الثلاثاء، فبراير ١٥، ٢٠٠٥
بس بس ناو
هل قلت لكم قبل اليوم أنني أعشق القطط ؟
أترككم مع ما يصلح أن يكون موضوعا في مدونة:
فراس زبيب - الحياة كتب:
"القطة التي سميتها شاي، لانني لا اعرف اسمها، ولان لون وبرها يشبه لون اوراق الشاي اليابسة، لا تحبني الا في أحيان. تأتي اليّ حين يحلو لها، او لا تأتي. تهرب مني وتختبى تحت المكتبة او خلف الكنبة حيث لا استطيع الوصول اليها، حتى يحلو لها الخروج. احاول احيانا ان اغريها بالطعام، فتأكله وتعود الى مخبئها. تفعل ما يحلو لها، القطة التي سميتها شاي، والتي لا يعجب اسمها الا من لا يفهم معناه. يعجب الاسم الفرنسيين الذين يسمعونه كصوت خال من اي معنى، ويصبح بالنسبة اليهم اسم القطة هو معناه الوحيد. العرب، في المقابل، لا يعجبهم. "شاي، كالذي نشربه؟، لماذا لا تسميها قهوة؟"، قالت اختي بسخرية، كأنها لا تسمع جمال الصوت لأنها تعرف معناه. كلمة شاي التي طالما كان لها معنى واحد في ذهني، بات لها منذ شهر معنيان. بت اقولها عشرات المرات كل يوم، فهي، وحدها، تؤلف معظم حواراتي مع قطتي. والارجح أن القطة لا تعرف ان شاي هو اسمها. شاي تعني لا، حين اقولها بصوت مرتفع ومهدد، فتفهم النبرة ولا تأبه للكلمة. وحين أناديها بهدوء ودلع، لاحثها على المجيء نحوي، تنظر الي بعينين واسعتين كأنها لا تجد في ما أقوله اي معنى، وتنتظر مني ان اضيف الى صوتي لهجة تفهمها" لأن اسمها وحده لا يكفي.
الاصوات هوس قطتي الدائم. الاصوات التي لا اسمعها أنا، تكفي لايقاظها من نومها الخفيف. تحرك اذنيها نحو مصدر الصوت من دون ان تحرك رأسها، حين يكون الصوت بعيداً او خفيفاً. تستمع بأذنيها الى الاشياء كما ننظر اليها بعيوننا، وهي لا ترتاح ابداً من الاصوات والضجة. تحترس من كل ما تسمعه، فكل صوت بالنسبة اليها خطر محتمل، كأنها لا تزال فريسة حيوانات اكبر منها، في غابة خطيرة، بل كأنها لا تزال حيواناً برياً.
الطابة التي اشتريتها لها من المحل المخصص بمستلزمات الحيوانات الاليفة، لم تعجبها. ربما كان حجمها هو الذي يخيفها، او الصوت الذي تصدره حين تقذفها. لا تلعب بلعبتها التي اشتريتها لها بل بكل ما تجده. تسرق من المنفضة بقايا سجائري، وتأخذها الى احدى زوايا الغرفة لتلعب بها. تضع واحدة منها على الارض وتنظر اليها مطولاً في البداية، كأنها تنتظر منها ان تتحرك وحدها، او كأنها تتأكد فقط من انها لن تفعل. ثم تقترب منها وتحركها بيدها، وتخاف منها حين تتحرك. تقضي ساعات على هذه الحال، بين قفزة على فلتر السيجارة وكأنه فريستها، وقفزة بعيداً منه، هرباً منه، كما لو كان عقرباً يلسع. تلعب بالاشياء كأنها تتدرب على الصيد وعلى الهرب، او كأنها تمنح الجماد حياة بتحريكه، ثم تخاف من الحركة التي بثتها فيه.
ومنذ جاءت شاي من مدينة ريمس في حقيبة صديقتي اوليفيا, ما عدت اعيش وحدي في شقتي الباريسية. كنت خائفاً يومها لأنني قبلت بالقطة من دون ان اراها. فالصور الاربع التي اخذتها اوليفيا بهاتفها الخلوي وأرسلتها الي عبر البريد الالكتروني لم ار فيها القطة. عرفت فقط ان القطة تحب اللعب، لأن الصور كلها كانت مشوشة كما تكون الصور المتحركة. ذيل القطة واحدى قوائمها في صورة، وطابة من الفرو البني تركض في اخرى، لم ار القطة فعلاً الا حين خرجت من حقيبة اوليفيا. اعجبتني منذ رأيتها، فلم اندم لأنني قبلت بها قبل ان اراها. ولكنني خفت من الا تعجبني، قبل ان تصل، فقالت لي اختي ممازحة، انني اذا لم أقبلها لجمالها، ربما احتفظ بها شفقة على قباحتها.
اعطتني اوليفيا مع القطة علبة دواء، وقالت انها مصابة برشح، وانني يجب عليّ ان اعطيها الدواء كل يوم لمدة اسبوع، ثم آخذها الى البيطري. لم انس ان اعطيها دواءها يوماً، كما انسى غالباً ان آخذ دوائي، ووفرت مالاً من مصروفي الشخصي لآخذها الى البيطري. انتبه عليها، واحاول الا اتأخر حين تكون وحدها في البيت. كأنني ما عدت اعيش وحدي في شقتي الباريسية، منذ أتت شاي لتعيش معي، وكأنها احياناً تجعلني اصبح رجلاً افضل."
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٩ تعليقات:
القطط كائنات جميلة جداً. أول قطة حبيتها كانت قطة لقيطة سميناها حلّزة لقيناها في دهب وكان عمرها أسبوع وجبناها معانا واستقرت عند أعز صديقاتي. وبعدين كان في نيتشه وبعدين مرسي وبعدين دلوقتي كفته: أحلى قط في الدنيا كلها :)
أنا اتفق مع كاتبة المقال: القطط تجعلنا أشخاص أفضل :)
كنت اريد الحديث عن حبي للقطط في صغري ..ولكنني كنت أخجل ..لماذا لا أدري..ولكنك شجعتني..خلاص حنديها مياو...:)
كاتب المقال يا رحاب
الرجال - أيضا - يحبون القطط
آخ! معلش! مش قصدي :)
القطط حيوان مؤنث,و هذا سبب كافي لان اعشقها,تجربتي مع القطط تتخطي ال10 سنوات,اجيال من القطط,بلدي و سيامي و رومي
بل اني استطيع اناقول اني من نسل سلالة من مربي القطط
اخر قط جاء اختلفنا في تسيمتة,ارادت امي ان تسمية اسما تقليديا,لكن اخي اصر علي تسميتة بزغلول,لا تضحكوا من فضلكم
اما انا,و كنت وقتها لازلت طابا بالكلية اردت ان اسمية Compiler تأثرا باجواء الكلية مما اصابة,اي القط,بالحول نتيجة مناداتة باكثر من اسم
مات زغلول منذ بضعة اعوام ,و اصررت علي عدم احضار اي حيوانات اليفة اخري الي المنزل,بجانب النظافةو الحشرات هناك ازعاج موسم التزاوج و لكن كل ذلك يتضائل امام مسئولية رعاية كائن ابكم عاجز عن التعبير,اراها مسئولية,بدون اي ادعاء لا تقل عن مسئولية رعاية طفل صغير
لماذا اتحملها؟؟
أنا عن نفسي مش باحب القطط خالص مش عارفة ليه، مع ان أبي بيحبهم جداً، ودايماً يحكي لنا عن قططه عندما كان يربي قطط في منزل العائلة الكبير. ينتابني شعور بعدم الارتياح عندما أرى أي قطة، غلسيين كده ولزجين. أفتكرت موقف الأسبوع اللي فات كنت في سيوة الجميلة مع أصدقائي الحيوانات، وأول ما نطلب الأكل هوبّا كل القطط تتلم ويقرفونا واحنا بناكل. بس كده.
افتكرت أغنية لنجاح الموجي في فيلم مش فاكره اسمه: بس بس ناو يا بس بس ناو الليلة الليلة هناكل الجو هوبّا.
:) الست نعامة
الفيلم اسمه "من يطفئ النار".. وليد توفيق، رغدة، آثار الحكيم، فريد شوقي، ونجاح الموجي - الله يرحمهما
I had a cat.. called it "here-boy".. lost it 3 years ago :(
شكراً يا شروق على المعلومة، أول ما قرأت تعليقك الضحك نزل عليا لمّا أفتكرت نجاح الموجي الله يرحمه وهو بيغني الاغنية هااهاهاهاهاهااااااااا.
إرسال تعليق