الأربعاء، ديسمبر ١٥، ٢٠٠٤
حكايات مملة غير مترابطة
مرة منذ زمن حكيت لصديقي (م) عن حلم من أحلامي
و بدات حكايتي بالحديث عن كتاب : الطرق الزرقاء - رحلة الى أمريكا
عن رحلة قام بها ويليام ليست هيت مون على الطرق الداخلية ( التي تعلم باللون الأزرق في الخرائط القديمة مقارنة بالطرق الحمراء السريعة) في أمريكا بعد خسارته عمله و زوجته في يوم واحد...
لم أخسر زوجتي ولا عملي ( على كل حال ، فانا لا أعمل أصلا حيث أنهيت دراستي للتو كما أنني لست متزوجا ) و لم أكن أريد القيام برحلة الى أمريكا... و لكن (م) فهم ما أعنيه على الفور....
قال لي : أتريد أن تقوم برحلة الى مصر الأخرى؟
قلت له ان هذا حلمي ، فقال (م) أن هذه الفكرة خطرت كثيرا بباله.
في فورة حماس سألته : " متى ننطلق اذن؟"
مد يده في وجهي و بدأ يعد : " النقود...."
"مالها الفلوس ؟ نسافر زي ما الناس الغلابة بيسافروا لمناطقهم ، معديات و كاريتات و درجة تالتة..."
" هتنام في فندق المحطة ؟ مع البق و البراغيث ؟ ، هتتفرج على ايه ؟ بيوت قديمة ، شوارع مش مرصوفة ، ناس طهقانة و كفرانة ؟ ترعة فيها زبالة و حيوانات ميتة ؟"
ثم أضاف بالانجليزية ما يعني أنك بمجرد أن تشاهد واحدا فقد شاهدتهم جميعا....
صب سطلا من الماء البارد على حماسي
حاولت ايصال قليل من الحماس اليه فقلت له : سنبلوج عن رحلتنا سويا في بلوج خاص! أليس هذا شيقا ؟ محمد و (م) يسجلان رحلتهم في كافة أنحاء مصر !
هنا انطلق في الحديث عن امكانك الكتابة في البلوح مستخدما الهاتف الخلوي و مرسلا منه ايميلا الى السيرفر...
ماتت المحادثة...
****************
بعد يومين كنت قد قررت أن اواصل حصاره .... و لكن لم الاكتفاء بمصر فقط؟!... سألته لجس نبضه : هل سمعت عن اتفاق الحريات الأربع ؟
هز راسه : عايز تسافر السودان ؟
-لم لا ؟
هز رأسه من جديد و لم يعلق
***************
سألت صديقا لي من احدى مدن الصعيد عن اتفاق الحريات الأربع ؟
قال لي: يا عم جواز سفر ايه ؟ انت تشوف زول طيب كده من اياهم وهوا يدخلك من غير مشاكل...
***************
مقال في جريدة الصحافة السودانية يصف الحقبة الماضية بأنها :
"حقبة فاقت فيها محاولات الاذى المتبادل خيال كل متشائم، وضاعت الاصوات الحريصة وهي تحاول التنبيه إلى مآلات تلك السياسات، ومدى إلحاقها الضرر البالغ بالعلاقات الشعبية التي كان ينبغي ان تحصن ضد خلافات الحكام وتعارض السياسات"
***************
كتابة قديمة لي قلت فيها :
تكلم اذا شئت عن العلاقات المصرية السودانية الغائمة و البعيدة عن الوضوح تماما بالنسبة للجماهير فتتأرجح وحدها من دعم لنظام الى الهجوم المتبادل و التوغل العسكري و الانسحاب و محاولات الاغتيال و دعم المعارضة او الحكومة و الانفتاح و لعب دور الوسيط انتهاء باتفاق الحريات الأربع
كل ذلك يجري و نفس النغمة الخائبة عن عمق الأخوة المصرية السودانية سواء كان الوضع هو اطلاق نار أو فبلة فرنسية و غياب تام لأي تفاصيل سواء في الصحف الحكومية او المعارضة التي للأسف لا تبدي أي اهتمام... أي اهتمام مطلقا ببلد معقد و متشابك كالسودان...
و النتيجة ان معظم ما تسمعه الجماهير هو مجموعة من الكليشيهات المنومة التجهيلية و هم يغيرون المحطة ليحصلوا على اخبار أكثر تسلية بينما يتأرجح السودان اليوم على حافة بركان ....
مساحة سودانية حرة
ربما سأتحدث لاحقا عن العالم العربي الذي لا يعرف شيئا عن أجزائه الأخرى بينما يحاول ان يمد يديه الى الغرب لكي يفهمه....
**************
أقرأ كتاب السودان و اهل السودان ليوسف الشريف
أشعر بالخجل من جهلي المريع
أردد
حزب الامة : المهدي ، صادق المهدي ، خلاف مع مصر
الحزب الاتحادي : اسماعيل الأزهري ، الميرغني
الحزب الشيوعي المنقرض: المحجوب
الاسلاميون : الجبهة ، الترابي ، حلفاء لنميري ثم المهدي ثم البشير ثم للدارفوريين
الاستقلال ، حكومة السيدين ، الفريق عبود ، 1964 ، مجلس السيادة ، نميري ، الانقلاب الشيوعي 1971 ، انتفاضة 1985 ، الصادق المهدي ، الانقاذ 1989 ، البشير ، الترابي ، البشير
البرلمان صوت في 1953 لصالح الوحدة مع مصر
1954 ضدها
**************
صديق يحكي لي عن طفلة من ام مصرية و اب سوداني و بالتالي تحمل جنسية سودانية
في سنة من السنين و في أول أيام العام الدراسي رفضت مديرة المدرسة السماح لها بالدخول..
ليه؟
تعليمات أمن الدولة.. لازم تصريح....
الى أمن الدولة..
ضابط يبدأ بالاعتذار للطفلة ذات الاثني عشر عاما بأنها اجراءات لا مفر منها
ثم يبدأ أسئلته :
ما علاقاتك بالمعارضة السودانية ؟
**************
أستخدم ايميل صديق لتبادل الرسائل مع شاب فلسطيني يحمل جنسية اردنية و أمريكية و انهى للتو دراسته في احدى الجامعات الأمريكية
كان احمقا قليلا
يحمل صورة وردية عن العالم
اذ أنه رغم اقامته في الوطن العربي لم يفهم شيئا على ما يبدو... او ان والده لم ينقل له خبرته....
لم استخدم اسمي الحقيقي في توجيه الرسائل اليه و انتحلت شخصية صديقي لانه كان يعرفني و كان يعرف أني لا اطيقه و هو ايضا على ما أعتقد...
اشتركنا سوية في حب الفتاة ذاتها
و لكن ليس في الوقت ذاته
اقتربت منها بعد ان تركها محطمة لنبدأ قصة فاشلة اخرى للفتاة المسكينة
الا أنني لسبب ما رغبت في مساعدته عندما كان يستفسر عن عمل
و رددت على تساؤلاته الغبية على غرار : " عندماأصل أي بلد عربي للعمل فسأستخدم جواز سفري الأردني ليعرفوا أنني عربي و يحسنوا معاملة أخيهم في العروبة..."
ايه العبيط ده؟
بل انني لا اذكر حتى اذا ما كان جواز سفر أردني ام وثيقة سفر مصرية أو أردنية...
أقنعته و توسلت اليه ان يستخدم جواز سفره الامريكي و أن موظفي الجوازات سيقدرون عروبة اسمه و يحيونه تحية عربية أصيلة....
لم يبد عليه الاقتناع فاضطررت الى أن أقص عليه ما حدث في يوم العيد عندما زار الرئيس السادات تل أبيب و وجد كل الفلسطينيين الذين اعتادوا النضال في مصر انفسهم مطرودين مع ما استطاعوا حمله ساعتها
أو أن كل فلسطيني على أرض مصر هو مشتبه لا بد أن يكون له ملف في الامن المصري ....
اقتنع على ما يبدو...
لا أعرف أين هو الآن...
في دبي حيث نصحته ان يذهب؟
في مصر حيث حلم أن يعيش؟
في أمريكا؟
لم أسمع منه بعدها ....
الفتاة؟
بدأت على حد علمي في قصة حب ثالثة ، ام تراها رابعة ؟
العدد في الليمون
كما نقول.....
*لوحة لمحمود سعيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (٢):
http://dvd.monstersandcritics.com/news/article_2975.php/The_Motorcycle_Diaries_DVD_Details
Go see the movie and then find a way to go on that trip.
كنت سأقول افعل مثل هذا الزوج من الرحالة، لولا أن ثلاثة أرباع [كل؟] دول العالم ستكون مغلقة في وجهك.
إرسال تعليق