الأربعاء، نوفمبر ٢١، ٢٠٠٧
منديل الحلو
منديل الحلو - فيلم قصير
بطولة: أحمد كمال ، حبيبة درويش
إخراج: أيمن الأمير
أيمن الأمير صديق وزميل. كلانا خريجو دفعة واحدة من كلية الطب، لكن حبه للسينما دفعه إلى الالتحاق بورشة التكوين السينمائي بمركز الجزويت منذ عامين، ومنديل الحلو هو فيلم تخرجه من الورشة.
قصة الفيلم "تشيكوفية" الطابع، عن مدرس ثانوي فقير يواجه في استكانة هجر زوجته التي تغادره بصحبة ابنتهما. يذهب المدرس إلى لجنة لمراقبة امتحان الثانوية العامة ليواجَه بطالبة تذكره بابنته، ويتابع الفيلم هذه المواجهة بين المدرس والطالبة في لجنة الامتحان.
أتذكر الآن أيمن منذ أكثر من عام وهو يفكر في فكرة لمشروع تخرجه. كنا نجلس على رمال شاطئ العجمي وهو يعرض عليَّ فكرة عن مدرس وطالبة، قلت له أنها :" همممم ، لا بأس بها". عرض عليَّ بعدها فكرة مُرَوِّعَة عن زوج يشك في زوجته مع الكثير من ماء النار المتطاير والتشويه والصراخ، فقلت له أن فكرة المدرس والطالبة ررررررائعة!( لكن إحقاقًا للحق ، اقترحت عليه بدوري أفكارا مبتسرة تصلح كقصص قصيرة بائسة،عاكساً مشكلتي المزمنة في محاولاتي الأدبية: تجاوز اللقطة إلى الحدوتة). اقترح عليه بقية الأصدقاء ساخرين أفكارًا تصلح لإلقاء أيمن في السجن، فتقبل أيمن السخرية في حكمة وهدوء. كانت هذه عادة أيمن عندما نسخر منه،أن ينظر للسماء في تبتل وهو يتمتم ما أتخيل أنه شيئ على غرار رب اغفر لهم فإنهم لا يعلمون و مرددا شيئا ما عن فيلليني الذي سخروا منه هو أيضاً.
في 25 أكتوبر الماضي ، كان موعد عرض أفلام خريجي تلك الدفعة من الورشة ، ومن بينها منديل الحلو. أعجبت بالفيلم الذي كان أفضل الأفلام المعروضة - في رأيي على الأقل- وأكثر فيلم حاز تصفيق الجمهور، وتفاعل الجمهور معه مصفقين مع لحن أغنية عبد العزيز محمود. منذ أن سمعت الفكرة، وخلال الإعداد للفيلم وقراءاتي للسيناريو وحضوري ليوم تصوير ، تخيلت الفيلم في صورة معينة، لكن تحول الفكرة إلى مشاهد بصرية كان كالسحر، لأعجب بالفيلم وأصفق متحمساً بعد انتهائه. أعجبني في الفيلم حرص أيمن على جمال الصورة، واختياراته الموفقة لزوايا التصوير المتوافقة مع الحالة النفسية للبطل، الموسيقى التصويرية*، وبصورة أهم -لأنني لا أعرف الكثير من الjargon السينمائية- نجاح أيمن في تقديم فيلم بسيط غير متكلف وممتع، وباعث على البسمة في هدوء في بعض الاحيان، ومؤثر وجاذب.
كان أكثر أداء لافت هو لأحمد كمال وهو واحد من ممثلي الشخصيات الموهوبين: سليمان الصايغ في الكيت كات، الضابط في مواطن ومخبر وحرامي، الدكتور في بحب السيما، شقيق جيهان فاضل المحافظ في سهر الليالي، المدرس الذي أحب طالبته حتى انهارت مهنته في أحلى الأوقات، المدير الوغد في أحلام حقيقية. وأدى دور البطولة باقتدار، ناقلا مشاعر المدرس المتقلبة عبر ملامح وجهه ونبرات صوته.
بقي أن أذكر ما رأيته من جوانب نقص في الفيلم، وكلها يمكن إرجاعه إلى الميزانية المحدودة التي أنتج بها الفيلم: عدم وضوح الصوت في بعض الأحيان -وهو عيب مشترك بين كل أفلام الورشة التي عرضت يومها- بسبب استخدام أجهزة ذات كفاءة منخفضة، إضاءة بعض اللقطات أسوء من بقية الفيلم، وبعض اللقطات تبدو كأنها أنتجت ب"دربكة" وعلى عجل، وذلك نتيجة توفر أماكن التصوير (المدرسة) لوقت محدود جدا.
حصل أيمن مؤخراً على منحة من وزارة الثقافة المصرية لإنتاج فيلم عن قصة الحكم لكافكا، لكن لم يظهر حتى الآن إن كانت نقود المنحة لفيلم أيمن وأفلام الفائزين الآخرين قد غرقت في أزمة ديكور سفينة صديق فاروق حسني.
بعد انتهاء عرض الفيلم، احتفلنا بأيمن -مؤكدين له أن اسكندرية تحبه في تلك الليلة- في سيد صواريخ . كان الأصدقاء قد ساعدوه في أمور كثيرة: الترجمة، الموسيقى*، مساعدات كمبيوترية متنوعة..الخ، وزملاؤه في الورشة قد ساهموا متطوعين في أغلب الوظائف المساعدة في الفيلم، ووجدت أنني قد اكتفيت بالفرجة والمتابعة من بعيد، ولذلك وعدت أيمن بإعلان تسجيلي غير مدفوع الأجر وها هو:
يعرض فيلم منديل الحلو لأيمن الأمير في المركز الثقافي البريطاني بالعجوزة ، يوم الجمعة الموافق 23 - 11 - 2007 ضمن مهرجان الأفلام المستقلة الثاني ، في الحادية عشرة مساءً.
*من إعداد د.محمود ياقوت
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٩ تعليقات:
المدرسة دية مدرستى الابتدائى :)
طيب ليه عدلت خصاص سيد صواريخ ؟؟
الفيلم فعلا كويس جدا و انبسطت منه قوي .
خصائص *
مش هيتعرض فى أى مكان تانى بدرى شويه عن 11 مساء !! :(
و مركز الجزويت مالوش فرع فى القاهره؟ :((
مشكلتي الأزلية في محاولاتي الأدبية مشابهة. حتى و إن استطعت إطالة اللقطة إلى خيط، تظل مشكلة تضفير الخيوط في حدوتة.
طبعا هناك مشكلة أنني دائما ما أجد طرقا ﻷعبر عن أي فكرة معقدة في أقل من ألفي كلمة.
أهلا.
يوسف: انت كنت في مدرسة سان جبراييل؟
زمان الوصل: الفيلم سيعرض في القاهرة ضمن مهرجان القاهرة للأفلام المستقلة، ولكن لم يتم تحديد الموعد بعد، كما سيعرض في اسكندرية في 7 ديسمبر - الثامنة مساء بمركز الجزويت أيضا
عمرو: اهلا
اة ,انت سان جبريلاوى انت كمان؟
لأ، أنا بس رحت المدرسة يوم الفيلم.
انا كنت مشركة في الفيلم دة و متفرجتش عليه ولا مرة للاسف و انا مش عرفة اوصله ازاى ممكن اللينك الى علية الفيلم او اى مصدر اقدر احصل على الفيلم منه
إرسال تعليق