
أعود الى الكتابة بعد توقف قصير ، بناء على رغبة الجماهير ( في الواقع ليسوا سوى رسالتين من رامي و ايهاث للاطمئنان على أنني لم اقتل نفسي حتى الآن أو أرقد متعفنا في أحد الأقبية )....
المهم، بينما كنت مشغولا بالصدح بانغام رائعة تتصاعد من حلقي مصاحبا أغنية تتصاعد بدورها من مذياع السيارة ، تذكرت شيئا دون سبب واضح فالتفت الى صديقي و سألته :" الراجل ده بتاع تونس اللي نصب نفسه رئيس بالدراع حصله ايه؟" ... و بما أنه لم يعرف شيئا قررت البحث بنفسي...
تونس الخضراء احدى الدول المتميزة بديكتاتورية رائحتها تزكم الأنوف
بعد هذا السطر لا بد أن هذه الصفحة قد حجبت عن المتصفحين في تونس... و اذا حدث و دخلوها بصورة ما فليس من المستبعد القبض عليهم بتهمة الدخول الى مواقع محظورة
كانت هناك انتخابات رئاسية في تونس مؤخرا
و في أجواء ديموقراطية تتمتع بالشفافية و النزاهة و العدالة و المساواة و الحرية و الديموقراطية و القانونية و الملوخية بالأرانب فاز زين العابدين بن علي ب 94% من أصوات الناخبين ...
تلى ذلك قيام أحد المرشحين و يسمى "الطيب السماتي" عن حزب صغير هو حزب العمل ب....
تنصيب نفسه رئيسا!
و أصدر بيانا نصب فيه نفسه رئيسا كما شكل وزارة ضمت معظم قوى المعارضة التونسية ، و ختم بيانه باعلانه:" يقع تمرير السلطة من بين أيدي الرئيس السابق زين العابدين بن علي لفائدتي أنا الرئيس الجديد يوم غد الثلاثاء 26 أكتوبر بقصر الجمهورية بقرطاج على الساعة الحادية عشر صباحا طبقا لإرادة الشعب التونسي.
يكون خط سيري من منزلي إلى قصر قرطاج كالآتي:
أغادر منزلي على الساعة 8 صباحا لاستقل قطار 8 و 12 دقيقة ومن ساحة برشلونة استقل المترو الأول في اتجاه محطة ت ح م لاستقل منها المترو الثاني في اتجاه مدينة قرطاج وعندها أترجل حتى قصر الجمهورية لأدخله من" بابه الكبير"
أطالب بكل لطف الإخوة المحترمين المعارضين السياسيين والمواطنين التونسيين الذين يريدون حقا تغيير هذا النظام المستبد بمرافقتي غدا على خط سيري هذا نحو مستقبل واعد لتونس الخضراء، نحو غد أفضل، نحو نظام ديمقراطي حقيقي."
و مذيلا بيانه بتوقيع :
الطيب السماتي
رئيس الجمهورية التونسية
و بعد يومين......
الطيب السماتي
أنا تحت الإقامة الجبرية
رئيس الجمهورية التونسية
كنت انوي الذهاب يوم الثلاثاء 26 أكتوبر إلى قصر قرطاج لمطالبة الرئيس السابق بن علي بتمكيني أنا الرئيس الجديد من السلطة التنفيذية ، لكن كما كان منتظرا حضر أعوان الأمن امام منزلي وصاحبوني حتى محطة الارتال أين وجدت عددا أخر من الأعوان و أعادوني إلى منزلي و أمروني بعدم مغادرة المنزل و قضيت يومي الثلاثاء 26 والأربعاء 27 أكتوبر تحت الإقامة الجبرية بمنزلي و الأمن في حراستي.
سمح لي بالخروج من منزلي يوم الخميس 28 لكن يصطحبني في كل خطوة 2 أعوان الأول عن يميني والثاني عن شمالي و عدد آخر يراقبني من بعيد و من قريب
و خاتما بيانه بنداء:
هلموا جميعا إلى الشارع .
همممممممم
هل من حق سياسي من قوة هامشية القفز فوق الدستور و القانون التونسيين و تنصيب نفسه رئيسا دون أخذ رأي الشعب بكل هذه البساطة ؟ و ما الفرق بين هذا و بين الانقلاب على النظام التونسي ؟ و لكن اذا كان رأي الشعب في الانتخابات التونسية مزورا و الدستور عدل - بعد استفتاء جماهيري بالطبع- ليمدد الحكم لزين العابدين "الى الأبد" بدل ثلاث فترات في الدستور القديم فما العمل؟؟
ما العمل مع مثل هذا الديكتاتور التونسي؟
عموما
محاولة - و ان كانت كوميدية- تنضم لبقية محاولات العرب الفاشلة ، و ميزتها الوحيدة هي أنها انقلاب دون دماء أو عسكر .....