمل شيئا من انفسنا..حوار, اذا اثمر عن نتائج جيدة, نتبناه.

*سيادة الرئيس: ما تعليماتك لرجال الامن وانت ترى هذه المظاهرات?

لا مظاهرات من دون اذن من وزارة الداخلية. لكن المظاهرات التي نراها, نخشى ان يندس في وسط المتظاهرين عناصر شغب, تخرب وتكسر, والذي يحصل ان بعض ذوي المقاصد المعوجة من المتظاهرين يأتون الى الشوارع المزدحمة بالمارة ويمشون فيها, والكاميرات بتاعة اصدقائكم دول تصور وكأن المظاهرة هي كل الشعب المصري يذهبون الى ميدان التحرير المكتظ بالناس, ويقفون هناك, ويبدأ التصوير, والناس تقف لتتفرج.. ومن عادتنا عندما نرى مظاهرة, او اراجوزا بيلعب ان نقف كلنا ونتفرج . شارع القصر العيني مليء بالمارة وعندما تمشي في مظاهرة الناس ماشية معاك, والكاميرات تصور... وهات يا كلام بذيء من أصحاب النوايا السيئة. وكما قلت لك هناك من يريد الاضرار باقتصادنا, لكنهم لن ينجحوا.

*سيادة الرئيس: ما تعليماتك للامن في الحالة هذه?

تراقب المظاهرات بقدر ما تستطيع, لكنهم يعتدون على رجال البوليس ويستفزونهم.

*مع ذلك, سيادة الرئيس, لم تكن تعليماتك التعامل مع المتظاهرين بالقسوة والشدة?

المعاملة بالقسوة كانت زمان لكن دلوقت مافيش قسوة لكن من ينظمون المظاهرات يندس في صفوفهم اناس يريدون المشاغبة.. لكن هناك اساليب كثيرة للتعبير, انهم لن يستطيعوا فرض أي شيء على الدولة. الدولة اقوى منهم, والطبيعي اذا كان عندك اسلوب افضل للحكم نتكلم معك بحوار راقٍ, لكن انت تريد ان تأخذ بالغوغائية, كل شيء هذا لن يحدث تريد ان تحكم بالغوغائية, وتفرض آراءك, وتتمتع بالحرية السائدة لتفرض بواسطتها ديكاتورية أنت تتحلى بها.
على كل حال اننا لن نمنع الكاميرات عن التصوير, وليصور المراسلون عواطفهم الشخصية في وصف هذه المظاهرات, لكن لكل اجل كتاب, وشعبنا, كما قلت لك, لديه وعي وفكر, وقادر على تفسير ظواهر الاشياء, وتمييز ما يراه أمامه.
طبعا كاميرات بعض الفضائيات الخارجية ترى هذه المظاهرات, التي تجمع حولها بعض الناس الذين لا لهم ولا عليهم, وهم مجرد متفرجين, وكأنهم كل شعب مصر, ولغاية في نفسها. هذا الكلام لن يؤثر علينا. مصر دولة تعداد سكانها 72 مليونا وفي مدنها الاف الشوارع المكتظة بالمارة ولن يؤثر شيء على امنها واوضاعها الداخلية.

*كثيرون يريدون تقييمك لثورة 23 يوليو. هناك من يقول انها قلبت الهرم الاجتماعي في مصر, وخلعت ملكا ونصبت مكانه احد عشر ملكا اخرهم رجال مجلس قيادة الثورة, وخصوصا ونحن امام مرحلة جديدة تقتضي المراجعة والتخلص من الاضاليل التي خدع الناس بها وانا كنت واحدا منهم?

الثورة لماذا قامت? البلد محتل من الانكليز, وكانوا يشيلون وزارة ويحطون وزارة, وكان هناك الملك, كانوا يحاصرون قصر عابدين ويأتون بالناس ويقولون له شكل حكومة ائتلافية فيرفض ان يشكلها الا من اعضاء حزب الوفد. الثورة كانت تحارب, وعدد السكان يومها 16 ¯ 17 مليونا, وموارد الدولة جيدة. الاحتلال البريطاني في سنة 1952 كان موجوداً حصل حريق يناير, وبعد ذلك تغيرت ثلاث او اربع حكومات, وهناك حكومة عاشت 24 ساعة, الثورة لم يكن موعدها 23 يوليو, لكن الفوضى التي حصلت عجلت بقيامها, واي ثورة تغير المجتمع يكون لها اخطاء, ويكون لها محاسن. دعنا ننسى الماضي حتى لا نخسر الحاضر والمستقبل.

*الناس في مراجعتهم الآن بدأوا ينتقدون اجراءات الثورة على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي, وبدأ الانتقاد حتى من خارج مصر?

قبل الثورة كانت تحصل اعمال فساد بشعة. مثلا واحد يضع يده على ارض بستة آلاف فدان ويسجلها باسمه ولا احد يدري, ولا اريد ان اذكر اسماء, وهناك بلاوي كانت تحصل لم يكن احد يعلم بها. هذه الايام لايستطيع احد ان يفعل مثل هذه الاعمال لان الناس ستفضحه.

*سيادة الرئيس: لو اجلت تعديل المادة 76 , وفي ولايتك الجديدة تفرغت لاجراء الاصلاحات, ماذا كان سيحصل, خصوصا وان الناس كانوا يتوقعون هذا الامر?

انت تتوقع شيئا لانك لست في الصورة. أنا لا استطيع توتير الموقف مرة واحدة صعب. وانا اعدل المادة 76 انظر الى ما يفعلونه, ولو عدلت مادتين او ثلاثا كانوا طفشوا المستثمرين. المستثمر يخاف لانه لايوجد استقرار اذا انت تعطي الجرعة المناسبة في الوقت المناسب. هناك من يقول لك لنضع دستورا جديدا . دستورنا لاتوجد فيه مادة تقول لنقلب الدستور.. دستور جديد يعني ثورة, دستور جديد لاتضعه الا ثورة.. ان اخطر مادة في الدستور هي المادة 76 من ايام الفرعون مينا موحد القطرين لغاية الآن عمر الشعب المصري ما اختار رئيسه. هذه المرة الأولى في تاريخ مصر يتم اختيار الرئيس في انتخاب حر مباشر. خطوة كبيرة جدا.. انت رجل مسؤول وعليك ان تفكر متى ستدخل في هذه النقطة, او تلك. لو فتحت اكثر سيقولون لك غير الدستور, والدستور لاتوجد فيه مادة تنص على التغيير, هناك مادة حول كيف تعدل الدستور اما تغييره فلا يوجد نص بذلك. اغير الدستور يعني ايه?! الدستور لاتوجد فيه مادة تنص على تغييره, انما باستطاعتك ان تعدل وهناك ناس مع تغيير الدستور وهناك ناس ضد ما تنفعش. هناك عمال وفلاحون, وهناك حقوق مشروعة تكونت من خلال هذا الدستور لانستطيع ان نواجهها الا بالحوار والوقت, مجانية التعليم بالغائها عن طريق تغيير الدستور مش ممكن ايضا. وما ان يبدأ الكلام في هذه المطالب حتى تنتشر الشائعات والتصوير للناس ان الحكومة ستلغي مجانية التعليم, يعني اولاد الفقراء لن يتعلموا, ويبدأ الصراخ دفاعاً عن حقوق الفقراء السليبة, ثم تبدأ المظاهرات ووزارات البلد تتكسر.. عندك 72 مليون مواطن وكل واحد منهم يريد ان يربي ابنه.. اذن ليس كل ما يراه اي واحد يمكن لنا ان نعمله. يجب ان ابحث عن الوقت المناسب, وأمهد له, لأن هناك أموراً كثيرة في حاجة الى تمهيد.
بعد تعديل المادة 76 اتى إليك أناس قالوا لك بلاش هذا التعديل.
هناك اناس أخبرتهم بفكرة التعديل فقالوا لي مش عايزين, وكانوا متوقعين الفوضى التي ستحصل, فقلت لهم أنا اتحمل هذه الفوضى, لأنني اتطلع الى الامام, وكيف يختار رئيس الجمهورية مستقبلا, بدل ان يفاجأ الشعب بشخص يأتون به ويضيع الدنيا, وهنا عليك ان يختارك الشعب حتى تكون مسؤولا. وأنا أقول اختر رئيسك ايها الشعب حتى تكون مسؤولا, ويكون مسؤولاً أمامك.

*ألم تتضايق لإقدامك على خطوة التعديل?

لا..هذا خط جيد للشعب, حتى لا يقال الله يمسيه بالخير ضيع لنا الدنيا, لا أنا أقول لك يا شعب اختر الحاكم الذي تريد.. اقول اختر الحاكم يا شعب.

*هناك ثلاثة ملفات في العالم العربي هي ملف العراق وسورية وفلسطين, ما مستقبل هذه الملفات?

أولاً الاميركان لن يستطيعوا الخروج من العراق بسبب الفوضى السائدة فيه, وستبقى مصيبة لو خرجوا, وقلت لهم دربوا الجيش العراقي, وانتم استقروا بعيدا في الثكنات ولا تدخلوا انتم في العمليات, فالعراقي اليوم يضرب العراقي الذي يتعاون معهم.. قلت دربوا جيشا بأسرع ما يمكن, وقوات بوليس بأسرع ما يمكن, ودعوهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم وتابعوهم وساعدوهم الى ان تستقر الامور.

*لكن من يضرب العراقي اناس من خارج العراق?

ليس عندي معلومات اكيدة عن هذا الجانب, لكن موضوع العراق ربى جماعات ارهابية كثيرة جداً وهي تزداد الآن, وستدخل من اي حدود, وحدود سورية طويلة مع العراق, وليس عندها امكانات للسيطرة, ولا طرق, والمنطقة وعرة وصعب ان تتحكم لكنهم يبذلون جهودا ملحوظة لضبط الوضع.

*سورية.. هل تجاوبت مع الاستحقاقات الدولية?

أظن ذلك.. انا كنت اتكلم مع الرئيس السوري قبل انسحاب قواته من لبنان, وقلت له خفف قواتك, لانهم سيضغطون عليك, وتكلمت كثيرا في هذا الموضوع لكن يبدو ان هناك ظروفا يمرون بها, أو تضغط عليهم, وصعب عليهم ان يستجيبوا, ومرة قلت له امامك القرار الدولي »1559« فلا تورطوا انفسكم, فقال لي لا أعرف أين سأضع الجنود المنسحبين, وبدأت افكر ببناء ثكنات خاصة لايوائهم. المهم انه توصل الآن الى سحب جميع قواته من لبنان وباق اشياء بسيطة, رجال المخابرات سحبهم, ولو ان هناك كلاما حول تسربهم الى بيوت في وسط »حزب الله« لكن ليس بمقدورهم ان يفعلوا شيئا. الانسحاب السوري من لبنان كان واضحاً انه سيحصل وانا كنت اتوقعه من زمان وكنت احب ان ينسحبوا من دون صدور قرار من مجلس الامن, لكن ظروفهم الداخلية لها تأثير على مجريات الامور كما يبدو.

*سيادة الرئيس.. هل ترى ان هناك امكانية لعودة العلاقات بين السوريين والاميركيين بشكل جيد, ام ستظل متوترة?

المسألة ستأخذ وقتا وستمر بفترات صعبة ولا توجد علاقات متوترة دائماً بين الدول.

*لك دور في هذه القضية مع الاميركان ومع السوريين?

عندما يكلمنا الاميركيون اقول لهم رأيي, لكني اعتقد ان السوريين يتعاونون مع الاميركيين الآن من أجل منع الناس من ان تتسلل عبر حدودهم الى العراق.. انها مرحلة وستعدي, لان سورية لاتريد ان تؤزم علاقاتها مع أميركا اكثر مما هي متأزمة الآن, ولا تريد ان تؤزم علاقاتها مع فرنسا.. بعد القمة العربية في الجزائر ذهبت الى الرئيس الفرنسي شيراك وقلت له ان السوريين سيسحبون قواتهم من لبنان, ولا داعي للضغط عليهم اكثر من ذلك.

*سيادة الرئيس.. لقاءاتك الاخيرة مع الامير عبد الله, ما مضمونها?

قال لي ان زيارته لاميركا كانت جيدة, وانه شرح لهم الموقف بشكل جيد جداً وانهم متفاهمون. وانا كنت ارسلت لهم عمر سليمان, وكان عند الاميركيين والتقى مع كوندوليز رايس, ومع ديك تشيني, ومع كل الناس هناك.. هذا هو الحل معهم, هناك أناس ينقلون للاميركيين اشياء عن مصر مبالغ فيها جداً ولهم هدف منها, لكننا نشرح حقيقة الامر للاميركيين الذين يتفهمون غايات تلك المعلومات المغلوطة وابعادها.

*بالنسبة للفلسطينيين سيادة الرئيس?

نحن نشتغل مع الاسرائيليين ومع الاميركان على القضية الفلسطينية. والفلسطينيون يشتكون ان شارون لم ينفذ تعهداته في شرم الشيخ واعضاء اللجنة الرباعية قالوا لابد من تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ, لكن الفلسطينيين مش قادرين يقعدوا ساكتين من غير عنف, مش قادرين يبطلوا, ممكن يفجروا صاروخا, لكن ليس بالكثافة القديمة, لازم نحن نساعدهم واسرائيل كمان لازم تساعد, وان تشعرهم ان هناك نتيجة للهدوء, ولا توجد احتياجات عسكرية وعمليات قتل, ويجب ان يساعدوا اقتصاديا, يعني المواطن الفلسطيني اذا التزم الهدوء وأوقف اعمال العنف, ولم تساعده اقتصاديا وتحسن مستوى حياته, سينقلب ويقول لا السلام نافع ولا غيره.

*سيادة الرئيس.. الى اين برأيك ستصل الاوضاع بين ايران واميركا?

ما استطيع ان اقوله هو: اتمنى ألا يحصل اي اعتداء على ايران, وان اي قضية تحل بالطرق السياسية والديبلوماسية, لكن الاعتداء برأيي, له خطورته على المنطقة بحالها.

*هل من كلمة للايرانيين كي يتجاوبوا?

القضايا يجب ان تحل بالطرق الديبلوماسية اي ماذا يقول الايرانيون وماذا يقول الطرف الآخر والايرانيون يجب ان يكون عندهم مرونة لكي نتجنب المخاطر, لان المخاطر لن تكون في ايران لوحدها, بل في المنطقة كلها

المصدر: السياسة الكويتية

الجمعة، مايو ١٣، ٢٠٠٥

عن المقاطعة

أقر مجلسا الشعب و الشورى التعديل الكوميدي للدستور الذي يكفل تحول الاستفتاء التقليدي الى آخر يرتدي ثياب انتخابات تعددية كقصة الحمار الذي يرتدي فروة أسد و لكنه لا يكف عن النهيق...

قال الاخوان و كفاية و حزب الوفد أنهم سيقاطعون الاستفتاء الشعبي على التعديل الدستوري اللازم لاقراره ، فضلا عن مقاطعتهم الانتخابات الرئاسية....

(تذكير بالاجرائية : يطلب الرئيس من المجالس التشريعية اقرار التعديل ، فيعدل الشورى الدستور و ينتقل الى مجلس الشعب و عند موافقة الاخير ، يطرح التعديل على الشعب ليقول رأيه ، فان وافق تم اقرار التعديل ليصبح جزء من الدستور المصري ، و ان قال لا ، وجب على المجالس تصميم تعديل آخر و طرحه من جديد على الشعب و هكذا)

مقاطعة الانتخابات الرئاسية قد تكون مفهومة ، اذ بشروطها التعجيزية المذهلة في "تفصيلها" لتناسب مقاسا واحدا ، فان عدم مشاركة اي من مرشحي المعارضة سيترك الرئيس يتنافس مع نفسه ، لتنكشف حقيقة الانتخابات "الأقرب للاستفتاء" حسب نظيف ، بدلا من منح المسرحية الكوميدية أي مصداقية......

قد يكون من المناسب -على الجانب الآخر- بالنسبة للانتخابات الرئاسية القادمة اختيار مرشح واحد للمعارضة و دعمه و الالتفاف من حوله و جعله واجهة للاحتجاج وصولا للاحتجاج على نتيجة الانتخابات...

كلا الخياران منطقيان نوعا ما....

ما لا أفهمه تماما هو قرار مقاطعة الاستفتاء على التعديل الدستوري.....

التصويت في الاستفتاء لا يتطلب بطاقة انتخابية - التي لا يمتلكها الكثير من المصريين و تصدر فقط في اوقات محددة تجاوزناها هذا العام- اذ تكفي مجرد بطاقة شخصية و أن تكون مصريا تجاوزت الثامنة عشر من العمر.... اذا تحالفت كفاية و الاخوان و أحزاب المعارضة و قامت بتنظيم حملة توعية و جيشت كل طاقاتها لحث الناس على أن تقول "لا" في ذلك الاستفتاء فانني أرى فعلا أن اسقاط ذلك التعديل الذي جعل كل المعارضة تشد شعرها - مع رقابة قضائية مناسبة- ممكن....

أسقطوا التعديل ، و ليعد الى مجلس سيد قراره ليقر غيره ، و ان لم يكن أفضل اسقطوه أيضا....

حققوا نصرا واحدا يرفع من معنويات حركة التغيير.....

اسقاط ذلك التعديل سيئ السمعة ممكن.....

لا يوجد أي شيئ من الممكن ربحه من مقاطعة الاستفتاء على التعديل....

قولوا لا للتعديل البائس... بدلا من الصمت....

الجمعة 13 مايو....


قلوبنا معكم.....

*تحديث:
فعلوها و لم يخذلونا!

الثلاثاء، مايو ١٠، ٢٠٠٥

مصر فوق صفيح ساخن

في أكتوبر 2004 ، عندما عدت للكتابة في هذه المدونة ، لم أكن أحمل أي تصور عما سأكتبه فيها ، الا أنني بقراءتي تلك الكتابات القديمة الآن أجد أن موضوع الصوت البعيد الهادي كان يشكل
دلالة على الاتجاه الذي سأسلكه ، فضلا عن كونه وصفا لوضع كان يعيش لحظاته الاخيرة...

كتبت:

" كيف اذن تم تدجيننا ؟؟؟

كيف أصبح التابو الأعظم

الخط الاحمر اللامتناهي

ما يربى الأطفال منذ الصغر على احترامه

هو التعرض لشخص رئيس البلاد بالانتقاد في الصحافة او الاعلام؟؟؟

يمكن للصحافة ان تهاجم رئيس الوزراء و الوزراء و الحكومة و تصرخ و تولول و لكن الرئيس ... لا.... مستحيل....( باستثناء ربما عدد محدود للغاية من منابر شديدة الهامشية ) ...

يمكن للمصريين أن يطقوا حنكهم كما افعل بعدد من النكات عنه و ان يتسلوا باستنزال الشتائم و اللعنات عليه... بالطبع ... فنحن في بلد حر...

أما ان يوجه نقد واضح من المثقفين لطريقته في ادارة البلاد او أن يتكون تيار سياسي واع بتلك العيوب بصورة واضحة تسمج بالتطور نحو تصحيح فمستحيل...

و في الجامعات فان الناشطين السياسيين من الطلاب لا يجرؤون على التفكير في مناقشة قضايا محلية في مظاهراتعم و ملصقاتهم...

هناك اتفاق غير مكتوب يسمح بمهاجمة اسرائيل و الامبريالية الأمريكية و حض الفتيات على ارتداء الحجاب

أما ان يطبع منشور واحد يناقش شيئا واحدا متعلقا بمصر فلا....

كيف ينادون بحرية الفلسطينيين اذا كانوا هم أنفسهم يفتقدون كل الحرية في ان يعطسوا بالاسم المحرم...."

ياااه... قديم للغاية ذلك الوصف!

بدأ الأمر بمناوشات بسيطة ، و تكوين تجمعات معارضة لحكم مبارك في قاعات اجتماعات ، و مشاريع على الانترنت ، و أخذت العربي في نشر مقالات تنقد الرئيس من طرف خفي ، ثم واصلت العربي التصعيد و خرق الخطوط الحمراء المرسومة حول الرئيس بقيادة السناوي و قنديل في تجربة رائدة و شديدة الاهمية.... تكونت كفاية و نزلت الى الشارع - أو الى سلالم المحاكم و النقابات- و للمرة الأولى سمعنا هتاف :" اسقط مبارك!" او " لا لمبارك!" ، و أخذت الجراة في الازدياد ..... تم رفع سقف ما هو تقليدي...... ما كان غير متصور منذ بضعة شهور، نقرؤه اليوم باستمرار : في العربي المثابرة ، و الدستور المتشيطنة ، و الغد البراجماتية..... أما المظاهرات فقد أصبحت حدثا يبعث على التثاؤب ، و الهتافات تزداد سخونتها و طرافة هتافاتها التي تسخر من النظام و تشرح مواقفه في الوقت ذاته...

بعدها تم الانتقال تدريجيا الى المستوى الثاني :
شحنة من الكهرباء سرت في جسد المجتمع فأدت لتنشيط قطاعات من المجتمع طال صمتها حتى أن أدوراها القديمة النشطة قد تم نسيانها... كنا نفاجئ كما يفاجئ النظام بأناس عدوا محايدين و "في حالهم" ، يقفون ليرفعوا أصواتهم مسببين له المشاكل...

القضاة يتحدون النظام
أساتذة الجماعات يطالبون باستقلال الجامعات
محلل سياسي يقف متحديا الرئيس و مطالبا بتعديل الدستور
الجماعة التي اعتادت لسنين مهادنة النظام تصعد من تحديها له
محاولات لكفاية لم تكتمل لتنشيط القطاعات المهنية و العمالية

المستوى الثالث ( و الذي لم نصل له بعد ، و لا أعرف ان كنا سنصل له أم لا) هو الانتقال من فعل الحراك و اعلان المعارضة سواء من القطاعات المعارضة المعتادة او الجديدة الى العصيان المؤثر ...

الثلاثاء، مايو ٠٣، ٢٠٠٥

ارحلوا


جمعوا بعضهم و اتجهوا الى رقعة واسعة .....أقاموا حكومستان.... البلاط و الحاشية ...... الوزراء و قيادات الحزب الوطني ..... صحفيو الصحف القومية..... رجال الأمن و المخبرون ...... من يعلقون لافتات التأييد و يتظاهرون معارضين المعارضة..... المنتفعون و المطبلون و المنافقون .... رحلوا جميعا..... في ركنهم البعيد الهادي ، يصدرون القرارات و يخرجون في تظاهرات تأييد لها .... يقيمون مؤتمرات حاشدة ليمدحوا أنفسهم... هناك ارتاحت ضمائرهم عندما وجدوا أنهم صدقا حزب الأغلبية.... صدرت الخطط الاقتصادية ، عام الجنيه و طفا ، صدرت التعديلات السياسية ، عدل الدستور ، عدل قانون العمل و الأحوال الشخصية ... تظاهر مواطنو حكومستان في بهجة ، و دبج الصحفيون قصائد في مدح تلك الخطوات العملاقة.... استقبلوا الضيوف الأجانب ، و جلس مواطنوهم في أدب في البيوت حتى تنتهي الزيارة ، و ما أن انتهت حتى قرؤوا صحفهم في سعادة تتحدث عن اشادة الضيوف بقيادة حكومستان الحكيمة و التقدم البادي في جميع المجالات.....


جمعوا بعضهم و اتجهوا الى رقعة واسعة... أقاموا ارهابستان..... التكفيريون و التكفيريات... كل من اعتنق او اعتنقت مبادئ السلفية الجهادية.... كل من لم يستطع تحمل العيش وسط المصريين بكفرهم و فسقهم.... كل من اشمأز منهم و من عاداتهم التي لا تشابه عادات السادة خلف البحر الأحمر.... كل من حاول أن يهديهم الى الطريق القويم ثم ووجه منهم بصد و سخرية.... كل من تمزق قلبه و هو يرى الشركيات ملء السمع و البصر... رحلوا جميعا... في ركنهم البعيد الهادي ، منعوا الموسيقى وقلة الحياء ، سعدوا بأن المرأة لا تخرج الا الى بيت زوجها أو الى القبر ، حلوا مشكلة الاختلاط أخيرا، منعوا علوم الغرب الكافر الدنيوية و سعدوا بأنه لا يوجد علم سوى العلم الديني... ارتاحت ضمائرهم أخيرا عندما علموا انهم خرجوا من دار الكفر الى دار الاسلام...

يخطط مواطنو ارهابستان هجوما انتحاريا ضد حكومستان ، و يفجرون قنبلة تصيب عددا من مواطنيهم .... يقيمون عرس شهيد للقتيل .... في حكومستان تشجب الصحف و تدين ذلك العمل الاجرامي الفظيع ، و تنطلق حملة تأديبية باتجاه ارهابستان ، يعتقلون كل من قابلهم من مواطني ارهابستان..... يتوعد مواطنو ارهابستان بالثأر و اسقاط حكومستان ، بينما تتوعد قيادات حكومستان باجتثاث الارهابيين من جذورهم....

يواصلون حياتهم في كر و فر .....

يعيش المصريون في سعادة......