كلامي اليوم سيكون طويلا و مملا لأبعد درجة ، و هو كلام أحمله في داخلي منذ فترة لا بأس بها... ربما منذ ما يزيد على العام.... و قد بقي هذا الموضوع على قائمة مسوداتي في بلوجر لمدة تتجاوز الأربعة شهور...و شهرا آخر بعد أن أنهيت كتابته مفضلا عرضه على عدد من الأصدقاء قبل نشره ، منهم من قال انه "مش بطال" و منهم من كرهه و طلب مني أن لا أنشره و اليوم حسمت ترددي..
*******
أحاول بصعوبة أن أركز أفكاري لأتخلص من كل هذا الكلام مرة واحدة و للأبد....
جهزت "عدة" الكتابة ، علبة السجائر و مطفأة و ولاعة و موسيقى...
لا يوجد من هو اكثر مني من يصاب بالغيظ عندما أسمع بحديث الأمريكيين عن الاصلاح و "دمقرطة" العالم العربي بالسلاح أو غيره ... أو عندما أقرء تفاخر الكتاب الغربيين بفشل العالم العربي و حاجته الى الرجل الأبيض في تشف و اذلال...
و لكن مع ذلك ، فقد كانت لحظة سقوط النظام العراقي لحظة فارقة... بالنسبة لعدد لا بأس به من العرب...
ليست لحظة تاريخية بالصورة التي يصفها بها بوش ... ربما كانت نوعا من صدمة مواجهة النفس بحقائق الأشياء... ربما كانت صدمة أننا نحمل بين ظهرانينا الكثير ممن كفروا بتلك الدولة التي ظننا انها موضع اجماع....
قبل الحرب على العراق ربما كانت الأمور أبسط و أسهل... نحن في مواجهة اسرائيل و حليفتها أمريكا ... و لكن ، جاء الأمريكيون ليحملوا واقعنا السيئ و يفردوه أمام وجوهنا و يقولوا أنتم شعوب متخلفة تستحقون ما نفعله بكم...
دافعنا عن أنفسنا : الظروف... المجتمع... الغرب ساند الحكومات الديكتاتورية... سلم التطور... الحقائق... التاريخ.... انتم منافقون... ليس لكم الحق... ليس لكم مصداقية... ساندتم بينوشيه و أسقطتم مصدق...
تثاءبوا في ملل و قالوا أن هذا هو الوقت... هل يمكنكم التحسن خلال ... امممم... خمس دقائق؟ لا؟ اذن تنحوا أيها البدائيون و اتركوا المكان لنا لأننا لن نقبل بكم على هذه الصورة و لأننا - على فكرة - نملك أيضا القوة المطلقة....
لنعد الى الأيام الأخيرة للنظام العراقي...
كنا نحن العرب "نشجع" في مباراة حربية متلفزة العراق بالطبع ... لا ، ليس بالضبط لأننا نحب الديكتاتور العراقي أو لأننا نحب الديكتاتورية لاننا مازوشيين ، و لكن لأننا رفضنا أمريكا بصورة مطلقة و رفضنا سياساتها الخارجية و لم نثق بها و لم تتمتع لدينا بمصداقية و لم نثق في أكاذيبها الخائبة و تبريراتها فضلا عن أن الامر بدا لنا في غاية الوقاحة عندما قالوا أنهم جاؤوا لصالح العراقيين ... لا بأس.... كلا ، لن أتراجع عن موقفي الآن بأثر رجعي ، و بعد أن حدث كل ما حدث ، و لن أعتذر عن موقفي و لا عن مشاركتي في تظاهرات ضد الحرب ، و لو عاد الزمان بي فسأكون ما زلت معارضا لتلك الحرب...
الأمريكيون يتقدمون .. العراقيون يخسرون....
ظهر السؤال ... الهام نوعا ما....
أين سيقف الشعب العراقي ؟
سأستعين في هذا المقال بعدد من مقالات الكاتب المصري المعروف فهمي هويدي باعتبارها قريبة من رأي الشارع العربي
في 8 ابريل ، قبل يوم واحد من سقوط النظام العراقي و اسقاط التمثال في ساحة الفردوس ، كتب فهمي هويدي مقالا في الأهرام بعنوان النصر و الهزيمة قال فيه أن الشعب العراقي اختار الوطن غاضا النظر عن عذابات الداخل ..... فعندما ووجه بعدوان خارجي ، اختار الشعب الانحياز للداخل... للدولة الوطنية ....
"لم ينتبه الغزاة الذين خططوا للحرب إلي أن كثافة الضربة الأولي أيقظت الحس الوطني لدي الجماهير, التي أدركت أن الوطن في خطر, وليس النظام القائم وحده, وهو ما أدي علي الفور إلي تراجع أحزان الداخل وعذاباته خطوة إلي الوراء, بحيث احتلت المقدمة فكرة الاحتشاد والاستنفار لصد خط الغزو القادم من الخارج. وفي اللحظة التي استنفر الضمير الوطني خسر الغزاة رهانهم علي انهيار الداخل, ودخلت الحرب منعطفا آخر لم يكن في الحسبان"
في 9 ابريل ، سقط النظام و رأينا العراقيين يحتفلون.....
جاءت مرحلة الصدمة عند الجماهير العربية عندما فوجئوا بالطريقة التي انتهى بها كل شيئ ، و غرقوا في الاحباط : " العرب مهزومون دائما ... ، مهما كانت قضيتهم عادلة... خسرنا فلسطين في 1948 ثم في 1967 ، و الآن العراق... نحن مجموعة من الفاشلين..." ( عن مقال لناتاشا طوال عن المشاعر العربية بعد سقوط بغداد)
شاهدت بعد أيام قليلة من سقوط بغداد الكاتب المصري اليساري صلاح عيسى على قناة دريم الفضائية يقول أن الديكتاتورية تؤدي الى الاحتلال ، الاستبداد لا بد أن يؤدي الى الاحتلال... الاستبداد يقتل معنى الوطن....
و تلى ذلك رؤيتي على القناة ذاتها لابراهيم عيسى ذي الحس الساخر و هو يقف و يرفع يده ثم يسقط نفسه على المكتب و يقول أن هذه هي الطريقة الوحيدة لرحيل أي حاكم عربي....
حيرة و احباط.....
ما العمل ؟
في رواية شهيرة لروائي شاب ( أن تكون عباس العبد لاحمد العايدي ) تحدث البطل ساخرا عن المحتل الخارجي و المحتل الداخلي..
و تكونت نظرة متشائمة ساخرة تقول أن الخيار هو بين المحتل الاجنبي و المحتل الوطني...
كتب فهمي هويدي ساعتها مقالا يعبر عن هذه الحيرة ، قائلا أن المخرج من مأزق الديكتاتورية/الاحتلال الأجنبي يكون بتواصل الحكام مع شعوبهم ، داعيا اياهم الى الاستقواء بشعوبهم ضد عدوهم الاجنبي المشترك ، عن طريق منحهم حقوقا حقيقية و تحريك الحالة السياسية الراكدة....
و لكن طريق استجداء الحكام العرب بدا مسدودا ، اذ كانت لدى هؤلاء أجندة محتلفة...
يالبؤس الخيار اذن : ديكتاتورية او احتلال أجنبي ؟
أليس هناك طريق ما ، طريق ثالث؟ و على أي صورة يكون هذا الطريق ؟
بدأ المستشار طارق البشري في كتابة عدد من المقالات عن تكوين حركات معارضة شعبية سلمية تتخذ العصيان المدني سبيلا و تحرك الماء الآسن لتنتزع الوطن من أيدي الحكومات الديكتاتورية و تعيده الى أبنائه...
ستكون هذه المقالات لاحقا نواة لتكوين حركة المعارضة التي بشر بها طارق البشري ، و لكن العامل الأكثر أهمية - في رأيي - سيكون ما حدث في العراق ، ليس لنسبة الفضل الى الأمريكيين و لا اتهاما لحركة المعارضة بانها أمريكية الهوى ، فهذا من السخافة بمكان ، لأن الحركة في قلبها جاءت اجابة على السؤال : و ماذا يفعل من يرفض أمريكا و من يرفض الديكتاتورية في نفس الوقت ؟ و جاءت ادراكا بأنه لا يمكنك أن ترفض الحديث الأمريكي عن الاصلاح لأنه تدخل أجنبي دون أن تحاول تقديم بديل وطني حقيقي ، الا و كنت مؤيدا للديكتاتورية أو منافقا في أفضل الأحوال.....و ربما كان قرب سقوط بغداد من الذكرى الخمسيينية للثورة المصرية تذكيرا بمآل ثورة التحرر الوطنية العربية ، و مدعاة للتساؤل عن مآل تلك الثورات و الى أي مسار انتهت و التساؤل عن السبب الذي دعا الأجيال السابقة للنضال من أجل تكوين الدولة القومية العربية ، و عن الاحلام التي حمّلت بها تلك الدول ، و عن أيها تحقق و أيها أجهض ،و التساؤل : هل ما نحن فيه هو ما ناضل من أجله أجدادنا في النصف الاول من القرن العشرين ؟ و التساؤل : هل فشلت دولتنا القومية العربية ؟ و هل كفر أبناء الوطن بها ؟ و هل وصل قطاع من أبناء الوطن الى درجة من اليأس تجعله يرحب و لو بالشيطان ليخرجه مما هو فيه ؟ و ما الذي يمكن فعله لاستعادة تلك الدولة ولاستعادة ايمان المواطنين بها و لاستعادة الاحلام و الآمال القديمة و لتذكر أن الاستقلال الوطني من الأجنبي جاء ليحمل مميزات لأبناء الوطن حرمهم منها المحتل ، و ليس لمجرد أن بكون لهم استقلال تتغنى به الأغاني دون أن يكون لهم في ذلك الوطن المستقل نصيب...؟
ضغط الأمريكيون على الادارة المصرية مطالبين بالاصلاح ، فلجأت الحكومة المصرية الى استثارة المشاعر الوطنية عند المصريين و مستغلة مشاعرهم المعادية لأمريكا ، و بذلك حصلت على تأييد داخلي معاد للضغوط الامريكية ، أما الخارج فتعاملت معه بأسلوب مختلف ، اذ استخدمت فزاعة الاسلاميين قائلة للغرب أن الديموقراطية تعني أن يصل المتشددون الى السلطة....
ازدادت الضغوط و زاد الاحتقان لاحقا ، فتم اللجوء الى تيمة "الاصلاح الاقتصادي أولا" ، فالاصلاح الاقتصادي أكثر أمانا و لا يصل بالمتشددين الى السلطة - في الواقع لا يصل بأحد الى السلطة - فضلا عن ان الشعب المصري شعب فقير و جائع و جاهل ، و هو بذلك لا يمتلك وعيا سياسيا كافيا ، و ممارسته لحريات سياسية تعني حدوث كارثة، و لذلك من الأفضل اشباعه أولا.... فتم تعيين حكومة تكنوقراط و التبشير بفترة من الاصلاح و الرخاء الاقتصادي دون اي حراك سياسي...
انفجرت الأوضاع في العراق و انتقل الوضع به من سيئ الى أسوء، و من استطلاعات الرأي الأولية التي أظهرت أن العراقيين على استعداد لمنح الأمريكيين فرصة الى أخرى رافضة لوجود الاحتلال.... كيف كان تأثير هذا على الساحة العربية؟ التيار الذي شعر بالاهانة مما حدث في 9 ابريل و بالاحباط نتيجة خياري المحتل الأجنبي و الوطني ، و الذي ستنبثق منه لاحقا حركة المعارضة عند بحثه عن بديل ، خفت صوته ، و علا صوت تيار آخر يؤيد المقاومة باعتبارها معيدة لجزء من الكرامة العربية المهدرة ( اعادة مجانية نوعا ما ، اذ عوضا عن مواجهة المستبد المحلي ، فان مهاجمة أمريكا لفظيا و التضامن المعنوي مع المقاومة العراقية معدوما المخاطر و مقبولان سياسيا )، و كلما غاص الامريكيون أكثر في المستنقع العراقي و كلما استمروا في ارتكاب الفظاعات علا صوت هذا التيار الذي يعتبر ما يحدث في العراق اثباتا لصواب موقفه قبل الحرب و اثباتا لأن الدولة الوطنية العربية لم تمت ، و ان الشعب العراقي لا زال على ولائه للنظام الوطني ، فضلا عن تماهي كل ذلك مع العداء لأمريكا الذي بلغ مستويات غير مسبوقة...
و هكذا استمر فهمي هويدي في كتابة عدد كبير من المقالات عن المقاومة العراقية و الصمود العربي ، و عند لحظة معينة وصل الخراب في العراق حدا مأساويا ، و بدت أمريكا مرهقة و متعبة ، و بما أنه لم يعد هناك تهديد جدي بغزو أمريكي لدول عربية أخرى ، فلم يتم قراءة هذا الخراب في اطار أنه مصير يتهدد الدول العربية اذا تم غزوها و لذلك يجب تقديم بديل لانقاذها من ذلك المصير ، بل تم قراءته في اطار أنه تم هزيمة المشروع الامريكي في المنطقة ( مما يدعو ذلك التيار الى الاحتفال فوق أنقاض العراق ) و أن المحصلة النهائية هي أن الاحتلال أسوء من الديكتاتورية... تمت الاجابة على السؤال الذي بدا شديد المرارة عندما سأله العرب لأنفسهم في 9 ابريل لدرجة مهدت الطريق أمام اجابة ثالثة أصعب على من يختارها و لكنها أفضل بما لا يقاس ... تم اختيار الديكتاتورية... و بذا جاء تصريح للشيخ يوسف القرضاوي الذي يستمع له الملايين متماهيا مع هذه العقلية فقال في برنامجه الشريعة و الحياة ردا على سؤال عن الاختيار بين الديكتاتور و المحتل الاجنبي :
"لا شك إن الإنسان لابد أن يوازن بين الأخطار بعضها وبعض وبين الأضرار بعضها وبعض أي الأضرار أشد؟ ضرر المستعمر القادم من الخارج له أهداف غير أهداف الأمة الكلية وبين الديكتاتور اللي هو أصله من الأمة ولكنه انحرف وطغى، لاشك أن الإنسان هنا يرتكب أهون الشرين وأخف الضررين، ضرر الديكتاتور اللي هو أصله من الأمة أخف من ضرر المستعمر اللي جاي وله أهداف أخرى ."
في الشهور القليلة الماضية شاهد المصريون لأول مرة متظاهرين و حركات سياسية و صحفا تخرق كل المحظورات ، أما النظام المصري فقد قرر الانتقال الى خيار جديد للتخلص من الضغوط بتبني النموذج التونسي ، و ستحمل لنا الشهور الفليلة القادمة اجابة عن اي الجانبين سينجح في تحقيق أهدافه ، النظام المصري مؤيدا بتيار "الصمود" العربي الذي يكره الديكتاتورية و لكنه اختارها ، أم الاصلاحيون الذين يحلمون بطريق ثالث و الذين بدؤوا حركتهم للخلاص من الديكتاتورية و من الخيار الامريكي فلم يجدوا الآن سوى أمريكا لتقف في صفهم - و تستغلهم ان وافقوا على التعاون معها - ، فضلا عن أن تعاونهم معها يعني القضاء عليهم شعبيا و الى الابد ،و تحديهم الأكبر هو أن يظلوا وطنيين و شعبيين و بعيدين عن امريكا ، و ناجحين في الوقت ذاته.....
الخميس، مارس ٣١، ٢٠٠٥
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ١٢ تعليقًا:
3azeezi m7ammed:
ilmoshkila inno i7na 3am innaqish il maw`9oo3 a bit late, althouh y3ni inno you put our dilemma in good words, but why coudlnt we, ilmothaqqafeen il 3arab (7ilwa mothaqqafeen?;) think of all this before, i mean before the war on iraq?
what happened is, and i can tell you cause i live in iraq and i was here during the war too, is that people, and the army, chose to give up il wa6an, so that they dont defend the dectator 9addam, know what i mean? 9addam hurt people to the point that they were, blela `9alma, willing to give il wa6an 3ashan ma ydaf3o 3an 9addam shakh9iyyan, li2ano ikhtazal il wa6an bshakh9oh, o worked with all propoganda means possible to plant inside people the idea that being patriot is loving him personally and defending him personally, il qa2id il tareekhi, il qa2id il `9aroora, o konna na7n, fil3iraq o il wa6an il 3arabi fee 7alat thohool o 9adma mostamirra li3iddat shohoor, we couldnt think right and most of people coudlnt look la 2oddam shway and see that they will be occupied, wallahi wallahi since before the invasion i have been teling people. since more than one year before the war, that the americans are coming to stay, and that they brought all these troops not to catch tan in the gulf area, but to occupy iraq, but no one litsened! 2ana law yi3malooli fa`9a2iyya tin7al mashakil il3alam il 3arabi min zaman wallahi, heh, anyways, back to our subject, although i am like you, so anti saddam and so anti american, and still anti saddam and getting more anti american day by day, but i cant find an answer for the question: what should we really do to fix il wad3 bilwa6an il 3arabi, " ziyadat il tawa9ol bayna il sho3oob o il7okkam lima feeh khayr il jamee3" sounds very much like khi6ab on TV that we clip out hands to and then go to have a big MAC, what can we realy do, as people, in bilad like ma9r, and the gulf, and even Jordan to fix things?
lasto 2adri! lasto 2adri!
ilmoqawama now, realy representa a large sector od the iraqi society, its widly supported and appreciated, while il irhab is of cource marfo`9 o modan, but people really support and fund il mojahideen and thats how ilmoqawama mostamirra, question of the day:
do you think we should stop il moqawama and start building the country until we have dawla mo2assasatiyya qadira 3ala ilqiyam bisho2oonha o bittali qadira 3ala i66alab min il i7tilal (ask nicely)2an yi`3adir, or should be keep kiling few americans once eveeryday, to apply pressure on american people to put pressure on their goverment to leave iraqi, or both?
khalid*
khalid*
رائع
أنا مثلك متردده في الكتابه عن هذا الموضوع منذ شهور .
يبدوا أنك أكثر شجاعه مني
شكرا على اهتمامك و ردك الطويل
للأسف يا خالد ، انا لم أكن اناقش قضية العراق ذاتها ، بل كيف انعكس ما حدث للعراق علينا كعرب ، و عن أولوياتنا و كيفية قراءتنا للعالم و كيف رأيتها تتغير و تختلف متأثرة بالعراق.....
تحليل رائع يا محمد
وان كنت اعرف محتواه من قبل ان تكتبه فقد كنت تنفس عن بعض سطوره معي من حين لاخر
اري معك كثيرا مم تري
غير اني اجزم ان المصلحين كانوا يرون ان الاصلاح وجب منذ فترة سبقت السقوط العراقي
الا ان سقوط بغداد رفع درجة الخطر الي اعلي مستوي واشعر الاصلاحيين ان الامر لا يحتمل الانتظار
رؤيتي الشخصية لم يحدث في الشارع المصري مثلا
ما هي حركات المعارضة ذات القوة في الشارع الان ؟
1. كفاية ذات الامتداد الناصري لكنها لا تملك الامتداد الشعبي والتي تعتبر وليد احزاب لا يثق فيها اكثر الناس بغض النظر عن اخلاص الشباب العاملين معها ....الا ان قياداتها لازالت تملك درجة عالية من العفانة
2. حزب الغد الليبرالي والذي كان فيه امل ليكون معبرا عن قطاع محترم من الشعب المصري الا انه لوث نفسه بشئ من التواطئ مع الحكومة الامريكية كما فعل سعد الدين ابراهيم من قبل
اضافة الي ان نور نفسه اصبح نسخة مشوهة من يوتشنكو الاوكراني حتي في الوشاح البرتقالي الذي يلبسه ولا يمت الينا ولا الي تراثنا باي صلة وكانه مستورد من اوروبا
3.الاخوان المسلمون ذو القوة الشعبية الحقيقية في الشارع تنظيميا الا انهم براجماتيين وليس لهم مواقف ثابتة وشبابهم اصبح مثل قطعان الغنم لا يفكر ولا تشاركه قيادته في اي تاصيل او وضع لاستراتيجية سياسية حالية او مستقبيلة
فمثلا بالامس اي شخص فيهم يقول لك التظاهر ضد الرئيس فتنة ومدعاة للتدخل الاجنبي وفي ثواني القيادة الاخوانية تامر القاعدة الاخوانية بمظاهرات فيخرجوا ولو سالت اي شخص من الشعب الاخواني مالذي تغير من الامس الي اليوم لن يعرف ماذا يقول فهو يدافع عن قيادته ايا كان موقفها وهو ملغي العقل تماما
واخيرا حركات مستقلة ذات بعد ثقافي لكنها ضعيفة وليست لديها فرصة للوقوف والتعبير في عصر العولمة والبروباجندا الاعلامية وربما تتاح لها الفرصة قريبا او بعيدا حسب نشاط اعضائها وتحسن الظروف
ومنها علي سبيل المثال لا الحصر جبهة سلام
والورقة التي يراهن عليها الكل هو الشعب الذي سوف ينتخب نصفه عليالاقل مبارك طواهيى هذه المرة من شدة ارتعابه مم يحدث حوله
ولو ان الحكومة زورت فقط 20% من نتائج الانتخابات فستكون فائزة بشكل ديموقراطي ويختار الشعب ديكتاتوره مرة اخري
لازلت اري وبكل وضوح ان التغيير الحقيقي سياتي خلال 5- 10 سنوات
وستكون اسسه اصولية مستندة علي عدالة الاسلام بتفسيرات اقرب الي الليبرالية والاشتراكية منها الي التقليدية الكلاسيكية حيث تحترم الاقليات وتدافع عن حقوق الانسان
وهذا ساخذ وقت ويجب ان يتم اكثر من شئ لتحقيق هذه المعادلة
اولا سحب البساط تدريجيا من تحت المدارس الاسلامية الموجودة في تفسير الاسلام الان وفض الاحتكار الخطابي له وتحوليه الي خطاب شعبي يسهل للجميع المشاركة فيه
ثانيا العكل علي ضم اكبر عدد ممكن من الناس من اصحاب العقول والضمائر ايا كان مدرستهم الفكرية او عقيديتهم ثم الاتفاق علي خطوط عريضة
تشجيع مشاريع الثقافة والفهم بايجاد ممولين لها حيث يدا انتشار مراكز ثقافية لا تحتكرها الحكومة ولا يتحكم فيها ايديولجيات سابقة ..لتصبح مفارخ لعقول جديدة متحررة التفكير
رابعا تشجيع تكوين مؤسسات سياسية صغيرة تمارس الديموقراطية فيم بينها لتتعود عليها وتحياها وتتمرن علي ايجيابيتاها وسلبياتها وتكون مؤهلة لاستلام القيادة خلال 10-20 سنة من الان
هذه رؤيتي الشخصية
نابليون بونابرت دخل مصر منذ ما يزيد عن 200 سنة، و كانت الذريعة هي إنقاذ المصريين من بطش المماليك. و كالعادة، تم تسليمنا من طاغية لطاغية بينما نحن نتساءل "مين فيهم أحسن؟" حاجة كده زي فزورة "بياض البيض أصفرٌ ولا أصفراً؟؟" لو عرفت الإجابة اتصل بعمرو موسى في جامعة الدول العربية
وحشتني يا ابن عبد العزيز
فينك يا راجل
بالنسبة لاقتراحاتك في رؤيتك الشخصية فللأسف لا أرى أي بوادر على أنها سترى النور في القريب العاجل
بالنسبة للاسلاميين ، فلا أعرف ما أقوله حقيقة .... أؤمن أنهم اذا وصلوا للحكم فسنتعلم خطأ الاختيار بتجربة مريرة... و لكنهم سيصلون للحكم اذا سمح بحرية كاملة ( و التي للمفارقة ينادي بها خصومهم الفكريين و يتراجعون هم عنها ) و لا أرى أي قوة في الخطاب الفكري للوسطية الاسلامية... فهو ممزق و ضعيف ، يلفى القبول و هز الرأس و لكنه أضعف من أن يخوض معارك مع المتطرفين ، و تغلبه أصول نشأته فيبتعد عن قضايا الحريات في اللحظات الصعبة.... و هو كبقية الاسلاميين ابن للشعارات الرنانة التي يفضلها على أي شيء آخر...
لا أمل عندي في الناصريين و لا اليساريين ، و الوفد ميت ، و الغد كان خيبة أمل...
قل لي أنت ، أي خمس سنوات او عشر ستخلق حياة سياسية حقيقية...؟
ليه كده يا محمد ؟ فين حريه الراي والتعبير ؟ ده انت زي مبارك
ايه يا مخمد هو انت بتزعل من لغه الارقام ؟ احنا حنبقى بس نرفع شعارات ؟والعاطفه هي الي بتغلب
بعد هزيمة العراق و بتأثير الصدمة الشديدة (المتوقعة)تمنيت أن يخرج في كل دولة عربية بن لادن و يهاجموا أمريكا ليدفعوها إلى إحراق بلادنا عن بكرة أبيها. يعني قلت هذه هزيمة شديدة طأطأت بعدها الرؤوس و أنا مستعد أن أعيش ذليلا(أقول دائما شكرا لأمريكا جلبت لنا الحرية)بشرط أن ينسى أولادي و أحفادي ما فعلته أمريكا و يكرهوها من جديد
تخيل هكذا كنت أفكر فعلا لفترة قصيرة بفعل الشّوك.
لم يكن يوجد برأيي حل آخر.
نهوض الديموقراطية(أو سمها ما شئت زي شورى أو حكم شعبي) مرهون بسقوط الحكومات الحالية و هي مع الأسف لم و لن تسقط داخليا. لا بد من زلزال عنيف يأخذ معه الحكومات أو حروب تنتهي بتنحيهم.
مع الأسف خياراتنا ليست كثيرة و هي كذلك في كل العالم. هل ننقلب على الحكومة من الداخل دون مساعدة أحد؟ هل هذا ممكن؟ لا أعتقد.الأنظمة لم تعد كما في الأربعينات و الخمسينات.هي الآن أقوى.
طيب هل نعمل مظاهرات سلمية و نبقى نطالب بالتنحي منتظرين المستحيل؟ هذا أيضا لا ينفع. الملوك و الرؤساء يحبون أن يتكلموا مع المعارضة على أنها كشاب في سن المراهقة يثور على أبويه و هو على خطأ و سيقتنع بعد أن يكبر قليلا.
طيب أثناء كل هذا يأتي عدوك و يعرض عليك المساعدة في إسقاط المستبد و هذا لن يكون دون مقابل تدفعه الأجيال القادمة ماديا و ثقافيا. هل نقبل؟
لا طبعا.
طيب نعمل إيه؟
ما أتمناه شخصيا و لا أعتقد انه مستحيل هو انقلابات داخلية لا تتدخل فيها الجيوش. و لكن الشعوب العربية لم تشبع بطون أطفالها لتفكر بفعل شيئ كهذا.
طيب ما هو الحل؟
نقطة أخرى. هناك فئات من المعارضة تطلب مساعدة امريكا. و لكن أمريكا أيضا تفرض مساعداتها على من لا يطلبها أيضا ما دامت هذه المساعدات كلامية فقط كما يفعل بوش مع مصر هذه الأيام.و هذا طبعا يضر أي شريف من المعارضة.
تخيل نفسك أنت تقود مظاهرة ثم يخرج بوش و يقول "على مبارك إحترام المعارضة". هذا سيصمك بالعار فورا.
لا ليت شعوبنا تفهم بس.
يا محمد نحن ناس زهقت حياتها. لم لا نقم عابسين و بصوت عال جدا نلعن أبو أمريكا و أبو الرئيس و اللي خلفوهم و علينا هذه المرة أن نحرق علم أمريكا و صور الرئيس ثم نأتي بمذيع ال سي إن إن و نقول له "قل لأمريكا أننا لا نكرهها لأنها أعانت المستبدين و لذا موضوعنا لا يخصها. كرهنا لأمريكا لأسباب أخرى حكومتكم لا تريد التركيز عليها منها فلسطين".هذه حجة أمريكا بأن الشعب العربي يكرهها لأنها أعانت المستبدين و يتجاهلون مع ذلك كل التاريخ الأمريكي الزفت في الشرق الأوسط.
يا ريت تخرج الناس إلى الشوارع و بنفس الوقت يصيحوا في وجه الحكومة بأنهم لن يقبلوها بعد اليوم و بوجه أمريكا بأنها قبيحة و تاريخها قبيح و زيارتها غير مقبولة!
وضعونا بين خريتين تتسابقان في شدة الرائحة.
بس
السلام عليكم
كم أشعر بالخجل الشديد عندما اجد شبابنا الصاعد يفكر بهذا الإسلوب الركيك
ان ادمان نظرية المؤامرة.. و ادمان اختراع شماعات لتعليق خيبتنا عليها .. ثم تحويل كل طاقة الغضب من الفشل المريع الى طاقة كراهية عمياء نصبها على خلق الله شيئ مقزز الصراحة
الحب الشديد مثل الكره الشديد .. كلاهما يعميان البصيرة .. و الأعمى لا يقود نفسة الا الى الهلاك .. و من هلاك الى هلاك افظع
لا استطيع تفنيد حجم البلاهات التى قيلت بعالية .. لأنها تحتاج كتب .. و لا اقول لكم سوى جملة واحدة اتمنى ان تحاولوا تدبرها
انهم يذبحون المسلمين الرجال و النساء و الأطفال و يفجرون فى الأبرياء عشوائيا فى الشوارع .. كل هذا بدعوى محاربة امريكا .. و اطفاء لحقد اعمى ضد امريكا .. بالظبط كما تلدغ العقرب نفسها
ربنا يشفى .. بس حرام .. ما تسيبوش نفسكم لهذه الخيبة .. يا ريت تتثقفوا اكثر .. و تفكروا اكثر علشان تعرفوا مشاكلهم و تستوعبوها و تستوعبوا اسبابها .. و تعرفوا اين يكمن الحل
سلام
عزيزي المعلق المجهول
فهمت من تعليقك ضيقك و خجلك و استفظاعك لما كتب أعلاه
و فهمت أنك متضايق من العداء لأمريكا ، و الغريب أن ما كتب لم يكن هجوما على أمريكا بل كان وصفا لتقلبات المزاج العربي - حسب وجهة نظري- فيما يخص أمريكا و الاصلاح و الحكومات العربية
مزيدا من التوضيح من فضلك ، فلا داعي لتفنيد ما قرأته هنا بكتب - اذ لا أعتقد أن في الحياة متسعا لقراءة كتب ترد على مقال قديم في مدونة مصرية- و لكن استطرد قليلا و بين لنا أكثر وجه اعتراضك ..
شكرا على دعوتك لنا لمزيد من القراءة و التثقيف و على دعواتك لنا بالشفاء
إرسال تعليق