الأحد، يناير ٠٦، ٢٠٠٨

عن أفلام العيد

ملاحظات متفرقة عن أفلام العيد، أو بعض ما دار في عقلي بعد مشاهدتها:

خارج على القانون:

كان الفيلم محبطا للأسف. كان الإخراج والتمثيل ( حتى تمثيل حسن حسني!) والموسيقى جيدين جدا، لكن المشكلة كانت في الحدوتة: فيلم إثارة غير مثير، مفاجآته غير مفاجئة. تفشل القصة في جذب انتباهك أو مفاجأتك بشيئ غير مستهلك أو غير ممل، حتى مناقشة حرية الإنسان بين التسيير والتخيير جاءت مباشرة للغاية. يتركك الفيلم لتقول: " وبعدين يعني؟ هوا بس كده؟". بعد نجاح الثلاثي ( بلال فضل، أحمد جلال، كريم عبد العزيز) في أبو علي وواحد من الناس، قدموا فيلما كوميديا غير كوميدي (في محطة مصر) ، وفيلم إثارة غير مثير ( خارج على القانون)، والمشكلة كانت في الحالتين في القصة.

أجمل إفيه في الفيلم عندما قال كريم عبد العزيز: "البلد دي فيها ابن الدكنور بيطلع دكتور، وابن الضابط بيطلع ضابط، وابن تاجر المخدرات بيطلع تاجر المخدرات"، ليكمل الجملة متفرج يجلس أمامي : "وابن رئيس الجمهورية بيطلع رئيس جمهورية" وتنفجر القاعة في الضحك.

الجزيرة:

لن أضيف جديدا بحديثي عنه. فالفيلم نجح نجاحا مبهرا مستحقا كأفضل أفلام العيد. ساعة ونصف من المتعة.

الماجيك:

كنت أتوقع أن أشاهد نسخة أخرى من أوقات فراغ، لكن لم يكن هناك تشابه ينهما سوى في فريق العمل، وفي الكم المرتفع للمشاهد المثيرة، ربما لاجتذاب الجمهور الشاب الذي أحب الفيلم الاول.
هو فيلم قاس، يقدم صورة لمجموعة من الشباب الفقير المحبط، الذي يرغب بقوة في أن يكون جزءً من العالم البراق الذي يراه أمامه: أن يلبس أفخم الثياب، أن يمسك بأحدث الموبايلات، أن يركب أحدث السيارات..الخ. يعذبهم أنهم مستبعدون من ذلك العالم الذي يحلمون به، والذي يعرفون كل تفاصيله جيدا دون أن يتمكنوا من الولوج له. لن تتحقق أحلام الشباب بضربة حظ كما في أفلام قديمة، أو بالكفاح كأفلام لاحقة، بل سيقررون أن يحصلوا الآن وهنا على كل هذه النعم الاستهلاكية. يكونون عصلبة ويسرقون وينصبون للحصول على ما يريدون. بينما لا يكون أمام الفتيات في الفيلم إلا بيع أجسادهن.

في الفيلم مشهد مؤلم للغاية لقسوة الشرطة، فبعد أن يوقف الأبطال كمين شرطة، يجلس ضابط مستمتعا بينما يخرج من اكتشف أنه أفقرهم ليقف وحيدا، وفي سادية يطلب من أصدقائه الباقين أن يضربوه على قفاه إذا أرادوا أن يخلي سبيلهم. ذكرني بالمرات العديدة التي كنت أركب فيها ميكروباصا للسفر بين المحافظات، وعند مدخل المحافظة يطل امين شرطة في ملابس مدنية -أو مخبر، لا أعرف حقيقة- على الركاب، ويمسحهم بعينيه باحثا بعينين خبيرتين عمن يبدو أفقر فيسأله للتأكد :" ساكن فين؟" و"بتشتغل ايه؟" ، وعند سماعه لحي فقير أو عشوائي أو مهنة حرفية يشير له بالنزول ويقوم بتفتيشه وتفتيش حقائبه وقد يبقيه عنده ليؤانسه قليلا، بينما الإجابة بمهنة "محترمة" أو سكن بمنطقة "محترمة" يجعلان المخبر يترك الراكب في سلام.


حين ميسرة:

المميز في الفيلم باختصار هو shock value. يعرض الفيلم للحياة في العشوائيات وسكانها الذين يحيون على هامش الحياة. يعرض كل التفاصيل ولا يدخر شيئا: فقر وقذارة وقسوة وجريمة. جنس يمارس على مقربة من أطفال نائمين وصرخات عروس تُفتَضُ ليسمعها كل الجيران. أم وابنتها يتبادلان الضرب والسباب، أم تتخلص من ابنهاالرضيع، ...الخ. حرص الفيلم على أن يصدم المشاهد لأكبر قدر ممكن، لم تبتعد الكاميرا لتترك شيئا للخيال، بل حرصت على أن تواصل بقسوة.

بالنسبة لي، لم أُصدَم كثيرا بما شاهدته. كنت قد قرأت أعمالا أدبية عن حياة العشوائيات ( لصوص متقاعدون لحمدي أبو جليل، بازل لحسين عبد العليم مثلا)، وشاركت مرات محدودة في جهود جمعية أهلية منذ سنوات في أحد العشوائيات، وكان عملي السابق في مستشفى في منطقة فقيرة محاطة بمناطق عشوائية حيث يأتيك بعض المرضى وهم تحت تأثير المخدرات وفي أحوال أخرى وهم يعانون من أعراض الانسحاب، وفي بعض الاحيان عندما ينحني مريض ما ستجد مطواة تبرز من ملابسه، وقد يسعدك الحظ بمشاهدة مشاجرة بين رجل وأمه يتبادلان فيها السباب بالدين والميتين إلى غير ذلك مما يناسب الظروف، وحيث يتعرض زميل لك للتثبيت وتسرق محفظته وموبايله، فيكون عليه التوجه إلى الكومندا - كبيرة حرامية المنطقة- والتي تقابله بترحاب وتعتذر له عن الإزعاج وتعيد له ممتلكاته. لم يجعلني أي من ذلك خبيرا بالعشوائيات، بل كون لدي معرفة سطحية بها ، وجعلني أتوقع ما قد يقدمه الفيلم.

المهم، أدى حرص الفيلم على تقديم صورة صادمة لحياة العشوائيات إلى اقترابه من نزع الانسانية عن سكانها. وكما كتبت دعاء عادل فشل الفيلم في توصيل رسالة تبعث على التعاطف مع أبطاله، ورسم التفاصيل بفجاجة، وإن كان يحسب له اختياره للموضوع.

وبغض النظر عن رسم صورة صادمة لحياة العشوائيات وأطفال الشوارع، كان مسار أحداث الفيلم وحبكته كوميديا بالنسبة لي ، حتى ظننت أن الاسم الذي ينطبق عليه أكثر هو "حين مسخرة". أراد الفيلم بصورة غير معقولة أن يعرض لكل الشرور والمصائب الممكنة في فيلم واحد ( أطفال الشوارع ، التحرش الجنسي، المخدرات، التعذيب، الشذوذ الجنسي، عقوق الأبناء، الفساد، الرشوة، استغلال النفوذ، الاستغلال الجنسي...الخ) لتكون النتيجة النهائية أن لا يقول شيئا عن أي منها. كما أن الخط الدرامي الخاص بسمية الخشاب كان كاريكاتوريا هو الآخر، فطوال الفيلم وهي تخرج من حادث اغتصاب إلى آخر، ومن تحرش جنسي إلى آخر، وتتوقف قليلا لتعمل في الدعارة..الخ. أما المجموعة الإرهابية العبيطة التي تعجز عن اقناعك تماما بأنها مجموعة إرهابية -وإن كانت متميزة جدا لتستخدم ويندوز اكس بي في التسعينات- ، والنهاية البائسة للفيلم فجاءا ليكملا صفة المسخرة التي تذكر برائعة خالد يوسف " خيانة مشروعة" - ولكن حتى لا نظلم حين ميسرة، فهو أفضل من خيانة مشروعة- وحرم هذا الفيلم من صفة الرائعة غياب الممثلين العظام ابراهيم عيسى وخالد يوسف والمغني الذي لا أذكر اسمه الذي يغني أغاني نضالية.

هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

يهمني الجزء الخاص بالمخبر الذي يتفحص ركاب الميكروباص فيصطاد الفريسة المناسبة.
أحكي لك حكاية، منذ سبع سنوات أخطأ المخبر وضابط الشرطة في اصطياد الفريسة، فقد كان طالبا جامعيا ليس معه بطاقة لكن معه كارنيه الجامعة. نزلوا في الواد ضرب حتي سقط مغشيا عليه. أصدقاء الشاب اتصلوا بعائلة الولد وأبلغوهم أنه محتجز في كمين.
تصادف -لسوء حظ المخبر والضابط - أن هذا الشاب ابن لعائلة واصلة جدا، فعمه مدير أكبر مستشفي حكومي في الجيزة، وأخيه وكيل نيابة متزوج من ابنة أحد مساعدي وزير الداخلية، وكل منهما له شبكة اتصالات واسعة تحصل علي الحق والباطل بشكل يخيفك فعلا.

المهم المخبر والضابط لبسوا جلاليب بعد كده وقعدوا يشربوا الشاي مع المدامات بتاعتهم في بيوتهم.
ربك بيخلص الحقوق باردو علي الأرض في أحيان كتيرة جدا، وناس كتير بتقوم قيامتهم قبل ما يموتوا. الظلم قبيح

Dina El Hawary (dido's) يقول...

Good Review ya Mohammed .. I agree with almost all the points
Bravo

مرقس موريس يقول...

انا بقي يهمني رايك في فيلمي السوق خارج علي القانون والجزيره احب اضيف حاجتين مهمين لكل من الفيلمين اولا فيلم خارج علي القانون بكل المقاييس فيلم لا يمر مرور الكرام علي السينما لانه فيلم من العيار الثقيل جدا لانه فيلم سسبنس يعني فيلم اجتماعي في اطار تشويقي والفيلم يا استاذ غير مباشر كما تعتقد انه مباشر بل وممل ايضا علي حد تعبيرك .انا بقول انه فيلم مش اكشن بقدر ما هو انساني جميل يحمل معني وقضيه واحساس .اما تعليقي علي الجزيره فانه فيلم اكشن للاكشن انا كنت قاعد متنرفز من احداث الفيلم المثيره فعلا.. ضرب وحرق ومخدرات وجريمه في صوره تشويقيه فوق الرائعه لكن من الصعب ان تهدا وتدرك جوانبه الانسانيه والاحساس وحبكه السيناريو الانسانيه وسط هذه الضجه العارمه التي شملت الفيلم كله تقريبا الناس مبسوطه بالسقا وهو بيضرب ويحرق ويموت ويطارد في مشاهد رائعه وده يكفيها ويبسطها ويريح المؤلف والمخرج من سرد انسانيات جميله يفتقدها الفيلم الي حد بعيد ..و تعليقي علي حين ميسره انه فيلم جميل وعمرو سعد ليه مستقبل هااااايل وهو فعلا نجم صاعد من صناعه المخرج الجبار خالد يوسف..

غير معرف يقول...

رئيسية الموقع :
مصر اليوم
اخر مواضيع منتديات مصر اليوم :
ترددات قنوات النايل سات الجديدة بعد التعديل
اهلا بكم , اضع لكم موقعى لتتطلعوا عليه

منتديات مصر اليوم هى منتديات عامة تهتم بالكثير من الاشياء المصرية . منتديات مصر اليوم هى منتديات عربية عموما مصرية خصوصا و هى منتديات عامة تهتم بكل ما يهتم به الشباب المصرى من الحوار او النقاش او اخر الاخبار او جديد الصور و الاغانى و الالبومات و الكليبات و الافلام و النكت و الفيديوهات و الموبايلات و تحتوى على اقسام مميزة مثل قسم اللغة الانجليزية و قسم اصحاب المواقع و المنتديات و قسم البرامج و القسم الاسلامى و قسم المرأة و قسم الرومانسية و الرياضة المصرية و الكثير ....
شاهد اقسام المنتدى :
اخبار مصر صور نكت مصرية اغانى قنوات و ترددات اخبار الرياضة المصرية مشاهدة مباريات بث مباشر اسعار السيارات