الجمعة، يونيو ٠٣، ٢٠٠٥

ذكر ما جرى

بدأت يوم الأربعاء 1 يونيو بالجلوس في كافيه لتناول الافطار قبل الاتجاه الى المظاهرة... سمعت مجموعة ترتدي الأسود بجواري تتحدث عن الذهاب للمظاهرة فتفاءلت ، و بينهم كان يجلس من يبدو أجنبيا و يقرأ المصري اليوم.... ساشاهد المجموعة ذاتها لاحقا في المظاهرة ، و سأعرف أن قارئ المصري اليوم ذلك كان جوش من العروبي...

وصلت مبنى نقابة الصحفيين قبل بدء المظاهرة، و تعجبت مما شاهدته في الطرق المؤدية اليه حقيقة لانني لم أشاهد كل هذه الترتيبات الأمنية من قبل...و على السلالم شاهدت محمد عبد القدوس بابتسامته المحببة و يحيى قلاش ( وكيل النقابة) مشتبكين في مناقشة . كان يحيى يهتف في عصبية : " مش هسمح لحد يركب العمل النقابي" بينما يرد عبد القدوس بصوت لم أتمكن من سماعه...



جلست في الخلف متجنبا الشمس و بدأ المتظاهرون في التوافد مرتدين الأسود ، و من لم يرتد الأسود قُدِّمت له قطعة قماش سوداء ليعلقها على صدره... غطي المدخل بلافتات سوداء و أقيم لوح علق عليه مقتطفات من الصحف تتحدث عن الحادث...

ظهرت أطقم صحفية و جلس بعضها على السلالم منتظرا مثلنا

، بينما جاس البعض منها بكاميراتها يبحث عما يصوره... ( و يبحلق مساكين الأمن المركزي فيهن )

شاهدت محمد عبد القدوس يدلي بحوار للحرة ، فاقتربت لأسمع حوارا تقليديا تتكرر فيه كلمات" النظام... البلطجة... الاعتداء... الأسود... الصحفيين..." ...ابتعدت... ظهر جورج اسحق المتحدث باسم كفاية فأحيط بالميكروفونات و الكاميرات ،

و بعدها شاهدت نوال السعداوي مرتدية الأسود تقف الى جواره ( ان لم تظهر اليوم ، فمتى اذن!)...

في الخلف تجمع الصحفيون و النشطاء ، و شعرت بألفة لا لأن وجوههم مألوفة بل لأنني لم أكن أبدا وسط تجمع أغلبيته الساحقة من المدخنين ! شيئا فشيئا تزايد العدد و رفع المتظاهرون لافتات التنديد و الغضب ،

و لم أتمكن من منع نفسي من الشعور بالضيق من لافتة نساء حزب التجمع ( ما صدقوا!هل هذه وقفة تحزب ؟)...


تغطت سلالم النقابة باللون الأسود ... و امتدادها أيضا كما لاحظ أفريكانو عندما عرضت عليه الصور : " حتى العساكر لابسة اسود!"...


وقفت النساء في المقدمة صفوفا متلاحمة لاثبات موقفهن (و حشرنا نحن الرجال في الخلف :) )

و ميزت منهن رابعة فهمي المحامية ضحية الانتهاك ،

و عبير العسكري ذات الذراع المكسور


بين من كانوا هناك على السلالم أيضا محمد السيد سعيد يقف هادئا ،

و عبد الوهاب المسيري مبتسما ابتسامة مرهقة

و هبة رؤوف عزت مرتدية الأسود ،

و مجدي مهنا ، و جمال فهمي بالبايب المميز ...

شاهدنا نوال علي خارجة من المبنى ، و انتشر الهمس : " نوال... نوال..نوال" أفسحوا لها الطريق و نزلت لتقف وسط المتظاهرات فانطلق التصفيق دون توقف لدقائق.... أي شجاعة تمتعت بها نوال لتكون معنا؟


كان هذا ايذانا ببدء المظاهرة ، فانطلق صوت كمال خليل بهتافات معدة خصيصا لذلك اليوم تنادي مصر أن تنظر الى أبنائها و بناتها ، و أخرى تذكر أسماء ضحايا الاعتداء نوال و عبير و شيماء....


فضلا عن الهتافات التقليدية : " يسقط يسقط حسني مبارك" و آخر ينادي فيه "الهتيف" بكلمة ما ( حسني مبارك ، الاستفتاء ، فتحي سرور ، تعديل الدستور ، جمال مبارك ، كمال الشاذلي ، نبيل العزبي...الخ) فيرد عليه المتظاهرون :" باطل!" ( و هو يذكرني بهتاف "اخواني" شهير يقول فيه "الهتيف" : جيش الاسلام .... و يرد عليه المتظاهرون قادم... رغم الطغيان...قادم... رغم السجون... قادم... و الأمريكان...قادم... الخ)

انتقل الهتاف الى هتيف آخر ملتح و متحمس للغاية ،

و ظهرت صورة لوزير الداخلية تقول أقيلوه

و أخرى لمسؤول أمني تقول حاكموه ...

و قامت سيدة (غادة شهبندر) بتعليق شارات بيضاء على صدر كل المتظاهرات

بما فيهن نوال بالطبع ...

كانت من حركة الشارات البيضاء....


رفع المتظاهرون مظلات تقيهم الشمس و أبدى كل من شاهد تلك الصورة اعجابا بها ، في حين عجزت في غباء حقيقي عن فهم سبب جمالها/أهميتها/مغزاها....


في جانب من المظاهرة بدأ اللون الأصفر في الانتشار ، اذ بدأت لافتات كفاية في الارتفاع ، و لكن أصواتا ترددت تطالبها بالنزول ، و على مدى المظاهرة سيظل اللون الأسود غالبا على اللون الأصفر الذي عاد ليطل برأسه لاحقا...




وقف يحيى قلاش الى جوار نوال يدلي بتصريحات للعديد من المحطات التلفزيونية....



خرج جمال فهمي و عدد آخر من الصحفيين :" يا جماعة ، المؤتمر الصحفي هيبدأ ، الصحفيين بس يدخلوا جوة"

أكمل في وقت لاحق...

(التقط الصور الأصدقاء "م" و حمكشة....)

هناك ٨ تعليقات:

غير معرف يقول...

ليه يا محمد

و أه يا مصر !!

أنا من بلد غير البلاد .. حريته مش للبشر و لا للطير ..
للحاكم بأمر ه و بس !

لكن مصر ...
المدرسه إلي علمتنا..
كم حضروا ؟ و كم غابوا !
إصحي يا مصر .. إصحي ..
كفــــــــــــــــــــــايه !

غير معرف يقول...

هذه من افضل و امتع التحقيقات المصورة عن الاربعاء الماضي و المثير في الموضوع ان عدد كبير من المدونين المصريين منهم انا كانوا هناك
فيا تري ما هي العلاقة بين المدونين و بين الاربعاء الماض او انه مجرد تصادف ان هذه ايام خاصة في مصر و طبيعي ان يلتفت اليه المدونين المهتمين بالشأن العام

ihath يقول...

صور رائعة. شكراً يا محمد

African Doctor يقول...

فعلاً تحقيقك جميل يا محمد
:إلى فاطمة

هذا السؤال مهم. ما هو الشيء المشترك بين المدونين؟ م الذي يجعلهم يجتمعون في مثل هذه الأحداث و يتآلفون بسرعة كأنهم يعرفون بعضاً من زمن بعيد؟

R يقول...

ايا عيني يا محمّد... هو ده الكلام. هذا هو التدوين!

فاطمة: المدوّون (نحن) في عطش وتعطّش إلى اتّخاذ موقف/مواقف لا حزبيّة لأنّنا-كعامّة المصريّين-مللنا المواقف الحزبيّة غير الناضجة وغير المجدية.
بس

Mohammed يقول...

شكرا لكم جميعا على كلماتكم الرقيقة

وليد يقول...

نفس الوجوه الصامدة....تبحث عن أمل
أو تزع الأمل نفس الملامح العفية الصلبة الدوؤبة.... رجل بألف وأمرأة بعشرة الألف وليظل الاقبع فى قصر العروبة يتأمل الصارخون.... يوما سيكبرون... يوما سيقفونها..تلك الوقفة على أبواب قصره وسيهرب مثل كل الطواغيت.....

Unknown يقول...

صباح الخير يا استاذ محمد
انا مصور صحفى ضرورى جدا تكلمنى
01112977701