الثلاثاء، يناير ٠٤، ٢٠٠٥
آر بي جي
لا ، لا أقصد Rocket Propelled Gernade ، السلاح الذي عاد ليكتسب شهرة متزايدة في العراق ما أعنيه هو Role Playing
Game
و هي تعني نوعا من ألعاب الكمبيوتر التي يؤدي فيها اللاعب دور شخصية معينة.....
لماذا أتحدث الآن عن ألعاب الكمبيوتر التي لم ألعبها منذ سنوات ؟؟
دعوني أعود بالحكاية الى الوراء قليلا
أنا و (م) نقف أمام البناء المرعب الذي يسمى بمجمع التحرير.... قلب البيروقراطية المصرية....
كنا قد انتهينا لتونا من " الخطوة الأولى" في سلسلة اجراء عدد من المعاملات داخله و التي تعني الوقوف في طوابير طويلة لا تتحرك أبدا ، و الاستماع الى الموظفات و هن يقهقهن في داخل الغرفة ( البعيدة عن مكان وقوفنا لأن الطابور يمتد كالأفعى لمسافات طويلة) ..... و تحول مكان الطابور الى مكان " للاسترزاق" حيث يعرض الفراش علينا الشاي و القهوة ، و تنشأ نوعية من " الأخوة في الروتين" تنتهي بتعرفك على معظم من يقف معك في الطابور و تتبادلون الخبرات و الحكايات و توجيه السباب الى قائمة طويلة تبدأ بالموظفات و لا تنتهي بهن ، و البحث عن ورقة الدمغة ، و ختم النسر ، و توقيع سيادة المدير الذي لا يشعر بالرغبة في العمل اليوم ، و أن تصل لدرجة من اليأس تن مستعدا أن تدفع أي مبلغ يطلبه منك "مؤدو الخدمات" الذي يتواجدون حولك كالذباب "لتخليص" اجراءات لا تنتهي... و الصعود الى طابق آخر لانهاء خطوة ما ثم العودة لنفس النقطة.....
ينتهي ميعاد الدوام الرسمي فيخبرونك ان " تفوت عليهم بكرة"
و أمام المبنى أجلس مرهقا على أرض الرصيف عاجزا عن المشي... فيخرج (م) بتلك الفكرة...
قال (م) : ما رأيك أن يتم تحويل مجمع التحرير الى مكان سياحي...؟ يدخل السائح ليلعب آر بي جي في شحصية مواطن مصري عليه انهاء عدد من الاجراءات بعد ان يدفع 100 دولار ثمن متعة التحدي... و هكذا يسحب ورقة قبل دخوله تقول له : " أنت مواطن مصري في الثالثة و العشرين من عمرك حصلت على تأجيل مؤقت لخدمتك العسكرية و تحاول السفر..."
أو...
" أنت أب مصري تحاول نقل طفلك من مدرسة لأخرى"
أو
" أنت مواطن مصري عليك أن تثبت أن شهادة الوفاة التي تم استخراجها لك خاطئة و أنك لا زلت على قيد الحياة..."
و يكون على السائح انجاز المهمة في يوم عمل واحد فقط...
هززت رأسي في غير اقتناع : " بمجرد تحوله الى مكان سياحي ، ستتحسن المعاملة و يختفي كل هذا الخراء..!"
بدا الحماس على وجهه و قال : " لا ! هكذا سنقضي على كنز البيروقراطية النادر هذا ! يجب أن يتم منح الموظفين نفس المرتبات الضئيلة التي يمنحونها دون زيادة و عدم زيادة اعدادهم ليظاوا على معاملتهم السيئة لمن يتعاملون معهم..."
لا بأس....
سيرفيفور المصري ....
ادخل مجمع التحرير و اخرج على قيد الحياة....
ترى ماذا سيكون رأي هيئة تنشيط السياحة في مثل هذا الأمر؟؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٤ تعليقات:
I wish i knew whatever language this site is in, because i sympathize with the image.
Arabic....
أضحكتني فعلا D-:
أول الزبائن الخواجات وصل فعلا! و يبدو أنه شخصية كرتونية أصلا، أي أنه جاهز للعبة تقمص الأدوار!
فكرة ظريفة فعلاً. تبقى أظرف لو أجريت على طريقة البرامج الأمريكيّة، وتبقى أظرف وأظرف لو تبنّاها مخرج في جرأة مايكل موور أحب أيضاً أن أعلن خيبتي الثقيلة. وقفت في طوابير طيلة عمري، حتّى في أمريكا، وأنا بطبعي لا أجيد الابتسام في وجه الموظفين بل سريعاً ما تبدو عليّ الشدّة والعصبيّة ممّا يزيدهم بروداً. اكتشفت فقط مع تبادل حكايات مع مصريّين في أمريكا إنّني كنت في عالم آخر. اتّضح أنّ كلّ غلاسة من موظّف هي دعوة بسيطة وصريحة لإبراز ا للحلوح. وأنا كنت مش فاهم! يا خببتي!
ـ
إرسال تعليق