الثلاثاء، أكتوبر ٢٦، ٢٠٠٤

مظاهرة مو حفلة موسيقية



اليوم كنت اقرأ بلوج ايهاث العربي و كانت بتحكي للعرب المساكين عن الديموقراطية اللي بيسمعوا عنها بالتلفزيون و انها غير صالحة للنمو في التربة العربية... المهم ، اللي لفت نظري هو هذا الجزء

( في إحدي تلك المسيرات علق والدي "هذه ليست مظاهره......هذه حفله في الشارع". كان يعلق علي الأغاني و الرقص و المطربين المتنوعين المنظمين للمظاهره. "في أيامي كانت المظاهره تعني طلق ناري, شرطه و إ عتقال وسجن". )

حقيقي لان أنا عندي نفس الشعور.....

دعوني احكي لكم...

مرة بعد مظاهرة اخترقنا فيها النص غير المكتوب ( ممنوع الخروج خارج أسوار الجامعة ، يسمح فقط بالتظاهر ضد اسرائيل و الامبريالية داخل الجامعة) و خدعنا اللواءات و الضباط و جنود الأمن المركزي و أمن الدولة و عربات المطافئ و المسلحين بالغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطي و طلقات الرش و المخبرين ( كل هذا من اجل 400 متظاهر تقريبا) و نجحنا في الخروج الى الشارع.....

اليوم انا اكثر حكمة من ان اعتقد ان المظاهرة قد تحمل تغييرا... و لكن... ذلك الشعور... في تلك اللحظة.... عندما وطأت اقدامنا الأرض المحرمة .... أرض الشارع و صرخنا بكل ما نريد من شعارات .... و لذة النصر الصغير... ان مجموعة من طلبة الجامعة قد خدعوا كل هؤلاء الحمقى... و أننا انتزعنا جزء صغيرا من حقوقنا... حتى لو كان جزء ميكروسكوبيا.... ( الدستور المصري : المادة (54): للمواطنين حق الاجتماع الخاص فى هدوء غير حاملين سلاحا ودون حاجة الى اخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة. والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة فى حدود القانون. ) .... يا له من شعور.... و كان الأمر مضحكا نوعا ما.... اذ أخذنا نتطلع الى الجماهير في الشارع متوقعين منهم المشاركة معنا ، في حين نظروا هم الينا باعتبارنا مخابيل سيسحقون بعد ثوان قليلة....

المهم ، انتبه الجنود للخدعة و جاؤوا راكضين ملوحين بعصيهم ، و هنا بدأ المتظاهرون في الركض ....
every man for himself

و فكرت بعد أن عدت للبيت ، أي متعة في المظاهرات المملة الأشبه بالنزهات و المناسبات الاجتماعية و التي يمكنك ان تصطحب فيها اطفالك ، أي متعة عندما لا تشعر بالاثارة والترقب و بأنك حطمت الخوف داخلك و بأنك انتزعت شيئا كان محرما عليك ؟؟؟

و لماذا لا تقرأ دستور جمهورية مصر العربية؟؟

هناك تعليق واحد:

ihath يقول...

يا أخي مبروك عليك القمع. يظهر إنك تحب وطنك كثيراً لدرجة أنك تستمتع حتي بضرب العصا فيها. ضرب الحبيب ولا أكل الزبيب - -يظهر إنه عنك هذا المثل يترجم ل الضرب في الموطن ولا حفله في الغربه. أنا أحسدك علي حسك الوطنى وشعورك بالقوميه. أنا عن نفسي تكفي نظرة تهديد من بعيد علشان أطفش وأنسي القوميه وكل ما فيها. من اليوم و رايح رح أسميك السيد الحنك المطقوق لأسباب واضحه